"إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً" (كورنثوس الثانية 5: 17) . . . . "لأَنَّ ال لهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ" (تيموثاؤس الثانية 1: 7) . . . . "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (فيلبي 4: 13) . . . . قال السيد المسيح: "أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ ..."(يوحنا 15: 5) . . . . "الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ" (فيلبي 1: 21) . . . . "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رومية 8: 28)

مَثَل؟

مثل على الأمان والسلام والمحبة الناتجين من حياة متجددة في يسوع المسيح، ومن السير معه في حياة شركة بالصلاة مليئة بمحبته وإخلاصه وسلامههل تعرف ما هو المثل؟ إنه قصة قصيرة بسيطة توضح تعليم أخلاقي أو ديني. أريد أن أقول لك مثلا. هو مثل عن حياتي. ويمكن أيضا أن يُعتبر قصة ترمز إلى أشخاص وأحداث تمثل أشياء أخرى وتشير إلى معاني روحية وأخلاقية أكثر عمقا.

بداية المثل.

كان هناك فتاة اسمها أمل. أحبت أمل المعرفة وأرادت أن تواصل دراستها. بينما كانت ملتحقة بالمدرسة الثانوية، بدأت تتعلم سواقة السيارات لأنها أدركت أنه سوف يكون من الضروري بعد تخرجها أن تحصل على وظيفة حتى تتمكن من شراء سيارة تقودها الى الجامعة لمواصلة دراساتها العليا. واظبت على دروس قيادة السيارات وأكملتها بتفوق. ثم تخرجت بعد ذلك من المدرسة الثانوية.

واجهت أمل مشكلة بعد تخرجها. إذ أنها احتاجت إلى عمل حتى تتمكن من توفير بعض المال كي تستطيع شراء سيارة والدراسة بالجامعة. ومن جهة أخرى كانت في حاجة الى مال أولا لشراء سيارة من اجل الذهاب إلى الوظيفة. إذ أنها احتاجت إلى سيارة تقودها إلى وظيفة من أجل كسب المال لتمول تعليمها بالجامعة. كما أنها احتاجت أيضا الى مال للنفط للسيارة، وكذلك للتأمين عليها المطلوب من ممتلكي السيارات. وبعد ذلك بالطبع، سينبغي أن تنفق على ما تحتاجه السيارة من وقت لآخر من بطاريات وإطارات جديدة وصيانة ميكانيكية لإصلاح أي عطب بالسيارة. لم تدري أمل ماذا تفعل!

ثم في أحد الأيام، حدث شيء عجيب ومدهش للغاية. لقد حصلت أمل على سيارة مجانا! لم تستطع ان تصدق ذلك. فقد اجتاحتها مشاعر الشكر والعرفان بالجميل لهذه الهدية السخية التي لم تتوقعها أبدا.

لم تكن هذه سيارة عادية. فقد كانت من صناعة ممتازة لم ترى لها مثيل من قبل. بالإضافة إلى ذلك، أُعطيت ضمانا ينص على أن السيارة من نوعية ممتازة، وسيتم استبدالها أو إصلاحها إذا حدث بها عطب. نظرت أمل إلى الضمان في دهشة، إذ رأت العبارة التالية مكتوبة في الجزء العلوي من الضمان بالحبر الأحمر الزاهي: "هذا الضمان ساري المفعول مدى حياتِك، مهما طال بكِ العيش. لا يمكن إلغاؤه أبدا. جميع الإصلاحات وقطع الغيار مجانا لأنه قد سبق دفعها بالكامل!"

كيف يمكن أن يكون هذا؟ لم تفهم أمل تماما معنى ذلك، لكنها قررت أن تثق بالضمان وتدع الزمن يُثبت ما إذا كان صحيحا وصادقا. وفقا لشروط الضمان، إذا حدثت أي مشكلة للسيارة، على أمل أن تضغط على زر أحمر بجوار زر مصابيح السيارة الأمامية للحصول على مساعدة لعلاج المشكلة (نفس لون الحبر الأحمر الذي على الضمان ). ومكتوب في منتصف الزر الأحمر بأحرف بيضاء كلمة "إتصل."

سارت الامور بشكل جيد للغاية لفترة طويلة حيث قادت أمل السيارة لأميال كثيرة. ثم في أحد الأيام صدرت ضوضاء عالية من الإطار الأيمن الخلفي وانحرفت السيارة في الطريق. أوقفت أمل السيارة على جانب الطريق بعد أن أدركت أن الإطار قد تلف ويجب استبداله بالإطار الإحتياطي. تذكرت أمل وعد الضمان وتساءلت عما إذا كان حقا؟ نظرت إلى زر "الإتصال" الأحمر وضغطت عليه بسرعة. فجأة، رأت المالك الأصلي وصانع السيارة، الذي كان أيضا خبير ميكانيكي، واقفا عند باب السيارة ليستبدل الإطار التالف. إندهشت أمل عندما قال لها: "هذا العمل مجان لأن الضمان يتطلبه."

بعد أسابيع قليلة، عندما كانت في طريقها إلى العمل، لاحظت أن السيارة بدأت تبطئ. تذكرت أمل أنها نسيت أن تحصل على نفط للسيارة لأنها كانت في عجلة للذهاب إلى العمل، إذ أن مقياس النفط بين ان النفط كان قليل جدا بالسيارة. توقفت السيارة على جانب الطريق. قلقت أمل لأنها أدركت أنها ستتأخر عن العمل. عندما نكست رأسها مُفكرة، وقعت عينيها على زر "الإتصال" الأحمر، فضغطت عليه بسرعة. مرة أخرى، ظهر صانع السيارة بجوار باب السيارة وبيده وعاء كبير مليء بالنفط. في مدى دقائق معدودة، ملأ خزان السيارة بالنفط في دقائق معدودة وأصبحت على استعداد للذهاب في طريقها. مرة أخرى سمعت أمل عبارة: "أنه مجان لأن الضمان يتطلبه."

مرت السنوات وقادت أمل سيارتها أميالا كثيرة. حدثت مشاكل من وقت لآخر في أجزاء كثيرة للسيارة. وفي كل مرة حدثت مشكلة، ضغطت أمل على زر "الإتصال." في أحد المرات، تعطلت سيارتها بينما كانت تقودها في منطقة غير آمنة من المدينة. بعد أن ضغطت على زر "الإتصال،" ظهر صانع السيارة (وكان قد أصبح صديقا تثق به)، وبقي معها حتى أتت مقطورة لسحب سيارتها إلى ورشة ميكانيكية لإصلاحها. شعرت أمل بالأمان والسلام معه في الورشة. على مدى السنوات، أسرعت أمل إلى الضغط على زر "الإتصال" عندما وجدت نفسها في احتياج إلى مساعدة. إعتادت أن تفعل هذا بدون تفكير أو تردد. كانت يدها تصل إلى الزر تلقائيا. إمتلأ قلبها بكثير من الراحة والتشجيع لعلمها أن هناك شخص متيقظ ساهر عليها وسيأتي دائما لمساعدتها. لهذا لم تكن خائفة من السفر في رحلات طويلة.

كان أحد أصدقاء أمل تاجر سيارات. كان يتاجر في نوع واحد من السيارات، وكان يبيع الكثير منه لأنه كان مرغوبا. علم أن سيارة أمل قديمة جدا. لذلك قرر أن يعطي أمل خصما على سيارة جديدة. فهمت أمل انه يعتقد أن في إمكانه أن يبيع لها سيارة أفضل تلبي احتياجاتها. لذلك سألت صديقها الطيب إذا كانت السيارة مجانا؟ إندهش صديقها وأجاب بسرعة بالنفي وأخبرها أنه ينبغي أن تدفع ثمنها.

ثم سألته أمل عما إذا كانت السيارة المقترحة يصاحبها ضمان مدى الحياة لأي إصلاح وقطع غيار قد تحتاج إليها في أي وقت مهما طال بها العيش؟ وهل يمكن أن يعطيها ضمانا لا يمكن أبدا إلغائه؟ دُهش صديقتها لهذه الأسئلة الغريبة وظهرت الحيرة على وجهه، وظن أنها مازحة. إذ أنه لم يسمع أحد بضمان وقطع غيار وإصلاحات مجانا مدى الحياة؟

إبتسمت أمل وأخبرت صديقها انها لست مازحة. ثم أرته الضمان الأصلي لسيارتها حيث مكتوب بالحبر الأحمر الزاهي في الجزء العلوي منه أن "هذا الضمان لمدى حياتك، مهما طال بك العمر. لا يمكن أبدا إلغاؤه. جميع الإصلاحات وقطع الغيار في كل وقت مجانا لأنه قد سبق أن دُفِع ثمنها بالكامل!" وكان الحبر الأحمر مازال زاهيا وواضحا كما كان في اليوم الأول لحصولها على الضمان. ثم أخبرته أنها كانت تتساءل عندما أعطيت هذه السيارة كهدية لها مع ضمانها عما إذا كان هذا الضمان صادقا وصحيحا ويمكن الثقة به؟ إذ أنه كان من الصعب تصديقه. ولكنها قررت أن تثق به، وتدع الزمن يثبت ما إذا كان صحيحا وصادقا. لقد مر أكثر من خمسين عاما حتى الآن، وفي كل مرة ضغطت على زر "الإتصال" حصلت على كل المساعدة اللازمة لحل المشكلة، مهما كانت. لم يفشل الضمان أبدا، ولا مرة واحدة!

نهاية المثل.

هذه هي قصة حياتي وعلاقتي مع يسوع المسيح. إنني تحت حماية ضمانه الذي هو وعوده. لقد لبّى كل احتياجات حياتي، كل الإحتياجات! لقد اعتنى بي كلية، حتى بأصغر التفاصيل. إني على اتصال مستمر بيسوع المسيح في الصلاة كل يوم. لست مُرغما أن أخصص وقتا محددا أو عدد معين من المرات للحديث معه. لا ينبغي أن أسافر إلى مكان معين للصلاة لأن روحه القدوس يسكن في قلبي فأحيى في حياة شركة معه أينما ذهبت في أي وقت. لا أنفصل مطلقا من حضرته المقدسة.

لقد أثبتت السنواب الطويلة مرارا كثيرة أن ضماناته ووعوده لحياتي صحيحة وصادقة على مدى أكثر من نصف قرن من العيش. عِشت كل هذه السنوات في علاقة شخصية مع السيد المسيح يوما بعد يوم، أسبوعا بعد أسبوع، وشهرا بعد شهر، وعاما بعد عام. هذا وقت كاف لاختبار عدد كبير من تجارب الحياة المختلفة التي أثبتت قطعيا صحة ما يقوله الكتاب المقدس وصدق ما قاله السيد المسيح عن نفسه.

لقد وثقت بالسيد المسيح وبكلمته في كل شئون الحياة ومشاكلها المتنوعة، ولم يتوان يوما عن إعطائي الراحة والتشجيع، والرجاء، والإرشاد، والسلام، والفرح، والقوة.

عندما أصبت بالقلق، ملأ وعد السيد المسيح في هذه الآية قلبي بالسلام والهدوء: "سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ" (يُوحَنَّا 14: 27). لقد أزال السيد المسيح دائما مخاوفي لأنني وثقت به، وقد واجهت الكثير من المخاوف في أكثر من نصف قرن من المعيشة. اختبارات حياتي مع السيد المسيح أثبتت اخلاصه ووفائه على مر السنين. لذلك، أثق تماما أنه سيكون معي كلما واجهت مخاوف واضطرابات في المستقبل وسيعطيني سلامه ويهدئ قلبي وعقلي وروحي وسط زوابع الحياة. في خضم ظروف رهيبة، ملأ سلامه قلبي. ظروف حياتي لا تسلب الفرح الذي يملأ أعماق نفسي. لا أعلم إذا كان محمد يمنحك الفرح والسلام في الأوقات الصعبة المظلمة لحياتك؟ ولكني أؤكد لك هنا ان السيد المسيح يعطيهم لي.

عندما شعرت بالأرتباك والحيرة، وثقت في ضمانه ووعوده مثل تلك التي في الآية القائلة: "الرَّبُّ سَائِرٌ أَمَامَكَ. هُوَ يَكُونُ مَعَكَ. لا يُهْمِلُكَ وَلا يَتْرُكُكَ. لا تَخَفْ وَلا تَرْتَعِبْ" (التثنية 31: 8). لا يوجد لدي اي خوف على الإطلاق من الغد والمجهول. أنا من أكثر الأشخاص سلاما وأمنا، وذلك نتيجة لعلاقتي الشخصية بالسيد المسيح واتصالي المستمر معه بالصلاة.

عندما تخلى عني أبي وتركني، طمأنني وعد الرب في هذه الآية: "إنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي" (مزمور 27: 10). كما ثبت أن وعده في هذه الآية صادقا: "... لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ" (العبرانيين 13: 5). لقد جلبت محبة الله الشفاء العميق لقلبي المجروح وعقلي وروحي، وشعرت، ولا أزال، بالأمان والمحبة الإلهية.

عندما كنت أشعر بالقلق الزائد، ضمانه ووعده في الآية التالية جلبا الطمأنينة لفكري وقلبي: "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي 4: 6-7). يهتم السيد المسيح بكل جانب من جوانب حياتي. لا أعلم إذا كان محمد يهتم بك كشخص، أو إذا كان ما هو مهم بالنسبة لك مهم بالنسبة له أيضا؟ ولكن استطيع أن أؤكد لك أن ربي يسوع المسيح يهتم بكل ما هو مهم بالنسبة لي. إنه يهتم بي شخصيا، وسيعتني بي ويحبني حتى إذا كنت الإنسان الوحيد على وجه الأرض.

لقد أخذ السيد المسيح العقاب ألذي استحقه لخطاياي. لذلك لا أعيش في خوف من العقاب. في ذلك اليوم، عندما أقف أمام عرش الله، لن أقف في خوف ورعب، كما يؤكد ضمان هذه الآية: "لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ. نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً" ( يوحنا الأولى 4: 18-19). محبته كاملة، وبها أمن وسلام. تمتلك قلبي محبة يسوع للآخرين.

أخدم السيد المسيح بسبب حبي له وتقديري الذي لا يوصف لما فعله، ولا يزال يفعله، لأجلي. أريد وأحب أن أخدمه. سيحبني بنفس المقدار حتى إذا ما صليت وما تحدثت معه. محبته لي ليست مشروطة بماذا أفعل أو لا أفعل. لا أستطيع أن أفعل أي شيء يزيد أو ينقص محبته لي لأنها شاملة وكاملة تماما. بينما كان متألما على الصليب، قال: "... قَدْ أُكْمِلَ" (يوحنا 19: 30). ما الذي تم إكماله؟ إنه عمل الفداء للبشر. لذلك أعيش في حرية كاملة من الخوف. وهذا أمر رائع حقا. هل تشعر بحبة محمد لك كشخص؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل لديك الحرية من الخوف بهذه المحبة؟

كلمة الله (ضمانه) تجلب الثقة في سماته، إذ أنه يثبت أنه صادق في ما يقول. "لأَنَّ محبتك قَدْ عَظُمَتْ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ وَإِلَى الْغَمَامِ أَمَانَتُكَ" (مزمور 108: 4). بعبارة أخرى، تخبرنا هذه الآية بأنه ليس هناك حدود لمحبته وأمانته. في الواقع، تؤكد ذلك هذه الآية: "أُرَدِّدُ هذَا فِي قَلْبِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُو: إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ. نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ" (مَرَاثِي إِرْمِيَا 3: 21-24). يملؤني هذا بكثير من الرجاء والتشجيع كل يوم. لا أعلم مقدار الرجاء والتشجيع الذي يجلبه محمد إلى قلبك وحياتك؟ ولكني أعلم أني أستيقظ كل صباح مفعما بالأمل والترقب.

لم يعد السيد المسيح بمنع وقوع المشاكل والضيقات. إنما وعد بأنه سيقف معي ويعضدني ويقويني في كل ضيق وعناء. "أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي" (مزمور 23: 4). تعطيني مواعيده وضمانه قوة كل يوم كما تَعِد هذه الآية: "مُبَارَكٌ الرَّبُّ يَوْماً فَيَوْماً. يُحَمِّلُنَا إِلَهُ خَلاَصِنَا" (المَزَامير 68: 19). هل تحصل على قوة كل يوم من محمد؟ أنا أحصل على قوة من يسوع المسيح، وهذا لمدة أكثر من نصف قرن من المعيشة. كما ان النفط المجاني للسيارة جعلها تستمر في السير، ينعم علي السيد المسيح بالقوة لمواصلة المسير في هذه الحياة. هو طاقتي، فقد دفع الثمن كيما أحصل على هذه القوة مجانا.

لدي الوعد والضمان أنه لن يحدث أي شيء لي بدون علمه كما تؤكد الآية التالية: "مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ قَائِلاً: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي" (أشعياء 46: 10). إنه يعلم مسبقا كل أيام مستقبلي، ولذلك فإني أسير إلى غدي في ثقة كاملة. ماذا يعلم محمد عن مستقبلك؟ هل لديك ضمان كامل بأنه يسير معك في مستقبلك؟

يؤكد لي وعده وضمانه في هذه الآيات أنه صخر الدهور الذي لا يتزعزع: "لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ ..." (ملاخي 3: 6)؛ "يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ" (العبرانيين 13: 8). هو مستقر وثابت، ويمكنني أن أعتمد عليه. محبته وخدمته تجلبان لي أمانا وسلاما عظيما. هل تشعر بالأمان والسلام في محبة محمد؟ هل يمكنك الإعتماد على محمد في كافة الأوقات كما هو الحال مع السيد المسيح الذي عشت في ظل ضمانه طيلة هذه السنين؟

لقد قلت كل هذا لغرض هام. لا يوجد أي نقص في حياتي. ليس هناك شيء مفقود. السيد المسيح قد لبى، وسوف يلبي، جميع إحتياجات حياتي. لقد أثبت محبته ووفائه لي لأكثر من نصف قرن لحياتي. يغطيني ضمانه. أحبه وأخدمه بدون تحفظات.

مهما كانت عدد المرات التي إدعى محمد أنه قد قابل فيها يسوع وتحدث معه، ومهما كانت عدد السماوات التي إدعى محمد أنه قد زارها، ليس لديه شيئ يقدمه لي. في حوزتي كل شيء في يسوع المسيح. من الأشياء الجميلة حقا لوجود علاقة شخصية مع السيد المسيح هو أنني أستطيع التحدث معه مباشر. كلمته في الإنجيل هي أحد وسائل حديثه معي. أريد أن أسألك: ما هو نوع الضمان الذي أعطاك محمد؟ إذا كان قد أعطاك ضمانا، فمن دفع ثمنه؟ هل هو مشروط؟ هل كان مجانا بالنسبة إليك؟

في قصة السيارة، لم يكن من الحكمة لأمل مقايضة سيارتها بضمانها المجاني الشامل القوي الذي أثبت وأكد مفعوله طوال سنوات كثيرة والذي كانت تعرف أنه لا يزال ساري المفعول لمدى حياتها على الأرض.

سواء كنت ستعطي السيد المسيح فرصة ليجدد حياتك أم لا، أنت لا تًقَدر بثمن لمجرد أنك إنسان. ألا تحب أن تقضي أبديتك مع الشخص الذي يحبك كثيرا لدرجة أنه ضحى بحياته حتى يمكنك أن تعيش الى الأبد معه في ملكوته السماوي؟

إنتصار على الظلام

من أنا في المسيح؟

طالما أثبت في المسيح:

أ. يَقبلني الرب ...

  • لقد تبناني الله كأحد أطفاله (يوحنا 1: 12؛ رومية 8: 15-17؛ أفسس 1: 4-5؛ يوحنا الأولى 5: 1).
  • أنا صديق للسيد المسيح لأنني أحد تلاميذه (يوحنا 15: 15).
  • إنني متحد مع الرب، وأنا واحد معه بالروح (كورنثوس الأولى 6: 17).
  • أنا عضو من جسد السيد المسيح (كورنثوس الأولى 12: 27).
  • لا يمكن فصلي من محبة الله (رومية 8: 35-39).
  • لقد تم تبريري (رومية 5: 1).
  • لقد تم فدائي ومغفرة جميع ذنوبي (كولوسي 1: 13-14).
  • إنني أنمو في القداسة حتى أشبه المثال المجيد للسيد المسيح (كولوسي 2: 9-10).
  • أقترب مباشرة من عرش النعمة الإلهية من خلال السيد المسيح (العبرانيين 4: 14-16).

ب. أنا مُطمئن على مصيري ...

  • تحررت من أي دينونة ضدي: "إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ" (رومية 8: 1-2).
  • أنا متأكد أن الله يعمل لخيري في كل الظروف (رومية 8: 28).
  • أنا ثابت ومبارك ومختوم من قبل الله (كورنثوس الثانية 1: 21-22).
  • حياتي مُستترة مع المسيح في الله (كولوسي 3: 1-4).
  • أنا واثق تماما أن الله سوف يكمل العمل الرائع الذي بدأه فيَ (فيلبي 1: 6).
  • انا مواطن ملكوت السماوات (فيلبي 3: 20-21).
  • لم يعطيني الرب روح الخوف، بل روح المحبة والقوة والعقل الحكيم (تيموثاؤس الثانية 1: 7).
  • لقد وُلِدت من الله والشرير لن يقهرني (يوحنا الأولى 5: 18).

ج. أنا هام في عمل الله ...

  • أنا عمل الله (أفسس 2: 10).
  • أنا هيكل الله (كورنثوس الأولى 3: 16).
  • أنا مختوم مع يسوع المسيح في ملكوت السماوات (أفسس 2: 6).
  • أقترب إلى الله بخشوع وحرية وثقة (أفسس 3: 12).
  • أنا غصن من يسوع المسيح، الكرمة الحقيقية، وقناة من حياته (يوحنا 15: 5).
  • لقد أُستدعيت وأُقمت لآتي بثمر (يوحنا 15: 8).
  • أنا خادم الوفاق والمصالحة مع الله (كورنثوس الثانية 5: 17-21).
  • أستطيع أن أفعل كل شيء في المسيح الذي يقويني (فيليبي 4: 13).