"اَلْمُتَّكِلُ عَلَى قَلْبِهِ هُوَ جَاهِلٌ وَالسَّالِكُ بِحِكْمَةٍ هُوَ يَنْجُو" (الأَمْثَالِ 28: 26) . . . . "اخْتَرْتُ طَرِيقَ الْحَقِّ. جَعَلْتُ أَحْكَامَكَ قُدَّامِي" (المَزَامير 119: 30) . . . . "وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ" (يُوحَنَّا 8: 32) . . . . "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يُوحَنَّا 14: 6) . . . . "يَا اللهُ إِلَهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ" (المَزَامير63: 1) . . . . "ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ" (المَزَامير 34: 8).

لماذا القرآن ليس معجزة؟


( أ ) خلاصة
(عودة إلى قائمة المحتويات)

يدعي البعض أن القرآن معجزة إلهية وذلك لبلاغة لغته ولمحتوياته الفكرية المختلفة. البلاغة الغير عادية المزعومة للقرآن هي بلاغة غير كاملة وليست إعجازية كما يتضح من مناقشة مشاكل القرآن اللغوية في هذا البحث الموجز. في الواقع، لا تتفق البلاغة المزعومة للقرآن مع الإدعاء بمصدره الإلهي. ذلك لأن الهدف الرئيسي من الوحي الإلهي ليس تعليم قواعد وأسس اللغة العربية أو أي لغة أخرى. هدف الوحي الإلهي هو تعليم الناس وصايا الله وطريقه وحقه حتى ينموا روحيا في خدمته وحياة الشركة معه، وحتى يعيشوا سويا في سلام ووئام ومحبة وفرح. لهذا من المهم جدا أن يستطيع الشخص العادي أن يفهم تعليم الوحي الإلهي. فهو ليس موجها لقلة من علماء وخبراء اللغة. التعليم الذي لا يفهمه الشخص العادي هو تعليم لا فائدة له لأنه لن يساعده في حياته.

يؤمن الإسلام بأن القرآن هو الكلام الحرفي للإله الإسلامي.  أعطاه الملاك جبرائيل لمحمد بدون أي مساهمة وتأثير من محمد.  إذا كان هذا هو الحال، يتساءل المرء لماذا لم يعطي الإله الإسلامي القرآن لمحمد في هيئة كتاب مكتوب على ألواح من الحجر، كما أعطى الإله الحي الوصايا العشر لموسى النبي على جبل سيناء (خروج 31: 18؛ 32: 15-16).

عندما ندرس ونفحص القرآن بطريقة علمية محايدة، ندرك أنة يعاني من مشاكل لغوية، قراءات متعددة مختلفة، مشاكل علمية، مشاكل تاريخية، متناقضات بين نصوصه، ومشاكل كبيرة ناشئة عن مبدأ نسخ (إلغاء) الآيات ومبدأ الوحي الشيطاني الذين يعلنهما القرآن. يعني هذا أن إدعاء القرآن بتمامه في آية الكهف 18: 1 هو ادعاء غير واقعي وغير صحيح.

نقوم في هذا البحث الموجز بتحليل موضوعي محايد لهذه المشاكل، مما يؤدي بنا إلى الوصول إلى الاستنتاج الراسخ النهائي أن القرآن ليس معجزة.

(ب) مشاكل لغوية
(عودة إلى قائمة المحتويات)

تنحدر اللغة العربية من اللغة الآرامية. فاللغة الآرامية هي مصدرها الرئيسي. نبعت اللغة العربية المستخدمة في القرآن من منطقة غربي نهر الفرات في القرن الرابع-الخامس الميلادي. تركزت في بداية نشأتها في قبائل المناذرة المسيحية في منطقة الحيرة التي تقع حوالي ثلاث أميال من الكوفة في جنوب العراق. حكمت قبائل المناذرة منطقة الأنبار الواقعة على نهر الفرات غربي بغداد، فامتد تأثير اللغة العربية إلى هذه المنطقة. لهذا، فالمصادر الأصلية للغة العربية هم القبائل المسيحية في الحيرة والأنبار. أصبحت اللغة العربية تدريجيا اللغة الرئيسية في كل المناطق غربي الفرات. ولعل هذا هو سبب تسميتها "عربي" من كلمة "غربي،" أي لغة غربي الفرات. إنتشرت بالتدريج إلى الشام ثم مكة والحجاز بواسطة التجارة والتبشير المسيحي (أبو موسى الحريري، أعربي هو؟!).

من الهام جدا التمييز بين معجزات الله الحي القوي القادر على كل شئ ومُنجزات المواهب البشرية. مُنجزات المواهب البشرية ليست معجزات. لدى بعض الأشخاص موهبة جسدية—هم ذو أجسام ضخمة وعضلات قوية. أشخاص آخرون ذو ذاكرة قوية. البعض لديه موهبة اللغات—لديهم مقدرة تعلّم لغات كثيرة ولغات غير مكتوبة بسرعة وتذكّرها. لدى البعض الآخر موهبة الخطابة. يُلقون خُطبا تثير المشاعر. أخرون كتاب وشعراء موهوبون. يُألّفون مقالات وكتابات وشعر رائع. من الهام التاكيد أن بلاغة الكتابة وفصاحة الخطابة مواهب بشرية وليست معجزات من الله الحي القوي. هؤلاء الأشخاص الموهوبون ليسوا أنبياء الله القدير.

لذلك لا يُمكن القول أن أي كِتاب معجزة لفصاحته اللغوية. الأعمال الأدبية الرائعة لكُتاب وشعراء موهوبين ليست معجزات. مثلا، شعر أحمد شوقي وكتابات عباس العقاد وطه حسين وشكسبير ليست معجزات. الشعر الرائع للشاعر اليوناني الأعمى الأمي هومر من القرن الثامن قبل الميلاد (الإلياد والأوديسة) ليس معجزة. كما أنه لا يمكن اعتبار القرآن معجزة حتى لو كان عملا أدبيا جيدا، وهو ليس كذلك كما يوضح التحليل التالي.

( 1 ) أسلوب القرآن
(عودة إلى قائمة المحتويات)

أسلوب القرآن هو نثر خطابي مسجع مناسب للتلاوة. كان هذا الأسلوب مفضل وشائع للتأليف والكتابة في شبه الجزيرة العربية في زمن محمد. لا يخضع السجع النثري الذي يسود أسلوب القرآن لأي وزن، وكان العرّافون والسحرة يستخدمونه بكثرة آنذاك. يكثر في القرآن أسلوب العرافين والسحرة في زمن محمد الذي كان يعتمد على السجع والتجانس الصوتي العشوائي بدون معنى متماسك (الصافات 37: 1-4؛ الطور 52: 1-7؛ الجن 72: 1-7؛ النازعات 79: 1-6؛ الطارق 86: 1-4؛ الفجر 89: 1-4؛ البلد 90: 1-4؛ اليل 92: 1-4؛ العبد العاديات 100: 1 - 6؛ الخ). تم نسخ جزء كبير من القرآن من التمائم والتعويذات التي استُخدمت كحجاب وكرقية ضد تعاويذ السحر الأسود. هذا ما يفسر جزئيا لماذا القرآن مفكك ومتكرر.

لا يقدم القرآن الردود للعديد من الأيمان (ص 38: 1-2؛ ق 50: 1-2؛ الفجر 89: 1-4؛ الخ). نص القرآن مكتوب في الشخص الأول والثاني والثالث (الفاتحة 1: 5-7؛ البقرة 2: 8-10؛ السجدة 32: 4-10؛ الخ). يستخدم القرآن أسلوب ولهجة قبيلة قريش في القرنين السادس والسابع م، ولهذا فهو لا يعكس مصدر سماوي مستقل (Concise Encyclopedia of Islam, p. 228).

إلتزام القرآن المكي بالسجع كثيرا ما أدي إلى تشويه وإبهام في نصوصه بسبب تغيير أماكن الكلمات وتشويه الأسماء وتغيير تصريف الأفعال. فمثلا، لأجل المحافظة على السجع، سُمي جبل سيناء "طُورِ سِينِين" في سورة التين 95: 2 بدلا من "طُورِ سَيْنَاء" في سورة المؤمنين 23: 20. دُعي إيليا النبي "إِلْيَاسِينَ" في سورة الصافات 37: 130 بدلا من "إِلْيَاسَ" في سورة الأنعام 6: 85 وفي سورة الصافات 37: 123. في سورة الأحزاب 33: 66، تمت إضافة حرف غير ضروري إلى كلمة "الرسول" مما يجعلها "الرسولا" لحفظ السجع. أحيانا تم تغيير معنى النص القرآني بحسب متطلبات السجع. على سبيل المثال، في البلد 90: 1-4، أُبطل اليمين، مما يبلبل المعنى. في سورة الحاقة 69: 17 أستخدم الرقم "ثمانية" لعدد الملائكة الحاملين عرش الله، رغم أن هذا الرقم ليس له أي قيمة رمزية في علوم اللاهوت. سبب استخدامه أن كلمة "ثمانية" تناسب متطلبات السجع في هذه الفقرة القرآنية. سورة الرحمن 55: 46-62 تتحدث عن جنتين بكل منهما عيني ماء ونوعين من الفاكهة، إلخ. أستخدم المثنى لأن الأسماء المثنى نهايتها "ان" وهذا يتطلبه السجع في هذه السورة.

رغم أن شبه الجزيرة العربية كانت على هوامش الحضارة في الجاهلية، شاهد القرن السادس ميلاد الأدب العربي الذي صاحب مملكة كنده القصيرة الأمد (480-550 م). نضجت وازدهرت المواهب الأدبية في القرنين السادس والسابع م. سُميت أشهر القصائد بالقصائد الذهبية. وكان من عادة الشعراء والأدباء أن يعلقوا مؤلفاتهم على الكعبة في مكة حتى يقرؤها ويتلوها الناس. لهذا سُميت هذه المؤلفات بالمعلقات. نشر شاعر الجاهلية امرؤ القيس (ت. 540) أحد قصائده المشهورة بهذه الطريقة. القرآن يحتوي على أجزاء من هذه القصيدة (القمر 54: 1، 29، 31؛ الضحى 93: 1، 2؛ الأنبياء 21: 96؛ الصافات 37: 61). كما أنه توجد في القرآن أفكار وتعبيرات وأساليب لشعراء وأدباء معروفين معاصرين لمحمد، مثل قوص ابن صعيده الأيادي (ت. 600)، قمايا ابن أبي الصلات (ت. 624)، الحسين ابن همام (ت. 611) [الأعراف 7: 8، 9]، وأنترى العباسي (ت. 610). بالإضافة إلى وجود هذه الأعمال الأدبية في القرآن، كتب بعض الأدباء مثل نادر ابن حريثة، حمزة ابن أحد، ومُسيلمة أعمالا مثل القرآن وتفوقه في البلاغة. كما أن القرآن يخبرنا أن الجن ساهموا بمعظم سورة الجن 72. تشكل كلمات الجن بأسلوب القرآن معظم آيات هذه السورة. بل وقد ساهم إبليس بآياته الشيطانية في سورة النجم (النجم 53: 19-23) التي تم حذفها فيما بعد.

لذلك نستنتج أن تحدي القرآن للبشر والجن أن ينتجوا شيئا مثله: "قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" (الاسراء 17: 88؛ البقرة 2: 23؛ يونس 10: 38) قد فشل، لأن أدباءا وشعراءا عربا في الجاهلية وفي وقت محمد أنتجوا أعمالا مثل القرآن وتفوقه في البلاغة. كما قام الجن وإبليس بنفس الشيء. في الواقع، قال علي داشتي، العالم المسلم الإيراني-العربي المشهور، في كتابه، "ثلاثة وعشرون سنة: دراسة العمل النبوي لمحمد،" Allen and Unwin, London, 1985، الآتي:

"كان من بين علماء المسلمين في الحقبة القديمة، قبل انتشار التعصب والمبالغة، البعض مثل إبراهيم النظام الذي اعترف بأن بلاغة القرآن ليست معجزة، وبأن أتقياء الله يستطيعوا أن ينتجوا عملا مثله أو أفضل منه" (ص. 48).

"من المعروف أن الشاعر السوري الأعمى أبو العلا المئاري (979-1058 م) كتب كتابه: "كتاب الفصول والغايات" على مثال القرآن. أجزاء من هذا الكتاب مازالت موجودة" (ص. 48).

"يحتوي القرآن على جمل غير كاملة وغير مفهومة بدون تفسير؛ كلمات أجنبية؛ كلمات عربية غير مألوفة؛ وكلمات مستخدمة بمعاني غير مألوفة؛ صفات وأفعال مصرفة بطريقة لا تتفق مع الجنس والعدد؛ ضمائر غير منطقية وغير متفقة مع قواعد اللغة وأحيانا لا تشير إلى شيء؛ والخبر في كثير من الأحيان بعيد عن المبتدأ بسبب متطلبات السجع. هذه الأخطاء اللغوية وخلافها تدعم موقف النقاد الذين يرفضوا إدعاءات بلاغة القرآن. هذه المشاكل شغلت عقول المسلمين المحافظين، وأجبرت المفسرين على البحث عن حلول، وكانت من ضمن أسباب اختلافات القراءات القرآنية" (ص. 48، 49).

الذي يدرس القرآن بتدقيق يدرك أن السور الطويلة مكونة من فقرات أعطاها محمد في مكة والمدينة. نجد آيات مدنية داخل السور المكية والعكس صحيح. نلاحظ في هذه السور المركبة أن الموضوع يتغير من متطلبات قانونية إلى روايات نبوية، ومن تعليم أخلاقي إلى مديح لله، إلخ، موصولة بعبارات مختلفة. في كثير من الأحيان، لا توجد أية علاقة منطقية على الإطلاق بين المواضيع المختلفة في السور الطويلة. لا توجد قصص كاملة في القرآن، باستثناء قصة يوسف (يوسف 12). لذلك، فالقرآن هو كتاب مفكك وغير منتظم. فهو مجموعة من فقرات قصيرة موضوعة في النص بدون أي اعتبار للتسلسل المنطقي أو للموضوع.

تؤدي مشاكل الناسخ والمنسوخ في القرآن، وطبيعته المفككة المتقطعة، واعتماده الكبير على الحديث، إلخ إلى أن المسلمين العاديين لا ينخرطون في التفسير القرآني، بل يستخدمون القرآن للتلاوة فقط. على النقيض من ذلك، فإن طبيعة النص الإنجيلي تسمح لقرائها بالذهاب إليه مباشرة والتعلم منه.

إذا ذُكرت كل قصة مُكررة في القرآن مرة واحدة فقط، يتقلص حجم القرآن بأكمله إلى حوالي أربعين في المائة من حجمه الحالي المتداول. العديد من القصص تفتقر إلى تعريفات أساسية. الأمثلة على عدم وجود خصوصية وتحديد تكثر في القرآن:

  • يسرد القرآن أحداث وهمية في حياة إبراهيم دون أن يذكر أماكن حدوثها (البقرة 2: 258-260، الأنعام 6: 75-84؛ مريم 19: 41-50؛ الأنبياء 21: 51 -70؛ الشعراء 26: 69-104، العنكبوت 29: 16-25 ؛ الصافات 37: 83-98؛ الزخرف 43: 26-27)؟
  • قصة تدمير مدن سدوم وعمورة تتكرر ثماني مرات على الأقل دون ذكر أسمائهما (الأعراف 7: 80-84؛ هود 11: 77-83؛ الحجر 15: 58-76؛ الأنبياء 21: 74؛ الشعراء 26: 161-175؛ النمل 27: 54-59؛ العنكبوت 29: 28-34)؟
  • يذكر القرآن المواجهة بين موسى وفرعون سبعة وعشرين مرة. رغم ذلك، لم يذكر عيد الفصح؟ يُذكر فرعون حوالي تسع وسبعين مرة، ولكن بلده مصر مذكور ثلاث مرات فقط (يونس 10: 87؛ يوسف 12: 99؛ الزخرف 43: 51).

( 2 ) أخطاء في النحو العربي
(عودة إلى قائمة المحتويات)

يقول القرآن أنه قد أًعطِيَ: "بلِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ" (النحل 16: 103؛ الشعراء 26: 195؛ الزمر 39: 28؛ الشورى 42: 7؛ الزخرف 43: 3). على الرغم من ذلك، لا يمكن اعتباره على درجة عالية من البلاغة بسبب أخطائه الكثيرة في قواعد اللغة العربية، واستخدامه لكلمات أجنبية، وأخطائه الهجائية. نقدم هنا بعض أمثلة على أخطاء القواعد العربية في النص القرآني: المائدة 5: 69 (ينبغي تصحيح كلمة "وَالصَّابِئُونَ" إلى "وَالصَّابِئِينَ")؛ البقرة 2: 177 (ينبغي تصحيح كلمة "وَالصَّابِرِينَ" إلى "وَالصَّابِرُونَ")؛ العمران 3: 59 (ينبغي تصحيح كلمة "فَيَكُونُ" إلى "فَكَانَ")؛ البقرة 2: 17، 80، 124؛ الأعراف 7: 56 (ينبغي تصحيح كلمة "قَرِيبٌ" إلى "قَرِيبة")؛ الأعراف 7: 160 (ينبغي تصحيح كلمة "أَسْبَاطًا" إلى "سبطا")؛ طه 20: 63 (ينبغي تصحيح "هَذَانِ لَسَاحِرَانِ" إلى "هَذَينِ لَسَاحِرَينِ")؛ الحج 22: 19 (ينبغي تصحيح عبارة "اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ" إلى "اخْتَصَمَا فِي رَبِّهِمَا")؛ التوبة 9: 62، 69 (ينبغي تصحيح كلمة "كَالَّذِي" إلى "كَالَّذِين")؛ المنافقون 63: 10 (ينبغي تصحيح كلمة "وَأَكُن" إلى "وَأَكُون")؛ النساء 4: 162 (ينبغي تصحيح كلمة "وَالْمُقِيمِينَ" إلى "وَالْمُقِيموُنَ")؛ والحجرات 49: 9 (ينبغي تصحيح كلمة "اقْتَتَلُوا" إلى "اقتتلا"). علي داشتي ومحمود الزمخشري (1075-1144 م) من علماء المسلمين المشهورين أشارا إلى أكثر من مئة أخطاء في قواعد اللغة العربية (علي داشتي، "ثلاثة وعشرون سنة: دراسة العمل النبوي لمحمد،" Allen and Unwin, London, 1985، ص. 50).

يستطيع الإله الحقيقي الحي القدير أن يُنتج بسهولة كتابا يحتوي على النحو اللغوي الصحيح والبلاغة معا، بدون الوقوع في أخطاء نحوية.  هذه الاخطاء تدل على أن مصدر القرآن ليس الإله القدير.

( 3 ) كلمات أجنبية
(عودة إلى قائمة المحتويات)

يخبرنا جلال الدين السيوطي (ت. 1505 م)، أحد علماء المسلمين المشهورين في القرآن واللغة العربية، وآرثر جفري في دراساتهما أن القرآن يحتوي على 107 (بحسب السيوطي) و 275 (بحسب جفري) كلمات أجنبية مأخوذة من اللغات الفارسية والأشورية والسُريانية والعبرية واليونانية والقبطية والحبشية. نقدم فيما يلي قليل من هذه الكلمات الأجنبية على سبيل المثال:

اللغة الفارسية: "الْأَرَائِكِ" "وَإِسْتَبْرَقٍ" (الكهف 18: 31) وتعني كنبات ونسيج مطرز على التوالي؛ "أَبَارِيقَ" (الواقعة 56: 18)؛ "وَغَسَّاقًا" (النبأ 78: 25) وتعني صديدا؛ "سِجِّيلٍ" (الفيل 105: 4) وتعني طين محروق؛
اللغة الفارسية القديمة: "حور" (الرحمن 55: 72)؛ "الجن" (الجن 72: 1)؛
اللغة الآرامية: "هَارُوتَ وَمَارُوتَ" (البقرة 2: 102)؛ "سَكينَة" (البقرة 2: 248) وتعني مجد الله؛
اللغة العبرية: "الْمَاعُونَ" (الماعون 107: 7) وتعني الصدقة؛ "أَحْبَارَهُمْ" (التوبة 9: 31) وتعني معلميهم؛ "جهنم" (النساء 4: 115، 121)؛
اللغة الحبشية: "كَمِشْكَاةٍ" (النور 24: 35) وتعني ككوة؛
اللغة السُريانية: "سُورَةٌ" (التوبة 9: 124) وتعني فصل/إصحاح؛ "الطَّاغُوتُ" (البقرة 2: 257؛ النحل 16: 36) وتعني الأوثان؛ "الزَّكَاةَ" (البقرة 2: 110) وتعني صدقة؛ "فِرْعَوْنَ" (المزمل 73: 15)؛
اللغة القبطية: "التَّابُوتُ" (البقرة 2: 248).

بالإضافة إلى ذلك، بعض الكلمات في القرآن لا تنتمي إلى اللغة العربية، ولا إلى أي لغة معروفة، على سبيل المثال: كلالة (النساء 4: 12)، سجين (المطففين 83: 7-9)، الكوثر (الكوثر 108: 1)، الجزية (التوبة 9: 29)، إلخ.

لم يعلم محمد المعاني الصحيحة لبعض هذه الكلمات الأجنبية التي لم تكن قد عُرّبت في وقته، ولهذا لم يستعملها الاستعمال الصحيح. على سبيل المثال، كلمة "فرقان" هي كلمة آرامية تعني "فداء." إستعملها محمد بمعنى "وحي/قرآن" (الفرقان 25: 1؛ إلخ). الكلمة الآرامية "مِلة" تعني "كلمة." أستخدمت في القرآن بمعنى "دين" (البقرة 2: 120، 130، 135، إلخ). كلمة "عِلِّيِّينَ" (المطففين 83: 18، 19) مشتقة من الكلمة العبرية "إليون" التي تعني "الأعلى." إستخدمها محمد بمعنى "كتاب سماوي" (المطففين 83: 20).

إهتم بعض المفسرين الإسلاميين الأولين، وخاصة زملاء عبد الله ابن عباس—ابن عم محمد، بالبحث عن معاني ومصادر الكلمات الأجنبية في القرآن. لا شك أن الله الحي الحقيقي قادر أن يعطي نصا عربيا صحيحا كاملا خاليا من الكلمات الأجنبية المستعارة من لغات أخرى، خصوصا أن القرآن يدعي أنه هو كلمته الأبدية الأزلية بلغة عربية صحيحة (التوبة 9: 28؛ يوسف 12: 2؛ النحل 16: 103)! لذلك فمصدر القرآن مشكوك فيه.

يعتقد بعض العلماء أن القرآن لم يُكتب أصلا باللغة العربية على الإطلاق، ولكنه تُرجم إلى اللغة العربية في نهاية المطاف لدعم الإمبراطورية العربية المتسعة بتزويدها بثقافة دينية متميزة من ثفافة البيزنطيين والفرس.

( 4 ) أخطاء في الهجاء
(عودة إلى قائمة المحتويات)

يحتوي القرآن على أخطاء هجائية كثيرة. كثير من هذه الأخطاء قادم من أقدم النسخ الموجودة حاليا للقرآن التي ترجع إلى أواخر القرن الثامن الميلادي. يشير هذا إلى أن هذه الأخطاء الهامة كانت موجودة في النص الأصلي للقرآن. يؤدي هذا إلى التساؤل عن وجود أخطاء أخرى ليست واضحة في النص الأصلي، ولهذا لم يتم ملاحظتها. يعني هذا أن القرآن ليس محميا من الأخطاء والتحريف كما يدعي! توجد طبعات متعددة للقرآن حاليا (طبعات هندية وباكستانية وسواحيلية وإيرانية ومصرية وتركية، إلخ). تختلف هذه الطبعات القرآنية عن بعضها في معالجة الأخطاء الهجائية. بعض الطبعات تحذف الحرف الزائد. بينما تسكته طبعات أخرى بعلامة السكون. بعض الطبعات القرآنية تضيف الحرف المفقود. نعطي فيما يلي بعض أمثلة عن الأخطاء الهجائية في القرآن.

1. تغير تغييرا كبيرا إحدى هذه الأخطاء الهجائية الجدية معنى النص القرآني من إيجابي (نعم) إلى سلبي (لا). ذلك لأنه في كثير من الحالات، توجد كلمة "لا" يتبعها حرف "ا" إضافي. كلمة "لا" تعني النفي، بينما حرف "ل" ملحق بأي كلمة يعني التأكيد الإيجابي وهو عكس معنى "لا." نعطي هنا قليل من الأمثلة على هذه المشكلة الجدية: "ولااذْبَحَنَّهُ" (النمل 27: 21)؛ "لاالَى" (العمران 3: 158)؛ "لاالَى الْجَحِيمِ" (الصافات 37: 68)؛ "ولأَاوْضَعُواْ" (التوبة 9: 47)؛ "لاَّاتَّبَعْنَاكُمْ" (العمران 3: 167)؛ "لَأَانتُمْ" (الحشر 59: 13). إزالة حرف "ا" الزائد بعد كلمة "لا" يصحح الخطأ.

2. تحتوي الطبعة المصرية للقرآن الصادرة في سنة 1924 على أكثر من 9000 حرف "ا" الصغير المكتوب فوق الحروف التي يتبعها. حرف "ا" الصغير هو اختراع حديث يُستخدم لتصحيح آلاف الأخطاء في نسخ القرآن القديمة التي لا تستعمل "ا" في هذه الكلمات (الفاتحة 1: 1-4، 6؛ البقرة 2: 110، 126 (إِبْرَهِيمُ)؛ طه 20: 63؛ إلخ). يشير هذا إلى أن النص الأصلي للقرآن قد احتوى على كل هذه الأخطاء. في الواقع، تحتوي أول آية في كل سورة (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ) على ثلاثة أخطاء حذف "ا": "بِسْمِ،" "اللّهِ،" و "الرَّحْمـَنِ." كلمة "الله" مكتوبة في القرآن 2700 مرة خطآ بدون "ا." ينبغي تصحيحها إلى "اللاه." في النسخ القديمة للقرآن، كلمة "إنسان" مكتوبة خطآ "إنسن" بدون "ا." تُصحح هذا الخطأ بعض الطبعات الحديثة للقرآن إما بإضافة "ا" أو بإضافة "ا" صغيرة. في بعض الأحيان، حذف حرف "ا" يغير المعنى تغييرا كبيرا. مثلا، في آية محمد 47: 4، معنى كلمة "قُتِلُوا" يختلف كثيرا عن معنى كلمة "قاتلوا." بالإضافة إلى هذا، تُصحح بعض الطبعات الحديثة خطأ حرف "ا" الزائد باستخدام حركة سكون عليه: (التوبة 9: 47؛ هود 11: 68؛ الفرقان 25: 38؛ العنكبوت 29: 38؛ النجم 53: 51؛ الأعراف 7: 103؛ يونس 10: 75، 83؛ هود 11: 97؛ المؤمنون 23: 46؛ القصص 28: 32؛ الزخرف 43: 46؛ إلخ).

3. أضيفت علامة الشدة حديثا للغة العربية، ويختلف العلماء في استخدامها. في الواقع، بالطبعة المصرية لعام 1924 على الأقل 3380 شدة أكثر مما بالطبعة التركية لعام 1909 (البقرة 2: 78؛ إلخ). أحيانا تغير إضافة الشدة معنى الآية. فعلى سبيل المثال، تؤدي آية البقرة 2: 222 إلى مبدأين متناقضين بحسب استخدام أو حذف الشدة. إذا أُستخدمت كلمة "يطهرن" بدون شدة، تسمح الآية بالجماع الجنسي بامرأة طامث عند نهاية فترة طمثها لكن قبل تطهرها (استحمامها). لكن أذا أُستخدمت الشدة مع كلمة "يطّهرن" تسمح نفس الآية بالجماع الجنسي مع المرأة الطامث فقط بعد تطهرها من طمثها. آية العمران 3: 37 تعطي مثالا آخرا. كلمة "وكفّلها" بعلامة الشدة تعني أن زكريا قد تولى أمر مريم. نفس الكلمة "وكفلها" بدون علامة الشدة تعني أن الله قد أمر زكريا أن يتولى أمر مريم. في الواقع أن الشدة المستخدمة هي كلمة "الله" هي خطأ هجائي، لأنها تضيف حرف "ل" ثالث للكلمة فتجعلها "اللله."

4. يتم تجاهل الحروف الزائدة أو تسكينها بعلامة سكون. فمثلا، حرف "و" الزائد في "جزاؤا" (المائدة 5: 29) يتم تسكينه بهمزة؛ حرف "ل" الزائد في "وَلَلدَّارُ" (الأنعام 6: 32) يتم تجاهله؛ كما يتم تجاهل حرف "د" الزائد في "عَقَّدتُّمُ" (المائدة 5: 89)؛ إلخ. بالإضافة إلى ذلك، توجد أمثلة كثيرة عن حروف مفقودة: حرف "ي" مفقود من "ولي"— ينبغي تصحيحها إلى "وَلِيِّـيَ" (الأعراف 7: 196)؛ "إلافهم"— ينبغي تصحيحها إلى "إِيلَافِهِمْ" (قريش 106: 2)؛ إلخ؛ حرف "و" مفقود من "لِتَسْتَوُا"— ينبغي تصحيحها إلى "لِتَسْتَوُوا" (الزخرف 43: 13)؛ "ليسوء"--ينبغي تصحيحها إلى "لِيَسُوؤُواْ" (الإسراء 17: 7)؛ "تُؤْيهِ"--ينبغي تصحيحها إلى "تُؤْويهِ" (المعارج 70: 13)؛ إلخ؛ حرف "ن" مفقود من " نُجِي"— ينبغي تصحيحها إلى "نُنجِي" (الأنبياء 21: 88)؛ " تَأْمَنَّا"—"تأمننا" (يوسف 12: 11)؛ إلخ؛ "ويبصط"— ينبغي تصحيحها إلى "وَيَبْسُطُ" (البقرة 2: 245)؛ "بصطة"— ينبغي تصحيحها إلى "بَسْطَةً" (الأعراف 7: 69)؛ إلخ.

5. إذا حذفت نقطتي حرف "ي" يصبح حرف حركة مفتوحة مثل حرف "ا". تعالج طبعات القرآن الحديثة هذا بطرق مختلفة حيث يوجد اختلافات بهذا الشأن. نسوق بعض الأمثلة عن هذه المشكلة: "تقىة" (العمران 3: 28)؛ "وميكىل" (البقرة 2: 98)؛ "بأىيد" (الذاريات 51: 47)؛ "حَتَّى" (السجدة 41: 20؛ الكهف 18: 70).

6. يجب تصحيح حرف "ت" المفتوحة إلى حرف "ة" المربوطة في هذه الآيات: العمران 3: 61؛ الأعراف 7: 56؛ النور 24: 7 (ينبغي تصحيح "لعنت الله" إلى "لعنة الله")؛ إلخ.

( 5 ) إستنتاج
(عودة إلى قائمة المحتويات)

كما ذكرنا سابقا، البلاغة العربية كانت شائعة في وقت محمد بين المتعلمين والأميين على السواء. توجد أدلة قوية تشير إلى أن محمدا كان يعرف القراءة والكتابة. كان تاجرا ناجحا يعرف قراءة الأرقام التي كانت تُكتب بحروف في عصره. كما أنه قد كتب عدة خطابات إلى ملوك وزعماء يدعوهم إلى الإسلام. يخبرنا القرآن أنه كان يعرف القراءة والكتابة في سور العلق 96: 1-5؛ النحل 16: 98؛ الإسراء 17: 14، 45، 106؛ والفرقان 25: 5. كلمة "أمي" في سور العمران 3: 20؛ الجمعة 62: 2؛ والأعراف 7: 157-158 لا تعني الجهل بالقراءة والكتابة. إنما تعني ألئك الذين لا يعرفون الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية. لكن حتى إذا افترضنا أن محمدا لم يعرف القراءة والكتابة، فإن بلاغة القرآن المزعومة، بمشاكله اللغوية الكثيرة كما ذكرنا سابقا، ليست بشيء غير عادي في المرحلة التاريخية التي عاش فيها محمد.

كما يتضح مما سبق أن الإدعاء الإسلامي بالكمال اللغوي للقرآن وبلاغته هو ادعاء خطأ وذلك بسبب مشاكل القرآن وأخطائه اللغوية الكثيرة. هذا يثبت بلا شك أن القرآن ليس معجزة لغوية. في الواقع، وجود أخطاء في قواعد النحو العربي، وفي هجاء بعض الكلمات، ووجود كلمات أجنبية في القرآن هي حجج قوية تشير إلى أن مصدر القرآن ليس مصدرا إلهيا. ذلك لأن الإله الحقيقي الحي القوي كامل المعرفة وقادر أن يعطي كتابا صحيحا وكاملا في نحوه وفي بلاغته في نفس الوقت، بدون تضحية صحة النحو لأجل تحسين البلاغة.

بالمواقع التالية معلومات ودراسات أضافية في موضوع بحثتا هذا:
1. سورة من مثله
2. أخطاء لغوية في القرآن-1
3. أخطاء لغوية في القرآن-2

(ج) قراءات مختلفة متعددة
(عودة إلى قائمة المحتويات)

لا يوجد نص أصلي للقرآن بسبب مشكلة القراءات المختلفة المتعددة. لم يعلم محمد باقتراب وقت موته. لهذا لم يجمع القرآن في مخطوطة أصلية قبل موته الفجائي. السؤال الذي يفرض نفسه بهذا الشأن والذي لا نعرف له إجابة هو الآتي: إذا كان القرآن قد أوحي به حقا من السماء، لماذا لم يأمر جبرائيل أو أحد الملائكة محمدا أن يجمع القرآن قبل موته؟

بعد موت محمد الفجائي في عام 632 م، حاول كثير من أتباعه جمع القرآن في مخطوطة. نتيجة لذلك، ظهرت مخطوطات مختلفة لبضعة علماء، مثل ابن مسعود، عُباي ابن كعب، علي ابن أبي طالب، أبي بكر، أبي موسى الأشعري، مِقداد ابن الأسود، وآخرين. بعد ذلك، ظهرت مخطوطات قرآنية مختلفة في مكة والمدينة ودمشق والكوفة والبصرة. كانت هناك اختلافات كثيرة بين هذه المخطوطات. أجزاء كبيرة من القرآن لم تكن مكتوبة، ولهذا تم الحصول عليها من القراء الذين حفظوها وتلوها. دقة هذه المخطوطات مشكوك فيها لأن كثير من قراء وحافظي القرآن قُتِلوا في معارك حرب الردة التي استغرقت سبعة أشهر في شبه الجزيرة العربية بعد موت محمد في عام 633 م. في الواقع، جزء من القرآن قد فُقِد نهائيا في معركة اليمامة التي قتِل فيها حوالي 450 رجلا من صحابة محمد الذين حفظوا القرآن:

"كان كثير من القرآن الذي أنزل معروفا لؤلئك الذين قُتلوا في يوم اليمامة...ولم يكن يعرفه الباقون، ولم يكن مكتوبا، ولم يكن أبو بكر أو عمر أو عثمان قد جمع القرآن بعد. ولم توجد هذه الأجزاء المفقودة من القرآن مع أي شخص من بعدهم" (إبن أبي داود، كتاب المصاحف، ص. 23).

كما أنه من المعروف أن الذاكرة البشرية غير كاملة ومعرضة للخطأ، ولهذا الاعتماد عليها لكتابة مخطوطات يؤدي إلى أخطاء مختلفة في النصوص. كان محمد نفسه يقول إن المسلمين يميلون إلى نسيان الآيات القرآنية بسهولة بالغة، ولذلك يجب عليهم أن يواصلوا تلاوتها (البخاري، فضائل القرآن 550.61.6). في الواقع، محمد نفسه اعتاد أن ينسى آيات القرآن (البخاري، فضائل القرآن 558.61.6).

في الواقع، لقد شهدت عائشة، أصغر زوجات محمد، بأن بعض الآيات القرآنية عن الرضاعة والرجم قد ضاعت (مسلم، النكاح 3421.8). ولقد أكد الخليفة الثاني، عمر بن الخطاب، أن بعض الآيات القرآنية قد ضاعت، بما في ذلك الآيات المتعلقة برجم الزناة (البخاري، الصلاة 816.82.8، 817؛ الإعتصام بالكتاب في السنة 424.92.9؛ الجهاد والسير 299.52.4؛ المغازي 416.59.5، 421؛ مسلم، الزكاة 2286.5).

قرر أبو بكر أن يجمع القرآن ليحصل على نسخة كاملة منه. أمر زيد بن ثابت بتجميع القرآن. استغرقت العملية حوالي عاما. ثم أعطى زيد المخطوطات لأبي بكر. إحتفظت حفصة ابنة عمر بن الخطاب بهذه المخطوطات. ومع ذلك، فقد تم تداول مئات من المخطوطات القرآنية الجزئية في أجزاء مختلفة من الإمبراطورية الإسلامية. أدى ذلك إلى جدال ونزاع بين المسلمين حول القراءات المختلفة للقرآن. لذلك أمر الخليفة عثمان بن عفان بجمع القرآن للمرة الثانية لحل الخلافات بين النسخ المتداولة ولتوحيد القراءات.

يقول الشيخ كشك في كتابه "آراء شرعية" (الجزء الأول، ص. 102):

"كان أهم أربع مفسري القرآن هم: إبن عباس، إبن مسعود، علي ابن أبي طالب، وأبيّ ابن كعب الأنصاري."

على الرغم من ذلك، بحسب البخاري، فضائل القرآن 510.61.6، أمر الخليفة عثمان ابن عفان (644-656م) لجنة مكونة من زايد بن ثابت وعبد الله ابن زبير وسعيد ابن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث أن يجمعوا القرآن وينقحوه بدون استشارة مفسري القرآن المتضلعين فيه والآخرين من صحابة محمد الذين استُبعِدوا من اللجنة. معرفة معظم هؤلاء الرجال الذين اختارهم عثمان مشكوك فيها لأنهم كانوا زعماء قبائل وليسوا رجال معرفة. من المحتمل أن القليل منهم عرفوا القراءة والكتابة. وجد زايد أن مهمة جمع القرآن صعبة للغاية. جمع الآيات من ذاكرة الناس ومن مخطوطات لبعض الآيات المكتوبة. في أكثر من مناسبة، لم يتمكن من الشهادة على صحة بعض آيات القرآن سوى شخص واحد.

التقليد الإسلامي يخبرنا أن قرآن عثمان كان مؤسسا على مخطوطة القرآن التي كانت لدى حفصة (إحدى زوجات محمد وابنة عمر ابن الخطاب). تجاهل عثمان المخطوطات القرآنية الأخرى التي اختلفت كثيرا عن مخطوطة حفصة، لكنها اتفقت مع مخطوطة ابن مسعود. كثير من هذه الاختلافات في النص القرآني مسجلة في كتاب آرثر جفري "مواد لتاريخ نص القرآن." تشمل بعض هذه الاختلافات فقرات كاملة، وحذف جمل بأكملها. ليس لهذه الاختلافات الكثيرة علاقة بالسبعة القراءات المختلفة للقرآن (السبعة أحرف) التي يعتقد التقليد الإسلامي أن القرآن قد أعطي بها. إذ أنه من المفروض أن هذه القراءات السبعة ما هي إلا سبعة لهجات لقبائل عربية مختلفة. في الواقع، لم يتم تعريف وتحديد السبع القراءات القرآنية في أي وقت من الأوقات، وأنكر القرآن وجودهم (مريم 19: 97؛ الدخان 44: 58). تلا محمد القرآن بلهجة واحدة فقط. أستبعد ابن مسعود من اللجنة التي شكلها عثمان على الرغم من أن محمدا نفسه اعتبره من أهم مراجع للقرآن وأكثر العارفين به:

"استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل" (صحيح البخاري، فضائل الصحابة 104.57.5؛ فضائل القرآن 521.61.6، 522، 524).

من الهام جدا ملاحظة أن محمدا لم يذكر زايد بن ثابت في هذه القائمة. لم يتفق هؤلاء الرجال مع بعضهم البعض، ولم يوافقوا على النسخة النهائية لزايد بن ثابت.

كانت نتيجة ذلك حذف سورتي الحفد والخلع اللذين كانا في المخطوطات القرآنية لأبيّ ابن كعب وابن عباس، وأبي موسى. كما أضيفت سور الفاتحة (1) والفلق (113) والناس (114) (السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، الجزء الأول، ص. 221-222). لم تكن هذه السور في مخطوطة ابن مسعود. حُذفت أكثر من مائتي آية من سورة الأحزاب (33) (السيوطي، الإتقان، الجزء الثالث، ص. 72). سجل السيوطي سورتي الحفد والخلع المحذوفتين بأكملهما في كتابه " الإتقان،" الجزء الأول، ص. 185.

بعد موت محمد بعشرين سنة، أصدر الخليفة عثمان مخطوطة جديدة رسمية للقرآن مؤسسة على مخطوطة المدينة المنقحة وأمر بتدمير كل المخطوطات القرآنية الأخرى، وذلك لتوحيد النص القرآني. لكن مخطوطات مختلفة كثيرة بقيت حتى القرن العاشر الميلادي، إذ رفض كثير من المسلمين مخطوطة عثمان واستعملوا مخطوطاتهم الخاصة. في الواقع، قال عبد الله ابن عمر ابن الخطاب: "لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كلَّه، وما أدراك ما كله، لقد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل أخذت منه ما ظهر" (جلال الدين السيوطي: الاتقان في علوم القرآن ج 2، ص 26). أدى أمر عثمان بتدمير كل المخطوطات القرآنية إلى تدمير مصادر أصلية هامة جدا للقرآن. فتم تدمير مخطوطة علي ابن أبي طالب، ومخطوطة أبيّ ابن كعب ومخطوطة عبد الله ابن مسعود. ثم دمر مروان ابن الحكم، حاكم المدينة، مخطوطة حفصة بعد موتها. إذا كانت هذه المخطوطات القرآنية متفقة مع مخطوطة عثمان لما كان هناك داع لتدميرها. فتدميرها يؤكد أنها اختلفت كثيرا عن مخطوطة عثمان الرسمية التي أصدرها.

من الهام جدا أن نتذكر أن الذي جمع ونقح وكتب مخطوطة عثمان القرآنية هو مجلس مكون من أربعة رجال غير معصومين من الخطأ قاموا بعملهم بحسب اجتهادهم البشري المحض بدون إيحاء إلهي. كان من دوافع الاغتيال الوحشي للخليفة عثمان البالغ من العمر 86 عاما اتهامه بتحريف القرآن. رفض المسلمون الصلاة على جثته ودفنها في مقبرة إسلامية. بدلا من ذلك، تم دفنها في اليوم الثالث بعد موته في مقبرة يهودية. يدعي الشيعة أن عثمان حذف ربع القرآن لأسباب سياسية. أثبت آرثر جفري وعلماء غربيون آخرون أن قرآن عثمان لا يحتوي على كل القرآن. كما أن ما يحتويه من القرآن ليس على درجة عالية من الدقة.

حذا الحجاج ابن يوسف (661-714 م)، الحاكم الأموي للعراق من الكوفة (694-714م)، حذو عثمان وأصدر مخطوطة جديدة رسمية للقرآن مُنقحة بتعديلات كثيرة بعد حذف فقرات منه لأسباب سياسية أثناء حكم الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان. كان فخورا بإدخال أكثر من 1000 حرف "ألف" في النص القرآني. ثم أمر بتدمير كل المخطوطات الأخرى للقرآن، وأرسل ستة مخطوطات جديدة إلى مصر وسورية والمدينة ومكة والكوفة والبصرة.

مما أدى إلى ازدياد مشاكل النص القرآني المكتوب أنه استخدم الخط الكوفي الذي لا يحتوي على نقط وتشكيل للحروف الهجائية. معنى هذا أنه يمكن قراءة الكلمة المكونة من ثلاثة حروف بتسعة وستين طريقة مختلفة. أدى هذا القصور إلى مجادلات بين علماء المسلمين على معاني كثير من الكلمات. ذلك لأنه بتغيير النقط يتحول الحرف العربي إلى حرف آخر. فبدون نقط الحروف لا يمكن التمييز بين ب، ت، ث، ن، ي؛وبين ج، ح، خ؛ وبين د، ذ؛ وبين ر، ز؛ وبين س، ش؛ وبين ص، ض؛ وبين ط، ظ؛ وبين ع، غ؛ وبين ف، ق. تمثل تسعة رموز لحروف بدون نقط اثنين وعشرين حرفا من حروف الهجاء الثمانية والعشرين للغة العربية. فمثلا لا يمكن التمييز بين الكلمتين "غني" و "غبي" بدون نقط الحروف. إذا نصبنا كلمة "وَرَسُولُهُ" في سورة التوبة 9: 3: "وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ" يتغير معناها من أن الله ورسوله بريئان من المشركين إلى أن الله بريء من المشركين ومن رسوله أيضا. أدت الاختلافات بين المخطوطات القرآنية إلى اختلافات في الشريعة الإسلامية (السيوطي، الإتقان، الجزء الأول، ص. 226-229). فعلى سبيل المثال، يُلزم بعض علماء المسلمين المصلي أن يتوضأ مرة أخرى قبل الصلاة إذا صافح امرأة. يُلزم علماء مسلمون آخرون المصلي أن يتوضأ ثانية فقط أذا جامع امرأة. نشأ هذا الخلاف نتيجة عدم التأكد إذا كانت حركة في كلمة "لاَمَسْتُمُ" في النساء 4: 43 حركة طويلة "ا" أو قصيرة، أي "لمَسْتُمُ." بعد موت محمد بثلاث قرون، قام رجال مثل أبو الأسود الدُعالي ونصر ابن عاصم والخليل ابن احمد بإضافة نقط الحروف والتشكيل إلى النص القرآني. المشكلة الرئيسية لعملهم هي الآتي: لا يمكن الثقة التامة في عملهم لأنهم اعتمدوا على معرفتهم وحكمتهم البشرية المعرضة للخطأ، ولم يرشدهم أي وحي إلهي على الإطلاق؟

لا توجد هذه المشكلة بالنسبة للإنجيل لأنه قد كُتب أصلا بالغة اليونانية المتداولة التي كانت قد نضجت وكملت قبل وقت السيد المسيح بأكثر من قرنين من الزمان. ليس باللغة اليونانية نقط أو تشكيل للحروف.

من المعروف أنه في العصر الإسلامي الأول، كانت هناك خمسة وثلاثون قراءة للقرآن مقبولة ومتداولة. أخيرا، تحت تأثير العالم الإسلامي ابن مجاهد (ت. 935 م) في بغداد، أصبح نص قرآني بحروف ساكنة هو النص الرسمي، ووضع حدودا على اختلافات النقط وتشكيل الحروف. نتج عن ذلك سبع قراءات للقرآن وأربعة عشر رواية له، إذ أن كل من السبع القراءات القرآنية جاءت من راويين مختلفين كالآتي:

1. نافع من المدينة (ت. 785 م) بحسب وارش وقالون
2. إبن كثير من مكة (ت. 738 م) بحسب البازي وقنبل
3. إبن أمير من دمشق (ت. 736 م) بحسب هشام وابن ضكوان
4. أبو عمر من البصرة (ت. 770 م) بحسب الدوري والصوصي
5. عاصم من الكوفة (ت. 745 م) بحسب حفص وأبو بكر شُعبا
6. حمزة من الكوفة (ت. 772 م) بحسب خلف وخلد
7. القصاعي من الكوفة (ت. 805 م) بحسب الدوري وأبي الحارث
(Cyril Glassé, The Concise Encyclopedia of Islam, San Francisco: Harper & Row, 1989, p. 324).

من المهم التأكيد أن هذه القراءات والروايات القرآنية لا تعكس فقط طرقا مختلفة في تلاوته، وإنما تحتوي على فروق هامة في النص القرآني مما يؤثر على معناه. من المهم أيضا أن نذكر أن هذه القراءات والروايات القرآنية المختلفة قد اختارها ابن مجاهد من بين قراءات قرآنية كثيرة بفطنته وبمعرفته الشخصية المعرضة للخطأ وبدون إرشاد من وحي إلهي. قبل علماء مسلمون آخرون عشرة قراءات للقرآن (إبن الجزري، ت. 1429 م)، واعترف آخرون بأربعة عشرة قراءة (إبن محمد البنا الدمياطي، ت. 1705). في النهاية، سادت ثلاثة قراءات قرآنية لأسباب غير معروفة كالآتي: وارش (ت. 812 م) من نافع بالمدينة، وحفص بن سليمان (ت. 805 م) من عاصم بالكوفة، والدوري (ت. 860 م) من أبي عمر بالبصرة. في الوقت الحالي، قراءتين من القرآن منتشرتين كالآتي: عاصم من الكوفة بحسب حفص بن سليمان (وهي أساس الطبعة المصرية للقرآن في 1924)، ونافع من المدينة بحسب وارش التي صدرت في الجزائر في 1905 م (وهي الطبعة المستخدمة في شمال أفريقا خارج مصر: الجزائر، ومراكش، ومناطق في تونس، وغرب أفريقيا والسودان). من المهم التأكيد أنه لا يمكن الثقة في حفص بن سليمان. لقد كان معروفا بالكذب. كان يستعير الكتب ولا يعيدها. سرق من مؤلفات علماء آخرين، ونسخ كتاباتهم ونسبها لنفسه.

العلماء الغربيون وعلماء المسلمين من السنة والشيعة على السواء متفقون على أنه توجد قراءات عديدة مختلفة للقرآن. يخصص آرثر جفري في كتابه "مواد لتاريخ نص القرآن" 350 صفحة لإيضاح قراءات مختلفة للقرآن مأخوذة من مخطوطات قديمة كانت موجودة في وقت الخليفة عثمان قبل أن يصدر مخطوطته الرسمية المؤسسة على مخطوطة المدينة المنقحة. من أهم الكتابات المشهورة لعلماء الشيعة عن تحريف القرآن هو كتاب للإمام النوري إسمه: "ألإيجاز عن تحريف كتاب رب الأرباب." يقول الآتي في مقدمة الكتاب:
"هذا الكتاب الحسن والبحث الموثوق به يثبت تحريف القرآن ويظهر الأعمال المخزية للمتلفين والجائرين."
بعد بحث، يصل إلى الاستنتاج الأتي:
"عندما نعتبر بتمعن هذه التقارير العامة والخاصة، فإننا نعلم من معانيهم الحرفية والإيعازية أن القرآن الموجود حاليا في أيدي المسلمين في الشرق وفي الغرب بين غلافين، وبحسب جمعه وترتيبه، لم يكن هكذا في حياة الرسول."
ويستشهد بأقوال أكثر من اثنا عشر من علماء مسلمين محافظين يعترفوا بتحريف القرآن، مثل: الكليني والمجليسي في كتابهما "مرآة العقول،" محمد ابن حسن الصيرفي في كتابه "تحريف وإبدال،" وأحمد ابن محمد في كتابه "التحريف."

بدأ القرآن كتلاوة شفهية، وتحول إلى نص مكتوب لم يتم الاتفاق عليه بالإجماع، ولقد تم صياغة نصه وتنقيحه من قبل السلطة البشرية على مدى القرون حتى في القرن العشرين. تأكد كل الأدلة التاريخية أن القرآن قد تغير، وذلك على الرغم من ادعاء القرآن في سورة الحجر 15: 9 بأنه لم يتغير: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الأنعام 6: 34؛ البروج 85: 21-22). فالقرآن المتداول حاليا ليس نسخة فوتوغرافية طبق الأصل. لؤلئك الذين يؤمنون بالوحي الإلهي في القرآن، نوجه السؤال الآتي: أيا من قراءات القرآن المختلفة موحى بها في "اللوح المحفوظ" (البروج 85: 22؛ إلخ)؟ ولماذا؟

مشكلة أصالة النص أسوأ بكثير في الحديث الذي يروي السُنة (أعمال وأقوال محمد). السُنة ضرورية وهامة جدا لأنها تفسر القرآن وتكمله، وتقدم سياقه التاريخي وتسلسله الزمني، وتُعد مصدرا ثانويا للشريعة لأنها تتناول مواضيع لا يناقشها القرآن. تُعتبر السنة، المصدر الثاني للإسلام، على مستوى وحي محفوظ (ذكر): "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (الحشر 59: 7 ب). على الرغم من ذلك، يوجد كثير من البلبلة والالتباس بشأن السنة. في الواقع، يتمسك الشيعة بمجموعتهم من الأحاديث، ويعتبروا كثيرا من أحاديث السنيين مزيفة ومحرفة. قد منع الخليفة عمر ابن الخطاب جمع السنة. كان الخليفة عمر ابن عبد العزيز أول من سمح بجمع السنة بعد موت محمد بتسعين سنة. احتوت أول مجموعة للسنة على 138 أحاديث فقط.

مجموعات الحديث السنية الأصلية هي تلك التي للإمام البخاري (810-870 م)، حوالى 200 سنة بعد وفاة محمد؛ ومسلم بن الحجاج (818-875 م). أهم مجموعة حديث للشيعة هي مجموعة الكليني (ت. 939 م). تم جمع بضعة آلاف أحاديث من مئات الآلاف من الأحاديث المتداولة. جمع السنة وأسس تقييمها اعتمد على الاجتهاد الشخصي لعلماء المسلمين، وليس على وحي إلهي. ليس بها شيئ مؤكد. يقيم علماء المسلمين الأحاديث وفقا لسلسلة المُخبرين بها (الإسناد)، وانسجامها مع القرآن. لكن هناك دلائل تشير إلى أنه تم تزوير الإسناد. العديد من الأحاديث انتشرت لفترة طويلة قبل القرن الثامن بدون إسنادات. تم إختراع وتلفيق كثير من الأحاديث من أجل دعم جماعات إسلامية متنازعة في خضم الإختلافات السياسية والدينية الشديدة آنذاك. نتيجة لذلك، بالأحاديث كثير من التناقضات. على سبيل المثال، سجل البخاري أن الوضوء يتطلب غسل أجزاء الجسم مرة واحدة فقط (البخاري 159.4.1)، أو مرتين (البخاري 160.4.1)، أو ثلاث مرات (البخاري 165.4.1)؟ منع محمد قتل النساء والأطفال في مسلم 4320.19، لكن أباحه في الغارات الليلية في مسلم 4321.19؟ إلخ. توجد كثير من التضاربات والتناقضات بين المذاهب الإسلامية الرئيسية للتفسير وعلماء المسلمين على أصالة أحاديث كثيرة. كما تختلف آراء علماء المسلمين من وقت لآخر. توجد اختلافات كثيرة على عدد الأحاديث المنسوخة (الملغية)—بين 27 و 99 حديثا؟ يعني هذا أن الإسلام يعطي معرفة ناقصة وغير محددة بما يدعي بأنه الوحي النهائي الكامل لكل الأزمنة!

بالمواقع التالية معلومات ودراسات أضافية في موضوع بحثتا هذا:
1. جمع القرآن
2. تحريف القرآن
3. مصادر القرآن

( د ) إكتشافات أثرية
(عودة إلى قائمة المحتويات)

أكتشفت أقدم اقتباسات قرآنية على عملات أثرية قديمة كانت متداولة في عام 685 م، وفي مسجد قبة الصخرة الذي بناه عبد الملك بن مروان في القدس في 691 م ( (Crone-Cook, 1977, p. 18 . تختلف هذه الاقتباسات القرآنية كثيرا عن النص القرآني المتداول في العصر الحالي. إستنتج فان برشم وجرومان بعد دراسات تفصيلية لأقدم نقوش وكتابات في مسجد قبة الصخرة أنها تختلف كثيرا عن القرآن الحالي في تصريف الأفعال وفي تركيب الجمل ومعانيها كما أنها تحذف بعض ما يحتويه قرآن اليوم. من الغريب للغاية أن لا العرب ولا الشعوب التي غزوها ذكروا في وثائق القرن السابع الميلادي أن الغزاة جاءوا بدين جديد ونبي جديد وكتاب وحي جديد؟
Cook, Muhammad, 1983, p. 74; Crone-Cook 1977, pp. 167-168; see Van Berchem, part two, vol. ii, 1927, pp. 215-217 and Grohmann’s Arabic Papyri form Khirbet el-Mird, no. 72

أقدم مرجع غير إسلامي لكتاب يدعى القرآن يرجع إلى حوالي عام 710م وهو حديث بين رجل عربي وراهب من بيت هيل (Nau 1915, pp. 6f). لكن هذا المرجع لا يصف محتويات القرآن، ويذكر سورة البقرة، أكبر سورة في القرآن، ككتاب مختلف قائم بذاته. على نفس النمط يصفه يوحنا الدمشقي في عام 730، والمؤرخ الإسلامي قتاده بن ديامه (ت. 735). ليست لدينا أية مخطوطات قرآنية كاملة من القرن السابع م:
(A. Schimmel, Calligraphy and Islamic Culture, 1984, p. 4)
في الواقع، معظم المخطوطات لأجزاء من القرآن قد كُتبت بعد موت محمد بأكثر من مئة سنة. لا يوجد أي دليل في الآثار القديمة على وجود النسخة القرآنية التي نقحها وأصدرها الخليفة عثمان ابن عفان:
Gilchrist, Jam’ al-Qur’an, 1989, pp. 140-154; Martin Lings and Yasin Hamid Safadi, The Qur’an, 1976, pp. 11-17

أقدم المخطوطات القرآنية هي الآتي:

1. مخطوطة سمرقند (بمكتبة تشقند، أزبخستان). تحتوي هذه المخطوطة فقط على أجزاء غير كاملة من 42 سورة—من سورة البقرة 2 إلى سورة الزخرف 43. تحتوي على آيات قرآنية تختلف عن النصوص القرآنية الحالية
(Brother Mark, A Perfect Qur’an, p. 67)

2. مخطوطة توبكابي (بمتحف توبكابي باستانبول، تركيا). غير مسموح للخبراء بتصوير ودراسة هذه المخطوطة.

هذين المخطوطتين مكتوبتين بالخط الكوفي الذي أستخدم في أواخر القرن الثامن م.، ولم يكن مستخدما في مكة والمدينة في القرن السابع م.:
(Martin Lings and Yasin Hamid Safadi, The Qur’an, 1976, pp. 12-13, 17)
كتبت هذان المخطوطتان في أواخر القرن الثامن أو أوائل القرن التاسع م.، أي أكثر من 150 سنة بعد إصدار النسخة العثمانية المزعومة للقرآن:
(Gilchrist, Jam’ al-Qur’an, 1989, pp. 144-147).

3. مخطوطة قرآنية مكتوبة بالخط المائل الذي كان مستخدما في الحجاز (بالمتحف البريطاني بلندن، بريطانيا). بحسب د. مارتن لنجز (يمارس الإسلام)، كتبت هذه المخطوطة في أواخر القرن الثامن م.

4. مخطوطات صنعاء (اليمن). هذه المخطوطات المتناثرة تحتوي على بعض أجزاء من القرآن وتعود إلى القرن الثامن م. أُكتشفت في المسجد الكبير القديم في صنعاء في عام 1972. القرآن الذي تحتويه يختلف عن النص القرآني الحالي. يتضح عند فحص هذه المخطوطات أن النص القرآني بها قد تغير. فالقرآن الذي بها مكتوب فوق نص قرآني أقدم منه قد تم محوه غير أن آثارا منه مازالت باقية. يشير هذا إلى أن نص القرآن قد تطور وتغير على مدى عقود من الزمان. لم يكن نصا ثابتا راسخا منذ بدايته:
(Toby Lester, What Is the Koran, The Atlantic Monthly, Jan. 1999)

لا تشير الأدلة الأثرية إلى وجود نص قرآني قانوني مشابه للقرآن الحالي في القرن السابع م. كما أن علماء الآثار لم يعثروا على أية مخطوطات لأجزاء من أي حديث مكتوبة في المائة سنة التي تلت موت محمد.

( ه ) مشاكل علمية
(عودة إلى قائمة المحتويات)

بعد دراسة دقيقة للإدعاءات الإسلامية بأن القرآن يحتوي على معرفة علمية إعجازية لم تكن منتشرة في زمانه، يدرك المرء أن كل إدعاء يفشل في ضوء على الأقل أحد ثلاثة الاختبارات التالية. أولاً، تُجبر الآيات على قول أشياء لا تعنيها. ثانياً، كان العلم معروفًا في الواقع قبل زمن محمد. ثالثًا، كان العلم زائفًا (مثل الإدعاء بأن عظام الجنين تنموا قبل عضلاته). نناقش فيما يلي قليل من الأمثلة عن مشاكل علمية في القرآن.

1. الجبال تثبت الأرض. يذكر القرآن أن الجبال توطد الأرض حتى لا تهتز: "وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ (جبالا) أَن تَمِيدَ بِهِمْ" (الأنبياء 21: 31 أ)؛ "أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا، وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا" (النبأ 78: 6-7؛ لقمان 31: 10-11؛ النحل 16: 15؛ النمل 27: 61؛ فاطر 35: 41؛ قاف 50: 7؛ الغاشية 88: 17، 19). هذا الإدعاء هو خطأ علمي لأن تكوين الجبال يكون دائما مصحوبا بالزلازل. يخبرنا العلم الحديث أن الجبال تتكون نتيجة تصادم طبقات سطح الأرض أو نتيجة ثورات بركانية. في كلا الحالتين تحدث زلازل. في الواقع، الأرض ليست ساكنة كما يقول القرآن، بل هي في حركة مستمرة. لا شيء يرسي الأرض ويوطدها، فهي تدور حول نفسها كما أنها تدور حول الشمس في الفضاء. وصف الكتاب المقدس هذا بدقة أكثر من ألفين سنة قبل أن يكتشف العلم الحديث هذه الحقيقة: " وَيُعَلِّقُ (الله) الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ" (أيوب 26: 7 ب).

2. غروب الشمس. يخبرنا القرآن أن الشمس تغرب في عين ماء عكر: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ (ذو القرنين) مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ" (الكهف 18: 86 أ). آمن محمد بالمعنى الحرفي لهذه الآية (الزمخشري، كشاف، الجزء الثاني، ص. 743، الطبعة الثالثة، 1987). هذا الإدعاء هو خطأ علمي واضح. يخبرنا العلم الحديث أن الشمس أكبر كثيرا من الأرض ودرجة حرارتها أعلى كثيرا منها. أذا اقتربت الأرض من الشمس، فستحترق وتتبخر من شدة حرارة الشمس. تشبه هذه الفكرة الخاطئة الأساطير المتداولة في وقت محمد.

3. التسلسل الزمني لخلق الكون. يعطي القرآن قصصا متناقضة عن تسلسل عمليات خلق الكون. بحسب سور السجدة 41: 9-12 والبقرة 2: 29، خلق الله الأرض قبل السماء. عكس القرآن هذا في سورة النازعات 79: 27-30 حيث ذكر أن الله قد خلق السماء قبل الأرض. يخبرنا العلم الحديث أن الفضاء والمجرات والنجوم (السموات) قد تكونت أولا. بعد ذلك، تكونت الكواكب (مثل كوكب الأرض) بجوار بعض النجوم. في الواقع، تكونت الشمس والنظام الشمسي بعد الانفجار الكوني العظيم الابتدائي الذي كون السموات بحوالي 10 بليون سنة. يعطي الكتاب المقدس التسلسل الصحيح لعمليات خلق السماء والأرض: "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ" (التَّكْوِينِ 1: 1)، والحياة النباتية ثم الحيوانية على الأرض (التَّكْوِينِ 1: 11-13، 20-27).

4. خلق الأزواج. يخبرنا القرآن أن الله قد خلق كل المخلوقات أزواجا: أي ذكرا وأنثى، نهارا وليلا، إلخ: "وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْن لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (الذاريات 51: 49؛ الزخرف 43: 12). يخبرنا العلم الحديث أن هذا خطأ:
أ. لا يوجد في بعض أنواع السحالي (Chemidophoras) ذكر وأنثى. ويتكاثروا بطريقة غير جنسية.
ب. الكائنات ذوات الخلية الواحدة (البكتيريا والخميرة) تتكاثر بالانقسام. ليس لها ذكرا وأنثى.
ج. النبات الأوربي Elodea من نوع واحد، وليس له ذكرا وأنثى. يتكاثر بطريقة الانتشار النباتي.

5. سبعة أراضي. يخبرنا القرآن أن الله قد خلق سبع سماوات وسبع أراضي (الطلاق 65: 12؛ البخاري، بدء الخلق 418.54.4، 420؛ المظالم 632.43.3-634). يثبت علم الفلك الحديث بشكل قاطع أنه لا يوجد سوى أرض واحدة. تحتوي المجموعة الشمسية بأكملها على تسعة كواكب، بما في ذلك الأرض. نبع هذا المفهوم الخاطئ من كتابات يهودية هرطقية.

6. اللبن والعسل. لا يأتي اللبن من بين أمعاء ودم البقر كما يقول القرآن في النحل 16: 66. كما لا يأتي العسل من بطن النحلة كما ذُكر في النحل 16: 69.

7. الأرض مسطحة. يدعي القرآن أن الأرض مسطحة (الغاشية 88: 20). إنها لحقيقة علمية لا جدال فيها أن الأرض كروية، ليست مسطحة.

8. إعتقد محمد أن إلهه قد خلق النجوم ليستخدمها كصواريخ يلقيها على الشياطين (الحجر 15: 16-18؛ الملك 67: 5؛ الجن 72: 9؛ الصافات 37: 6-10). إعتقد خطأ أن النجوم هي نفس الشيء مثل النيازك.

(و) مراحل تطور الجنين
(عودة إلى قائمة المحتويات)

توجد بضعة مشاكل علمية في أقوال القرآن عن مراحل تطور الجنين أثناء فترة الحمل.

1. يقول القرآن أن الجنين يبدأ من مني الرجل فقط ولا يذكر شيئا على الإطلاق عن أن بيضة المرأة ضرورية للحبل: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" (المؤمنون 23: 12-14)؛ "أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى" (القيامة 75: 37-39؛ المؤمن 40: 67؛ الحج 22: 5؛ العلق 96: 2).

2. تخبرنا هذه الآيات أيضا أن الجنين يمر بمرحلة علقة (جلطة دم). يذكر الفرقان 25: 54 أن الله خلق الإنسان من الماء. الهجر 15: 26 يقول من الطين. والروم 30: 20 يقول من الغبار؟؟

3. تقدم هذه الآيات مراحل نمو وتطور الجنين كالآتي: نطفة (قطرة) مني، ثم جلطة دم (علقة)، ثم قطعة لحم (مضغة)، ثم عظاما عارية، ثم جسدا يغطي العظام. من الواضح أن هناك بضعة أخطاء علمية في هذا المفهوم لمراحل نمو الجنين:
أ. لم يذكر القرآن شيئا عن بيضة المرأة الضرورية لحدوث الحمل.
ب. لا توجد مرحلة جلطة الدم في تطور الجنين التي ذكرها القرآن.
ج. يبدأ تكون عظام الجنين بعد بداية تكون جسده وعضلاته ببضعة أسابيع. تتكون العضلات والغضاريف أولا قبل تكون العظام مما يعطي الجنين المقدرة على حركات محدودة في بطن أمه. لا تتكون عظام الجنين أولا ثم تكسوها عضلاته وجسده بعد ذلك.

هذه الأقوال القرآنية تعكس المعرفة والأفكار الشائعة في شبه الجزيرة العربية في وقت محمد وقبله. في الواقع، مصدر هذه المعرفة الخاطئة هو طبيب يوناني اسمه جالن عاش في آسيا الصغرى (حاليا تركيا) قبل وقت محمد بحوالي 450 سنة. هذه المعرفة البدائية الشائعة في العالم القديم هي معرفة خاطئة كما يؤكد لنا العلم الحديث اليوم.

4. يخبرنا القرآن أن فترة الحمل الطبيعي هي ستة أشهر (لقمان 31: 14؛ البقرة 2: 233؛ الأحقاف 46: 15). سورتي لقمان 31: 14 والبقرة 2: 233 تذكران أن فترة الرضاعة هي أربعة وعشرون شهرا. تخبرنا سورة الأحقاف 46: 15 أن فترة الحمل والرضاعة هي ثلاثون شهرا. يعنى هذا أن فترة الحمل هي ستة أشهر فقط. طبعا هذا خطأ لأن فترة الحمل الطبيعي هي تسعة أشهر. الطفل المولود قبل ميعاده بعد ستة أشهر حمل يحتاج إلى عناية طبية خاصة في جهاز حاضن صناعي في المستشفى حتى يعيش وينمو. لم تكن هذه العناية الطبية المتقدمة متوفرة في وقت محمد. ولهذا إذا وُلد طفل قبل ميعاده بعد ستة أشهر حمل في وقت محمد لمات فور ولادته، ولن يعيش أربعين سنة كما يدعي القرآن في سورة الأحقاف 46: 15.

5. يذكر القرآن خطأ أن السائل المنوي للرجل يتكون بين عموده الفقري وأضلاعه (الطارق 86: 7).

( ز) صلب السيد المسيح
(عودة إلى قائمة المحتويات)

ينكر القرآن صلب السيد المسيح في سورة النساء 4: 157-158 على الرغم من أن صلب السيد المسيح هو مبدأ رئيسي من مبادئ الإيمان المسيحي يعود إلى القرن الأول الميلادي.  تحتاج البشرية لصلب السيد المسيح للتكفير عن خطايا التائبين ومغفرتها.  قد حقق صلب السيد المسيح نبوات لأنبياء كثيرين في التوراة (العهد القديم) قبل مجيء المسيح بقرون من الزمان.  كما قد تنبأ السيد المسيح بنفسه عن صلبه وقيامته من الأموات.  لا توجد مسيحية بدون عقيدة صلب وقيامة السيد المسيح.  في الواقع، هو أهم حدث في تاريخ العالم.  صلب السيد المسيح وموته هو حقيقة تاريخية يؤكدها الإنجيل (العهد الجديد: متى 27، مرقس 14، لوقا 23، يوحنا 19)، ومؤرخون قدماء غير مسيحيين.  أعلنت كتب العهد الجديد للكتاب المقدس (الإنجيل، إلخ) أكثرمن 150 مرة موت السيد المسيح.  في الواقع، عقيدة التكفير هي إحدى العقائد الرئيسية في الكتاب المقدس بأكمله.

يدعي القرآن بأن الله قد استبدل السيد المسيح برجل آخر يشبهه صُلب بدلا منه. يدعي إله الإسلام في القرآن أنه خدع تلاميذ المسيح ليؤمنوا بموت وقيامة يسوع ويبشروا بها. أدى هذا إلى لعنة أولئك الذين آمنوا؟ هذا الإدعاء تجديف على الإله الحقيقي القدوس، إذ يجعله كاذبا وخادعا للبشرية. ألله الحي الحقيقي أمين وقدوس لا يخدع البشر.

كما أنه لا يوجد أي سبب أو داع أن يُصلب أحد بدلا من يسوع إذا كان قد أخذه الله إلى السماء حتى ينقذه من الصلب. في الواقع يذكر القرآن في سورة آل عمران 3: 55 وسورة مريم 19: 33 أن موت السيد المسيح قد حدث قبل قيامته.  ولهذا يتفق كثير من علماء المسلمين على موت السيد المسيح، لكنهم يختلفوا على مدة موته: البيضاوي (سبعة ساعات)، إبن عباس (ثلاثة ساعات)، وهب (ثلاثة ساعات)، وابن اسحاق والزمخشري (سبعة ساعات).  لكن يرغب بعض علماء المسلمين تغيير التسلسل الزمني الطبيعي للحوادث لكي يوفقوا بين هذه الآيات وسورة النساء 4: 157-158 التي تقول أن السيد المسيح لم يُصلب ولم يمت لكن آخر تم قد صُلب بدلا منه، فيدعون أن السيد المسيح سيأتي مرة ثانية ويموت.  سورة المائدة 5: 117 تناقض هذا الإدعاء وتثبت خطأه، إذ تقول على لسان السيد المسيح في حديثه إلى الله: "مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ."  نلاحظ أن فعل "تَوَفَّيْتَنِي" في صيغة الماضي، مما يعني أن موت السيد المسيح قد حدث في الماضي.  في الواقع، الفعل "توفى" ومشتقاته قد ورد خمسا وعشرين مرة في القرآن.  كان في كل مرة منها يدل على الموت، إلا في موضعين اثنين فقط دل السياق فيهما على استعمال هذا الفعل بمعنى النوم مجازا (الأنعام 6: 60، الزمر 39: 42).  أُعطيت سورة المائدة بعد سورة النساء.

أسطورة سورة النساء 4: 157-158 غير محتملة ولا يمكن تصديقها، لأنها تتطلب جهلا كاملا من الأشخاص الأقرب ليسوع، الذين عرفوه جيدا وشاهدوا صلبه: تلاميذه، وأمه، والرومان الذين صلبوه . كان صلبه إعداما علنيا شاهده الكثيرون من الأصدقاء والأعداء. اثنين من تلاميذه دفنوا جثته. في الواقع، أسطورة القرآن في سورة النساء 4: 157-158 تماثل اعتقاد الأبيونية، وهي بدعة مسيحية وُجدت في مكة في وقت محمد. في الواقع، كان ورقة ابن نوفل، إبن عم خديجة (زوجة محمد الأولى)، الأسقف الأبيوني لمكة. يؤمن كل العالم المسيحي منذ بداية المسيحية في القرن الأول بأن السيد المسيح قد صُلب ومات ودُفن ثم قام من الأموات في اليوم الثالث. سيأتي ثانية عند نهاية هذا العصر في مجد وقوة ليدين الأحياء والأموات. تذكرنا معجزة النور المقدس السنوية بقيامة السيد المسيح من الأموات.  تحدث هذه المعجزة كل عام في السبت السابق لأحد عيد القيامة الأرثوذكسي.

هناك مشكلة أخرى في آية النساء 4: 157، إذ أنها تدعي أن اليهود الغير مؤمنين قد قالوا: "إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ."  يناقض هذا القول الحقيقة التاريخية المعروفة أن اليهود الذين طالبوا بصلب المسيح لم يؤمنوا به.  أرادوا صلبه لأنهم ظنوا أنه ليس المسيح المخلص الذي تنبأت به التوراة والذي كانوا ينتظرون مجيئه، بل هو مسيح مزيف: "وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ" (لُوقَا 23: 2). بالإضافة إلى ذلك، مما يناقض ادعاء النساء 4: 157 أنه لا يمكن لليهود الإدعاء بصلب المسيح. كانوا تحت الحكم الروماني، ولم يكن لديهم سلطة الحكم على أي شخص بالموت. إنتمت هذه السلطة إلى الحاكم الروماني بيلاطس البنطي. الجنود الرومان، وليس اليهود، صلبوه بعد أن منح بيلاطس مطالب اليهود (متى 27).

يرى العلماء مشاكل هائلة في التفسير التقليدي لسورة النساء 4: 157-158:

أ) إذا ما استطاع أحد الاعتماد على حواسه في معرفة الحقيقة، لا يمكن لأحد معرفة الحقيقة.  إذا غير الله شكل شخص إلى شبه شخص آخر، لا يستطيع أحد أن يصدق ما يراه بعينيه.  يؤدي هذا إلى إنهيار الشرائع السماوية، وإبطال النبوة.  إذ لا يمكن تصديق شهادات أي شهود عيان.  على سبيل المثال، كيف يمكن لأي شخص أن يصدق أن نبيا، وليس شخص آخر، قد أعطى تعاليما معينة؟

ب) كان للسيد المسيح قدرة إقامة الموتى وإبراء العمي والبرص.  انه بالتأكيد كان قادرا على التغلب على خصومه ومنعهم من أذيته (متى 26: 52-54).

ج) الله قادر على رفع السيد المسيح إلى السماء دون أن يجعل شخص آخر يشابهه، ويُقتل عوضا عنه؟

د) إذا كان الله قد جعل شخصا آخر يشابه السيد المسيح يصلب في مكانه، لأدى هذا إلى اعتقاد الناس خطآ أن السيد المسيح قد صُلب مما يؤدي إلى هلاكهم الأبدي. الله لا يبلبل ويخدع عقول الناس؟

ه) على الرغم من حب المسيحيين للمسيح، فقد شهدوا بأنهم شاهدوه مصلوبا.  إذا كنا نشكك في ما هو مؤكد بشهود عيان مختلفة، يؤدي هذا حتميا إلى التشكك في جميع الأنبياء.

و) وفقا لشهادات شهود العيان، الذي صُلب بقى على قيد الحياة على الصليب لبعضة ساعات قبل موته.  إذا لم يكن هو السيد المسيح، لكان قد صرخ معلنا ذلك، ولعلم الجميع بأنه قد صُلب خطا.

ز) القرآن غير جدير بالثقة كمصدر تاريخي لحياة يسوع لأنه كُتب أكثر من ستة قرون بعد صلب المسيح وفي بلاد تبعد أكثر من ستمائة ميل من المكان الذي عاش فيه. لذلك، فمن غير المحتمل أن يخبرنا بأي معلومات عن حياة المسيح أكثر دقة من الأناجيل والمؤرخين القدماء الذين إعتمدوا على شهود عيان. تم كتابة الأناجيل الأربعة في القرن الأول خلال 30-60 عاما من صلب السيد المسيح. جميع مؤلفي العهد الجديد (الأناجيل، إلخ) كانوا يعرفون يسوع شخصياً أو يعرفون أناسا عرفوه شخصياً. كل منهم يؤكد أحداث صلبه وقيامته. على النقيض من ذلك، لم يكن محمد يعرف يسوع ولم يعرف أحداً قد رآه؟ عاش محمد بعد يسوع بست مئة سنة في ثقافة مختلفة وفي بلد مختلف (الجزيرة العربية). من القواعد الرئيسية للدراسات التاريخية أنه يجب أن تكون للعديد من شهادات مؤلفي العهد الجديد في القرن الأول الأسبقية على ادعاءات محمد في القرن السابع بشأن تعاليم وحياة يسوع المسيح.

لم يقدم علماء الإسلام حلولا مقنعة لهذه المشاكل الكبيرة.

يعترض بعض الإسلاميين على صلب المسيح معتقدين أن الله لا يسمح لخادمه أن يتألم. هذا هو منطق الفكر البشري.  لا يعرف الإنسان فكر الرب الإله.  أعلن الله من خلال إشعياء النبي قائلا: "لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي يَقُولُ الرَّبُّ" (إشعياء 55: 8).  عانى الاضطهادات الكثير من أنبياء الله.  بالإضافة إلى ذلك، يخبر القرآن أن هذا الاعتراض غير صحيح، لأن العديد من الأنبياء والرسل قد قُتلوا في الماضي (البقرة 2: 61، 87، 91؛ آل عمران 3: 21، 112، 181، 183؛ النساء 4: 155؛ المائدة 5: 70).  في الواقع، انتصر السيد المسيح على أعدائه عندما أقامه الله من بين الاموات في اليوم الثالث.  "سَبَقَ (داود النبي) فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً.  فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.  وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ.. . "(أعمال الرسل 2: 31-33).  بموت المسيح وقيامته ". . . ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ" (كورنثوس الأولى 15: 54).  لقد أثبتت قيامة السيد المسيح من الأموات أن الله قد قبل تضحيته أبديا.  يعبر موت وقيامة السيد المسيح من رحمة الله وعدله تجاه البشرية الساقطة: "وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رومية 5: 8). قال السيد المسيح: "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ "(يوحنا 15: 13).  صليب السيد المسيح يدل على محبة الله للخاطئ وكذلك كراهيته للخطيئة.  تتجلى عظمة الله بشكل فريد في محبته الفائقة للبشرية من خلال آلام المسيح.

يقدم الموقع التالي معلومات ودراسات إضافية في موضوع بحثتا:
صلب المسيح

(ح) مشاكل تاريخية
(عودة إلى قائمة المحتويات)

تؤكد الاكتشافات الحديثة لعلم الآثار القديمة صحة ودقة التاريخ الذي يسرده الكتاب المقدس. لكن يعاني التاريخ الذي يرويه القرآن من مشاكل كثيرة. قصص القرآن المجزأة المفككة الغير مترابطة لا تقدم أي انعكاس حقيقي للثقافات التاريخية. على سبيل المثال، لا يذكر القرآن مكان إسرائيل القديمة، ولا حتى مدينة القدس. في الواقع، يحتوي القرآن على أكثر من 55 أخطاء تاريخية. نقدم قليلا من الأمثلة عن مشاكل تتعلق بالتاريخ الذي يذكره القرآن.

1. سليمان الحكيم وملكة سبأ.

يروي القرآن قصة سليمان الحكيم وملكة سبأ في سورة النمل 27: 15-44 كتاريخ حقيقي. يؤكد هذا أسلوب القصة في القرآن والقصص التاريخية قبل وبعد قصة سليمان في سورة النمل. قصة سليمان القرآنية مليئة بطيور ونمل ناطقة وبهدهد حكيم يعمل مِرسالا وجن وسحر أسود (الأنبياء 21: 82). كل هذه الأمور تخيلات وأوهام، وليست تاريخا حقيقيا. تشبه هذه القصة كثيرا قصة سليمان الحكيم في مصادر يهودية هرطقية قديمة (الترجوم الثاني لأستر)، وتذكرنا بقصص ألف ليلة وليلة الخيالية حيث يتحول الرجال إلى قرود (البقرة 2: 65؛ الأعراف 7: 166). يخبرنا الكتاب المقدس عن سليمان الملك والحيوانات والطيور كالآتي: "وَتَكَلَّمَ (سليمان) عَنِ الأَشْجَارِ، مِنَ الأَرْزِ الَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى الزُّوفَا النَّابِتِ فِي الْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ الْبَهَائِمِ وَعَنِ الطَّيْرِ وَعَنِ الدَّبِيبِ وَعَنِ السَّمَكِ. وَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ لِيَسْمَعُوا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ الأَرْضِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ" (الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 4: 33-34). كما يخبرنا الكتاب المقدس (الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 10: 1-13؛ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي 9: 1-12) أن ملكة سبأ قد زارت سليمان في القدس. بعدما استمعت إلى معرفته وحكمته آمنت بإلهه الحي الحقيقي ومجدته قائلة: "لِيَكُنْ مُبَارَكاً الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ" (الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 10: 9 أ).

2. برج بابل وهامان.

يقول القرآن: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ" (القصص 28: 38؛ المؤمن 40: 36-37). لا يوجد هذا البرج (الصرح) في أرض مصر على الإطلاق. لا توجد بقايا أو أطلال لهذا البرج في مصر. من المعروف أن فراعنة مصر لم يبنوا أي أبراج في مصر. بني الفراعنة أهراما ومعابدا ضخمة. واعتادوا أن يستخدموا أحجارا ضخمة أو طوبا مجففا في الشمس في أبنيتهم. لم يستخدموا طوبا من طين مشوي بالنار في وقت موسى النبي. يخبرنا الكتاب المقدس في التَّكْوِينِ 11: 1-9 أن البرج الذي بُني من طوب مشوي لكي يصل إلى السماء هو برج بابل في جنوب العراق، وليس في مصر. بُني هذا البرج بعد طوفان نوح قبل عصر الفراعنة وموسى النبي بقرون كثيرة. لهذا، فقد أخطأ القرآن في زمان ومكان البرج.

المشكلة الثانية في سور القصص 28: 6، 38؛ والعنكبوت 29: 39 والمؤمن 40: 23-25، 36 هي الإدعاء بأن هامان كان من احد وزراء فرعون الذي حكم مصر في وقت موسى النبي. إسم "هامان" لم يكن معروفا ومستخدما في وقت موسى النبي. في الواقع، هذا الاسم ليس اسما مصريا على الإطلاق، أنما هو اسم بابلي. السجلات التاريخية والكتاب المقدس (أستير 3: 1) تشهد بأن هامان كان وزير الملك الفارسي أحشويروش (486-465 ق.م.) بعد وقت موسى النبي بحوالي ألف سنة.

3. العجل الذهبي.

تذكر سورة طه 20: 85-87، 95 أن سامري صنع لبني إسرائيل عجلا ذهبيا في البرية، فعبدوه كإلههم. المشكلة في هذه القصة أنه لم يوجد سامريون في عصر موسى النبي. بدأ تاريخ السامريين بعد سقوط مملكة إسرائيل الشمالية للإمبراطورية الأشورية في عام 722 ق.م.، أي حوالي سبعة قرون بعد وقت موسى النبي. كان هارون، شقيق موسى، هو الذي صنع العجل الذهبي (خروج 32: 1-6).

4. عقوبة الصلب.

يخبرنا القرآن في سور الأعراف 7: 124؛ والشعراء 26: 49 أن فرعون الذي حكم مصر في وقت موسى النبي قد قال: "لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ." هذا يناقض الحقيقة التاريخية المعروفة أن الفراعنة لم يستخدموا عقوبة الصلب على الإطلاق. في الواقع، تخبرنا الإنسيكلوبيديا البريطانية أن عقوبة الصلب لم تكن معروفة قبل حوالي سنة 500 ق.م.، أي بعد وقت موسى النبي بحوالي 900 سنة. لقد إخترعها الآشوريون.

5. ألإسكندر الأكبر (356-323 ق.م).

كان الإسكندر الأكبر ملك ماكدونية (336-323 ق.م) وكان قائدا بارعا في الحروب. أسس إمبراطورية يونانية عظيمة في فترة قصيرة من الزمن قبل موته في ريعان شبابه بالغا من العمر 32 عاما. يدعوه القرآن ذي القرنين، وهو الاسم الذي أطلقه عليه المسيحيون واليهود في ذلك الحين لأنه كان ملك الشرق والغرب. في الواقع، أكتشفت عملات نقدية قديمة بها صورته بقرنين على رأسه. يدعي القرآن أنه كان خادما بارا لله، وأن الله كان يحادثه مباشرة (الكهف 18: 83-98). يقول لنا التاريخ عكس ذلك، أن الإسكندر الأكبر لم يكن رجلا تقيا. في الواقع، هو لم يؤمن بالله ولم يعبده، إذ عبد آلهة وثنية مختلفة، وكان داعرا. وقد ارتكب أشد الشرور إذ ادعى أنه إلها وطلب من الناس أن يعبدوه. إدعى في مصر أنه ابن الإله آمون الذي عبده المصريون في ذلك الزمان، وعبده المصريون كإله. كان من المعتاد أن يُمثل الإله الوثني آمون بخروف ذي قرنين.

المشكلة الثانية هي أن الإسكندر الأكبر لم يذهب إلى الغرب في غزواته. وذلك على عكس ادعاء القرآن في سورة الكهف 18: 86. وإنما ذهب إلى الشرق حتى غربي الهند وإلى الجنوب حتى أرض مصر. المشكلة الثالثة هي أن سورة الكهف 18: 94-96 تذكر أن الإسكندر الأكبر قد قام ببناء حاجز هائل من الحديد والنحاس الأصفر بين جبلين سيبقى حتى نهاية العصر. هذا البناء الضخم لا يوجد في أي مكان على وجه الأرض. الحقيقة الواقعة تناقض القرآن، ولهذا صحة القرآن مشكوك في أمرها؟

قصة الإسكندر الأكبر في القرآن تشبه كثيرا أسطورة خيالية قام بتأليفها شعريا مار يعقوب السروجي السوري قبل 521 م. على أساس أسطورة قديمة عن الإسكندر الأكبر.

6. تشويه الأسماء.

غير القرآن أسماء تاريخية كثيرة لأسباب غير معروفة. يؤدي هذا إلى التباس وبلبلة وفقد معانيهم ودلالتهم. نعطي بعض أمثلة على هذا في ما يلي:

من جُلْيَاتُ (صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ 17: 4) إلى جَالُوتَ (البقرة 2: 250، 251)،
من قُورَحُ (العَدَدِ 16: 19) إلى قَارُونَ (القصص 28: 76)،
من شَاوُلَ (صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ 9: 17) إلى طَالُوتُ (البقرة 2: 249)،
من أَخْنُوخُ (التَّكْوِينِ 5: 22) إلى إِدْرِيسَ (مريم 19: 56).

في الواقع، من الصعب تتبع بعض الأسماء إلى أصولها التاريخية، فعلى سبيل المثال:

من المعتقد أن هُودا المذكور في سورة الأعراف 7: 65 هو عَابِرَ المذكور في التَّكْوِينِ 11: 15،
ومن المعتقد أن صَالِحًا المذكور في سورة هود 11: 61 هو فَالَجَ المذكور في التَّكْوِينِ 11: 16،
ومن المعتقد أن شُعَيْبا المذكور في سورة الشعراء 26: 177 هو حُوبَابَ المذكور في العَدَدِ 10: 29،
ذو الكفل المذكور في سورة الأنبياء 21: 85 غير معروف في التاريخ؟

يمكن شرح تغييرات أخرى في الأسماء بالتقليد اليهودي المسيحي في ذلك الحين. أبو إبراهيم المدعو تَارَحُ في التَّكْوِينِ 11: 26 يدعى آزَرَ في سورة الأنعام 6: 74. يدعو القرآن يوحنا ويسوع يحيى وعيسى على التوالي في سورة الأنعام 6: 85، إلخ، وهي الأسماء التي كانا معروفين بها في ذلك الوقت للأطفال المسيحيين من أصل يهودي. لكن يبدو أن "عيسى" (مريم 19: 34؛ الخ) تشويه الإسم العبري "عيسو" ابن إسحاق.

7. نبي وطني لكل أمة.

يدّعي القرآن أن الله قد أرسل رسولا لكل أمة (يونس 10: 47؛ النحل 16: 36، 89). هذا يناقض الحقائق التاريخية التي تخبرنا أن هذا لم يحدث. فلم يرسل الله أي أنبياء أو رسل إلى بلاد القارات الأفريقية والأوربية والأمريكية وأستراليا. يخبرنا الكتاب المقدس أن الله الحي أرسل أنبياءا من بني إسرائيل فقط. وقد أرسلهم جميعا إلى بني إسرائيل فيما عدا يونان (يونس) النبي الذي أرسله الله إلى مدينة نينوى في شمال العراق. تناقض هذا سورة الروم 30: 47 بقولها أن الرسل كانوا قد أرسلوا إلى أممهم. يبدو أن محمدا قال هذه الإدعاءات حتى يعضد ادعاءه بالنبوة لأنه لم يكن من بني إسرائيل.

8. الرحلة الليلية (الإسراء).

يقول القرآن: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ (محمد) لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (في مكة) إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى (في القدس) الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ..." (ألإسراء 17: 1). لم يشاهد أحد هذه الرحلة الليلية التي ادعى محمد أنه قام بها في المجال المادي الزمني في 620م. كما أن محمدا لم يثبت إدعاءه بأي دليل واضح قاطع. يذكر الحديث أن هذه الرحلة كانت إلى المسجد الأقصى في القدس (مسلم، ألإيمان 309.1؛ البخاري، مناقب الأنصار 227.58.5؛ الصلاة 345.8.1). لكن المسجد الأقصى لم يكن موجودا في وقت محمد. فقد بدأ بناءه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في عام 691 م، وأكمل بناءه ابنه الوليد الأول في 715 م، أي بعد موت محمد بأكثر من ثمانين عاما. لهذا فمن المستحيل أن يكون محمد قد زاره وصلى به. ومن غير الممكن أن يكون محمد قد صلى في قبة الصخرة بالقدس إذ لم توجد في زمنه. فقد بناها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في عام 691 م، أي بعد موت محمد بحوالي ستين عاما. كما أنه من غير الممكن أن يكون قد زار المعبد اليهودي في القدس لأن الجيش الروماني كان قد دمره دمارا شاملا في سنة 70 م، خمسة قرون قبل وقت محمد.

قصة الرحلة الليلية لمحمد (الإسراء) تشبه كثيرا أسطورة فارسية زرداشية عن كاهن بار وهمي يدعى أرطا فيراف صعد إلى السماء.  كتبت هذه الأسطورة في أيام أردشير حوالي أربعة قرون قبل محمد في كتاب فارسي قديم إسمه: أرطا فيراف ناماك.  نجد قصصا مماثلة مدونة في الشعر الهندي باللغة السنكريتية عن أرجونا.  كما نجد مثل هذه القصص أيضا في كتب بعض المبتدعين المسيحيين، مثل كتاب "عهد إبراهيم" الذي يدعي أن إبراهيم قد صعد إلى السماء.  كُتب هذا الكتاب في حوالي سنة 200 ق.م. في مصر ثم ترجم إلى اليونانية والعربية.

9. قبلة الصلاة.

يأمر القرآن في سورة البقرة 2: 144، 149-150 أن اتجاه الصلاة (القبلة) ينبغي أن يكون لمكة، ويمنع الصلاة تجاه القدس في سورة البقرة 2: 142-143. هذا، على الرغم من أن مكة كانت وثنية تعبد أصناما في الكعبة في ذلك الحين. يخبرنا التعليم الإسلامي التقليدي بأن محمدا قد أعطى سورة البقرة في حوالي سنة 623 م، وتغيرت قبلة صلاة المسلمين من القدس إلى مكة في حوالي سنة 624 م. لكن تؤكد الاكتشافات الأثرية الحديثة أن قبلة المساجد القديمة لم تكن في اتجاه مكة، بل في اتجاه القدس أو بترا (بجنوب الأردن) حتى حوالي بداية القرن الثامن. واجهت قبلة جامعين أمويين مبنيين في أوائل القرن الثامن الميلادي في العراق شمال مكة حيث القدس (جامع بناه الحجاج ابن يوسف في الوسيط، والآخر بالقرب من بغداد):
Creswell 1969, p. 137ff & 1989, p. 40; Fehervari 1961, p. 89; Crone-Cook 1977, pp. 23, 173.
قبلة جامع الوسيط موجهة 33 درجة شمال مكة، وقبلة جامع بغداد موجهة 30 درجة شمال مكة. قبلة أول مسجد بالكوفة (بالعراق) مبني في حوالي سنة 670 م قد واجهت الغرب، ولم تواجه الجنوب حيث توجد مكة:
al-Baladhuri, Futuh, ed. by de Goeje 1866, p. 276; Crone 1980, p. 12; Crone-Cook 1977, pp. 23, 173

أشار التخطيط الأصلي لجامع عمرو ابن العاص في الفسطاط (بجوار القاهرة) أن قبلته كانت موجهة إلى الشمال، وقد غير اتجاهها الحاكم قوره ابن شارك (Creswell 1969, pp. 37, 150). على أساس أبحاث حديثة لباتريشيا كارلير، قبلات كافة جوامع القصور الصيفية للخلفاء الأمويين قد واجهت القدس. بالإضافة إلى ذلك، ذكر الرحالة المسيحي يعقوب في أحد خطاباته في سنة 705 م باللغة السريانية (بالمتحف البريطاني) أن اليهود والعرب السوريين لم يصلوا في اتجاه الجنوب، بل في اتجاه القدس. "بحسب العلماء كرون، كوك، كارلير، وهوتنج، الأدلة الأثرية من العراق والأدلة الكتابية من سورية ومصر تشير بالتأكيد إلى أن اتجاه الصلاة (القبلة) كان للقدس، وليس لمكة:"
Craig Winn, Prophet of Doom, VA: Cricketsong books, 2004

يدعي بعض الإسلاميين أنه لم يكن في استطاعة المسلمين الأولين معرفة الاتجاه لمكة. هذا الإدعاء خطأ لبضعة أسباب. كانت قبلات جميع مساجد القرن السابع موجهة إلى القدس، مما يعني أنه كان في مقدرتهم أن يحددوا بدقة الاتجاه للقدس. بالإضافة إلى ذلك، لقد عرف العرب جيدا الارتحال في الصحراء حيث لم توجد طرق. كما أن شعوب الحضارات الفارسية والمصرية العريقة هي التي قد بنت مساجد العراق ومصر القديمة. عرفت هذه الحضارات العريقة كيف تحدد الاتجاه بدقة. من غير المعقول أن يخطئوا في تحديد الاتجاه بهذا المقدار الكبير.

السبب المنطقي الوحيد لهذا التناقض بين أوامر القرآن بالنسبة لاتجاه القبلة لمكة، واتجاه قبلة المساجد القديمة للقدس أن تأليف ومراجعة وتنقيح القرآن وإكماله لم يتم حتى بعد سنة 705 م—أكثر من سبعين سنة بعد موت محمد.

10. سلسلة نسب مريم.

يخلط القرآن بين مريم أم يسوع وبين مريم ابنة عمرام أخت هارون وموسى النبي (العمران 3: 35-36؛ التحريم 66: 12؛ مريم 19: 27-28؛ طه 20: 9، 29-30).  يخبرنا الكتاب المقدس بوضوح أن: "اسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاوِي التِي وُلِدَتْ لِلاوِي فِي مِصْرَ. فَوَلدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا" (العَدَدِ 26: 59؛ الخروج 15: 20).  لقد عاشت مريم أم يسوع بعد زمن موسى النبي وأخته مريم بأكثر من 1400 سنة. قد يدعي البعض أن المقصود من حديث القرآن عن "أخت هارون" و "ابنة عمران" هو سلسلة نسب مريم.  هذا ادعاء خاطئ لأن مريم أم يسوع من نسل داود من قبيلة يهوذا (لوقا 3: 23، 31، 33؛ عبرانيين 7: 14؛ رؤيا 22: 16) ، وليست من قبيلة لاوي التي كانت قبيلة موسى النبي ومريم أخته.  كما أن الكتاب المقدس والمخطوطات اليهودية القديمة لا تستخدم الأخ أو الأخت للدلالة عن النسب، وإنما تستخدم تعبيرات "إبن فلان" أو "إبنة فلان" للتحدث عن النسب (لوقا 13: 16؛ 19: 9؛ متى 20: 30).

11. دروع داود المزرودة.

ينص القرآن في سبأ 34: 10-11 أن داود صنع دروعا (معاطف) من زرد مستخدما حلقات من الحديد. جعل الله الحديد لينا له. يخبرنا الكتاب المقدس أن داود قد عاش في بداية عصر الحديد (حوالي 1000 سنة قبل الميلاد). وكان راعيا للغنم، وليس حدادا. تم اختراع درع الزرد حوالي 800 سنة بعد زمن داود. دروع جالوت، الذين قاتل داود، كانت من البرونز. (صموئيل الأول 17: 5-6).

12. عقيدة الثالوث الأقدس في المسيحية.

آمنت المسيحية دائما بعقيدة الثالوث الأقدس: إله واحد ذو جوهر واحد وطاقة واحدة مثلث الأقانيم—ألآب، كلمته (ألابن)، وروحه الأقدس. علم الكتاب المقدس والمسيحية دائما في كل تاريخها أن الثالوث الأقدس هو الإله الواحد الغير منقسم، وأنه ليس ثلاث آلهة متحدين في واحد. كما أن المسيحية لم تُعلم أبدا أن العذراء مريم، والدة السيد المسيح، هي إلهة. يبدو أن محمدا لم يعلم حقيقة الإيمان المسيحي الصحيح رغم أنه كان على اتصال بالمسيحية الأرثوذكسية التاريخية في عدة مناسبات (وفد نجران المسيحي، نجاشي الحبشة، الوفود المسيحية من اليمن والبحرين،إلخ). إذ أنه يقول في القرآن (المائدة 5: 73-75، 116؛ النساء 4: 171؛ التوبة 9: 31) أن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة: ألله، ومريم، والسيد المسيح. لم يميز محمد بين هذه البدعة المسيحية القليلة الأهمية (بدعة المريميين) التي حاربتها الكنائس المسيحية واختفت في نهاية القرن السابع الميلادي وبين الإيمان المسيحي الصحيح المنتشر في كافة العالم المسيحي في زمانه.

أنكر محمد وأدان عقيدة مسيحية أخرى من أسس الإيمان المسيحي وهي عقيدة أن السيد المسيح هو كلمة (ابن) الله المتجسد (التوبة 9: 30). يبدو أن محمدا لم يفهم هذه العقيدة وظن خطآ أن المسيحية تُعلم أن الله قد أنجب طفلا نتيجة علاقة جنسية مع امرأة (الأنعام 6: 101؛ الجن 72: 3؛ الكهف 18: 4؛ مريم 19: 35، 88-92). يوجد اعتقاد خاطئ مماثل في تعاليم الهندوكية والأساطير اليونانية القديمة التي تقول بأن آلهتهم الوثنية قد أنجبت نسلا نتيجة علاقات جنسية مع البشر. المسيحية تدين هذه الفكرة باعتبارها تجديفا. الله لا يحتاج أن ينجب جسديا كما يفعل البشر. فقد آمنت المسيحية دائما بأن مريم كانت عذراءا عندما حبلت بيسوع بقوة الروح القدس للإله الواحد الحي: "فَأَجَابَ الْمَلاَكُ (العذراء مريم): اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لُوقَا 1: 35؛ متى 1: 18-20). بنوة السيد المسيح لله الآب هي بنوة روحية فريدة من نوعها، وليست بنوة جسدية جنسية. ليس لله ألآب جسد رجل، ولم يحدث إنجاب جنسي. وقد وُجدت هذه العلاقة بين الآب والابن منذ الأزل قبل خلق الكون بزمان طويل (يوحنا 1: 1؛ 17: 5، 24). تجسد كلمة الله الآب، المسيح، في شكل إنسان دون ترك الآب. ظل في الله (يوحنا 14: 10). ليس لقدرة الله حدودا على الإطلاق. يمكنه أن يفعل كل شيء (مرقس 10: 27؛ لوقا 1: 37).

تؤكد الحقائق السابقة أن محمدا لم يفهم أسس العقيدة المسيحية الصحيحة.

13. نبوءات فاشلة.

في بحثهم اليائس عن شيء خارق للطبيعة لدعم إدعائهم بالمصدر الإلهي للقرآن، يحاول بعض العلماء الإسلاميين العثور فيه على نبوءات قد تحققت بدون جدوى.  إنتصار الإمبراطورية البيزنطية على الفرس الذي تنبأ به القرآن لم يحدث في غضون سنوات قليلة (3-9 سنوات)  بعد هزيمة البيزنطيين كما يقول القرآن (الروم 30: 2-4).  حدث ذلك الإنتصار بعد هزيمة البيزنطيين الآولى بما يقرب من أربعة عشر عاما.  هزم الفرس البيزنطيين في 614-615 م.  هزم البيزنطيون الفرس في عام 628 م.  بالإضافة إلى ذلك، تمت كتابة القرآن بالخط الكوفي بدون علامات التشكيل التي أُضيفت في وقت لاحق من ذلك بكثير.  وبالتالي، فإن تغيير علامتين للتشكيل يعكس المعنى من "سَيَغْلِبُونَ" إلى "سَيُغْلَبُونَ." في الواقع، لا يدعم السياق التاريخي الادعاء النبوي على الإطلاق. فسرت قريش الانتصار الفارسي على أنه دليل على سيادة دينها الوثني على المسيحية، كما استنتج الرازي. وعلق بأن هذه الآيات تخبرنا أن النصر لا يدل على الصواب.

نبوءة القرآن بالدخول العاجل الى مكة لم تتحقق (الفتح 48: 27).  منع سهيل بن عمرو المسلمين من دخول مكة في ذلك العام (البخاري، الشروط 891.50.3).  دخلوا مكة في العام التالي بعد معاهدة الحديبية.  النبوءة الوحيدة المزعومة الأخرى التي تستحق التقييم في القرآن مذكورة في سورة الفجر 89: 2 التي تقول: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ."  يحاول بعض الإسلاميين أن يختلقون لها معنى تنبؤ عن عشر سنوات من الاضطهاد في بداية التاريخ الإسلامي.  هذا تفسير بعيد الاحتمال لأن سياق السورة لا يدعمه. علماء الإسلام يفهمون أن هذه الآية تشير إلى اليالي العشر الأولى من شهر ذي الحجة، الشهر الإسلامي المقدس للحج.

يدعي بعض الإسلاميين أن آية حم السجدة 41: 20 هي نبوءة عن بصمات الأصابع. لكن، سياقها يتحدث عن يوم القيامة، أن الجلد سوف يشهد بصوت مع العينين والأذنين. إنها ليست نبوءة عن شيء سيحدث على الأرض، بل وصفًا للدينونة. فقط بانتزاع هذه الآية من سياقها وإجبار معنى مفتعل عليها يمكن جعلها تبدو وكأنها نبوءة لعصرنا.

14. نبوءات مزعومة عن محمد.

يعلن القرآن أن الكتاب المقدس تنبأ بقدوم محمد (الشعراء 26: 196؛ الصف 61: 6؛ الأعراف 7: 157).  لا يحتوي الكتاب المقدس على أية نبوءات على الإطلاق عن محمد.  تقدم هذه الصفحة تحليلا لهذه الإدعاءات. بالإضافة إلى ذلك، في الأعراف 7: 157، يقول الله لموسى أن شعبه يجب أن يتبع محمد المذكور في الإنجيل. هذا خطأ في التسلسل التاريخي لأن محمد وإنجيل المسيح لم يكن لهما وجود في زمن موسى! كُتب الإنجيل بعد أكثر من أربعة عشر قرناً من زمن موسى، وعاش محمد بعد عشرين قرناً من زمن موسى؟

15. وحي يناقض ما سبقه.

يدعي القرآن أنه يؤكد ويوضح الوحي السالف في التوراة والإنجيل (الكتاب المقدس).  "وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى (التوراة) إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ (القرآن) مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا..." (الأحقاف 46: 12)؛ "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ (القرآن) بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ (التوراة والإنجيل) وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه..." (المائدة 5: 48)؛ "وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (الإنجيل والتوراة) وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ" (يونس 10: 37)؛ "...وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ..." (التوبة 9: 111)؛ "وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة والإنجيل)..." (فاطر 35: 31؛ يوسف 12: 111؛ غافر 40: 69-71؛ الأحقاف 46: 29-30؛ البقرة 2: 91؛ آل عمران 3: 3-4؛ النساء 4: 47؛ إلخ).

رغم ذلك، يظهر الفحص الدقيق بشكل قاطع أن تعاليم الكتاب المقدس (اليهودية والمسيحية) مختلفة جدا عن التعاليم الإسلامية وتتناقض معها.  وهذا يتناقض مع مزاعم النص القرآني.

16. ملة إبراهيم.

يعلن القرآن أن محمدا قد جاء لتجديد ملة إبراهيم (النساء 4: 125؛ البقرة 2: 135). يذكر القرآن أن إبراهيم كان حنيفًا (البقرة 2: 135؛ آل عمران 3: 67، 95 ؛ النساء 4: 125؛ الأنعام 6: 79، 161؛ النحل 16: 120، 123؛ إلخ). لا يمكن أن يكون إبراهيم حنيفًا لأنه سبق حركة الحنيفية بألفي عام على الأقل. معتقدات الحنيفية هي مزيج من الوثنية واليهودية والمسيحية.  نعلم من الكتاب المقدس أن الدين الأصلي لإبراهيم لم يتضمن تشريعات قانونية، لكنه أسس عهدا يشمل وعدا بين الله وإبراهيم.  أنشأ الله هذا العهد قبل إعطاء شريعة موسى بحوالي 430 عاما (غلاطية 3: 17).  لم تكن ملة إبراهيم شريعة موسى النبي.  كان دين إبراهيم مؤسسا على الإيمان بوعد الله.  وعد الله إبراهيم قائلا: "وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ.  وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ" (التكوين 12: 3).  وقد تم الوفاء بذلك الوعد بولادة يسوع، المسيح الموعود، من نسل إبراهيم.  خضع إبراهيم لمحبة ووعود الله بالايمان وحده.  هذا هو السبب في انه يدعى خليل الله وليس مجرد عبدا له.

لم يعبد إبراهيم إلها وحيد الشخصية. بل عبد الثالوث الأقدس. "وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ. فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَالٍ وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لِاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ" (تكوين 18: 1-2). على العكس من ذلك، الإسلام يعبد إله وحيد الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، الإسلام مؤسس على قوانين الشريعة الإسلامية التي تتطلب الخضوع لإرادة الإله الإسلامي كعبيد بسبب الخوف من العقاب والرجاء في المكافئة. هذا لا يدع مجالا لمحبة الله وصداقته. ولذلك، خلافا للبيان القرآني، إن الإسلام يناقض دين إبراهيم. العقائد الإسلامية تنبذ ملة إبراهيم، وتُلفق تاريخها من ضرب الخيال.

كانت الأفكار الإسلامية الخاطئة عن دين إبراهيم موجودة أصلا في الكتاب اليهودي الغير قانوني المدعو كتاب اليوبيل الصادر 140-100 سنة قبل الميلاد.

17. الكعبة.

يدعي القرآن أن الكعبة قد خصصها اللإله الإسلامي لعبادته التوحيدية، وأنه قد عين إبراهيم وإسماعيل لبنائها ولحفظها (المائدة 5: 97؛ البقرة 2: 125، 127؛ آل عمران 3: 96-97؛ ابراهيم 14: 37؛ الحج 22: 26-27). تخبرنا التوراة، التي سبقت القرآن بأكثر من ألفي سنة، أن إبراهيم لم يذهب إلى أي مكان قرب مكة.  يخبرنا العلماء بأنها كانت مركزا للعبادة الوثنية في منطقة الحجاز طيلة تاريخها.  كانت الكعبة تدعى "بيت الله" قرونا قبل زمان محمد.  ولقد أعيد بناؤها عدة مرات.  في الواقع، كان والد محمد نفسه يدعى "عبد الله."  لا توجد أية ادلة على الإطلاق لادعاء القرآن أنه في البداية كانت الكعبة معبد لعبادة توحيدية.  بدلا من ذلك، هناك بالتأكيد أدلة تاريخية كثيرة تعود إلى قديم الأزمنة على أن أصول عبادة الكعبة كانت وثنية تماما من حيث المحتوى والتركيز. ولذلك، فإن الادعاءات القرآنية بشأن الكعبة ليست صحيحة.

كانت مكة مركزا للحج السنوي في الجزيرة العربية قبل محمد بزمن طويل. وقد قام عرب الجاهلية بجميع مراسم الحج والعمرة للكعبة بكافة تفاصيلها قبل أن يولد محمد بزمن طويل، بما في ذلك الطواف سبع مرات حول الكعبة، والذبائح الحيوانية في وادي مينا، والتدافع الجماعي من جبل عرفات، إلخ (البخاري، المغازي 661.59.5). هذا يعني أن الحج، أحد أركان العبادة في الإسلام، مشتق بالكامل من الوثنية العربية. إنه يفضح الأصول البشرية الأرضية للإسلام، ويجرد محمد من ادعاءه بالمصدر الإلهي للقرآن. بالإضافة إلى ذلك، القيم الإيجابية التي مدحها محمد في السور القرآنية الأربعين الأولى هي جزء من القيم البدوية الأخلاقية والمعتقدات الحنيفية لزمن محمد في الجزيرة العربية. دعت هذه القيم إلى حماية الضعفاء، والإحسان، والعمل الصالح. نُسخت بعض هذه الآيات وأُلغيت في وقت لاحق.

الأجزاء الدائمة للكعبة هي الحجر الأسود (الذي يمثل كوكب الزهرة-العُزّى)، والغرفة المكعبة (التي تمثل إلهة الشمس—اللَّت)، و جدار الحطيم (حجر إسماعيل) على شكل هلال (الذي يمثل إله القمر—الله). وكان الهدف الرئيسي لجدار الحطيم أن يكون مذبحا على شكل هلال لتقديم القرابين لإله القمر الله. وكان الغرض الثانوي منه أن يُستخدم كمكتب لتوقيع العقود.

بالكعبة حجر أسود يقبله المسلمون في شعائر الحج الإسلامية. إشمئز عمر بن الخطاب من هذه الممارسة التي قد تنشر الأمراض المعدية لأنها تشير إلى عبادة صنم (البخاري، الحج 675.26.2). إدعى محمد أن الحجر الأسود يُحييه (مسلم 5654.30). كان هذا الحجر الأسود في الكعبة قبل زمن محمد بكثير عندما كان العرب يعبدون الأصنام الوثنية المصنوعة من صخر وخشب. وكانت تقدسه الديانات الوثنية لعرب الجاهلية قبل الإسلام. في إطاره الفضي، يشبه الأعضاء التناسلية الخارجية (الفرج) للمرأة. إعتاد عرب الجاهلية أن يلطخوا الحجر الأسود بدماء ذبيحة حيوانية. تدعي أسطورة إسلامية أن الملاك جبرائيل أعطى ذلك الحجر لإبراهيم. لكن، على الأرجح، هو قطعة من أحد أصنام الجاهلية. يؤكد الكتاب البيزنطيون أنه كان في الأصل حجرا أسودا للإلهة الوثنية أفروديت التي كانت تُعبد في الجاهلية. تبجيل الحجارة المقدسة كان منتشرا في الديانات القديمة السامية الوثنية. عبد النباتيون في شمال الجزيرة العربية إلههم الوثني دوشارا عن طريق مسلة من الحجر الأسود. كانت الحجارة السوداء المخروطية تُبجل في معبد بعلبك في العصر الروماني الاحق. قديما في مدينة ايميسا بسورية، تم تبجيل نيزك أسود منتسب إلى إله الشمس.

18. الوحي الشيطاني في القرآن.

ينادي القرآن بمبدأ الوحي الشيطاني: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (الحجّ 22: 52). طبعا القرآن لم يستشهد بحادثة معيّنة واحدة حيث جعل الشيطان نبيا قبل محمد يُعلن أنه قد حصل على وحي من الله، ثم بعد ذلك يدّعى بأنّ هذا الوحي كان من الشيطان، ليس من الله. في الواقع، هذا القول القرآني هو إدعاء خاطئ، لأنه لم يتكلم أي واحد من أنبياء الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل، إلخ) بوحي من الشيطان، ولا مرة واحدة. لا يمكن الوثوق بالقرآن لأن محمدا لم يستطع التمييز بين الوحي الإلهي والوحي الشيطاني. في الواقع، قد يكون القرآن بأكمله وحيا شيطانيا؟ من أحد الأمثلة المشهورة لإدّعاء الوحي الشيطاني ما يُعرف بالآيات الشيطانية في القرآن—وهي آيات ادعى محمد أن إبليس قد أوحى بها إليه (النّجم 53: 19-22). وقد أعطاها محمد في القرآن وتلاها، مما جعله رسول إبليس. علّمَت الآيات الشيطانية للقرآن عبادة ثلاث آلهة وثنية بجانب الله (إشراك بالله): اللات والعُزّى ومنات، بنات إله القمر الوثني الأعلى لقبيلة قريش ولشبه الجزيرة العربية في وقت محمد. هذه كانت أربعة أصنام يعبدونها في مكة. تناقش هذه الصفحة هذا الموضوع بمزيد من التفصيل.

19. ضربات مصر.

يخبرنا القرآن في الأعراف 7: 133 أن الله أرسل على المصريين في زمن موسى خمس ضربات: “فأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِين." هذا ليس صحيحا. يخبرنا الكتاب المقدس في خروج 7-11 أنه تم إرسال عشر ضربات ضد المصريين: دم، ضفادع، بعوض، ذباب، موت المواشي، دمامل، بَرَد، جراد، ظلام، وموت كل بكر. بالإضافة إلى ذلك، حدث الطوفان في زمن نوح، قبل زمن موسى بآلاف السنين.

20. عزرا (القرن الخامس قبل الميلاد)؟

يتهم القرآن اليهود بزعم أن عزرا هو ابن الله: "وقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُون” (التوبة 9: 30). هذا اتهام كاذب. كان عزرا كاهنًا وكاتبًا متضلعا في التوراة. لعب دورًا هامًا في تاريخ بني إسرائيل في القرن الخامس قبل الميلاد. لم يدعي اليهود أبدا أنه ابن الله.

(ط) متناقضات في النص القرآني
(عودة إلى قائمة المحتويات)

ينكر القرآن وجود أي متناقضات في نصه: "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا" (النساء 4: 82). على الرغم من ذلك، توجد فيه متناقضات عديدة. هذه حجة قوية ضد الإدعاء بمصدره الإلهي، كما يخبرنا القرآن في الآية السابقة. نقدم قليلا من الأمثلة عن هذه المتناقضات في ما يلي:

1. يدعي القرآن الآتي: "بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ" (البروج 85: 21-22؛ الواقعة 56: 77-80)؛ "وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ" (الأنعام 6: 34، 115؛ يونس 10: 64؛ الحجر 15: 9؛ الكهف 18: 27؛ الواقعة 56: 77-80). هذا الإدعاء بأن القرآن هو كلمة الإله الأسلامي التي لا تتغير المكتوبة على لوح محفوظ في الأبدية يناقض بوضوح مبدأ النسخ (تغيير القرآن) الذي يؤسسه القرآن: "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة 2: 106؛ النحل 16: 101؛ الرعد 13: 39). يتناقض هذا الإدعاء أيضا مع الحقائق التاريخية المعروفة عن التغيرات التي حدثت لنص القرآن وضياع أجزاء منه في تناقله عبر القرون كما شرحنا سابقا. بالإضافة إلى ذلك، في عدد من الفقرات القرآنية، هناك اثنين من المتكلمين: واحد منهم هو إله الإسلام، والآخر هو محمد نفسه، "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (الإسراء 17: 1؛ الأنعام 6: 104-107؛ هود 11: 1-9، 57؛ ياسين 36: 34-36؛ الشورى 42: 7 -11؛ الذاريات 51: 47-60؛ الخ).

2. يناقض مبدأ الوحي الشيطاني في القرآن (الحج 22: 52) تحدي القرآن بأن ينتج أحد مثله: "قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" (الإسراء 17: 88؛ هود 11: 13؛ البقرة 2: 23؛ يونس 10: 38). قبل ابليس هذا التحدي وأعطى الآيات الشيطانية في سورة النجم 53: 19-23. قرأها محمد بنفسه ولم يستطع أن يميز بينها وبين القرآن الآخر. حُذفت هذه الآيات بعد ذلك.

3. ادعى محمد، نبي الإسلام، في القرآن أن إله المسيحيين واليهود (أهل الكتاب) هو إلهه الإسلامي: "... إلهنا وإلهكم واحد..." (العنكبوت 29 : 46؛ البقرة 2: 139).  هذا ليس صحيحا.  من الستحيل أن إله التوراة والإنجيل الحي القدير، وإله الإسلام هما نفس الإله.  توجد إختلافات جذرية بينهما.  الكثير من الصفات الأساسية لإله المسيحية واليهودية تختلف كثيرا عن، وتتناقض مع، صفات إله الإسلام.

4.  تخبرنا آيات الكافرون 109: 1-6 أن محمدا والمشركين المكيين لم يعبدوا نفس الإله.  هذا يتناقض مع آيات أخرى في القرآن.  وفقا لآيات العنكبوت 29: 61-63 والنحل 16: 35 والزمر 39: 3، عرف المشركون المكيون اله محمد وعبدوه.  كان أعلى وأرفع آلهتهم.  الإختلاف الوحيد هو أن محمدا لم يعبد الآلهة المكية الأخرى الأقل شأنا من الإله المكي الأرفع (يونس 10: 104؛ المومن 40: 66).

5.  يأمر القرآن بعبادة الإله الإسلامي وحده (النساء 4: 48، 116؛ الكهف 18: 110؛ إلخ).  لكن يناقض القرآن ذلك عندما يعلن أن إله الإسلام طلب من الملائكة عبادة آدم بعد خلقه، مما يجعل آدم إلها (البقرة 2: 34؛ الأعراف 7: 10-26؛ الحجر 15: 29-44؛ الكهف 18 : 50؛​ طه 20: 115؛  ص 38: 71-77).  أطاع الجميع فيما عدا الشيطان.

6.  يدّعي الإسلام أن كل كلمة في القرآن أتت من الله الإسلامي إلى محمد عن طريق الملاك جبريل.  لكن، هذه الآية تدل على أن الله الإسلامي لا يعرف إرادته: "لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . . ." (الفتح 48: 27).  هذا يناقض الآيات القرآنية التي تؤكد أن الإله إسلامي هو كامل المعرفة (البقرة 2: 29؛ الأنعام 6: 18).

7.  يعلن القرآن أنه "قرآنا عربيا" ويؤكد أنه قد أعطي باللغة العربية (يوسف 12: 2؛ النحل 16: 103؛ طه 20: 113؛ الشعراء 26: 195؛ الزمر 39: 28؛ حم السجدة 41: 3؛ الشورى 42: 7؛ الزخرف 43: 3؛ إلخ).  يعني هذا، أنه ككلمة الله الإسلامي، لا يُمكن ترجمته إلى أي لغة أخرى.  لهذا كل ترجماته ليست كلام الإله الإسلامي.  في أحسن الأحوال، تعتبر ترجماته إعادة صياغته أو تعليق عليه.  يتناقض هذا مع ادعاءات القرآن بأن محمدا قد أُرسل إلى البشرية جمعاء (الأنبياء 21: 107)، وأن الإسلام هو دين لجميع البشر (آل عمران 3: 19، 85)، و أن إله الإسلام هو إله كل البشر مهما كانت لغتهم الوطنية.

كما يخبرنا العالم المسلم السيوطي (ألإتقان، الجزء الثاني، ص. 108-119) أن القرآن يحتوي على ما لا يقل عن 107 كلمات أجنبية مأخوذة من اللغات الفارسية والأشورية والسُريانية والعبرية واليونانية والقبطية والحبشية.  هذا يناقض ما يقوله القرآن في الآيات السابقة بأنه "قرآنا عربيا."

8. يقول القرآن أن إله الإسلام لا يأمر الفحشاء وينهي عنها (الأعراف 7: 28؛ النحل 16: 90).  كما يعلن أنه لا يدمر أي قرية ظلما (الأنعام 6: 131).  لكن، آية الإسراء 17: 16 تناقض ذلك بقولها أن الإله الإسلامي يأمر بالفسق: "وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا."  هذا يعني أن إله الإسلام يعاقب أغنياء القرية لطاعتهم له.  كما أنه يظلم فقراء القرية بمعاقبتهم لشر اغنيائها؟  هذا الشر والظلم يتنافى مع عدالة وقداسة وإخلاص الإله الحي الحقيقي للكتاب المقدس.

9. آية البقرة 2: 131 تدعي أن إبراهيم كان مسلما، على الرغم من أن إبراهيم قد عاش حوالي 2600 سنة قبل محمد وميلاد الإسلام؟  في الواقع، اختلف تماما دين إبراهيم عن الإسلام.  بالإضافة إلى ذلك، يناقض القرآن هذا الادعاء بالقول في مكان آخر أن محمدا كان أول مسلما (الأنعام 6: 14، 163؛ الزمر 39: 12).

10.  مرة أخرى، يدعي القرآن أن تلاميذ يسوع الحوريين كانوا مسلمين (آل عمران 3: 52؛ المائدة 5: 111).  هذا، على الرغم من أنهم قد عاشوا أكثر من 500 سنة قبل ميلاد الإسلام، وإيمانهم تناقض مع تعاليم الإسلام.  آمنوا بالإله الواحد المثلث الأقانيم للكتاب المقدس؛ بلاهوت السيد المسيح؛ بتجسد كلمة (ابن) الله؛ بصلب وموت وقيامة السيد المسيح؛ الخ.  أنكر محمد عقيدتهم المسيحية وهاجمها. بشروا بإيمانهم جميع الأمم بالطرق السلمية.

11. يقر القرآن أن الله قطع عهدا مع اليهود، شعبه المختار (البقرة 2: 40، 47)، وأنه قد أعطاهم أرض كنعان (المائدة 5: 20، 21). رغم ذلك، يدعو القرآن اليهود قردة (البقرة 2: 65؛ الأعراف 7: 166)، وخنازير (المائدة 5: 60). وبالإضافة إلى ذلك، عبر التاريخ الإسلامي، قام المسلمون باضطهاد اليهود بلا هوادة بحسب التعاليم الإسلامية ومثال محمد؟ في الواقع، ادعى محمد أن الحجارة والأشجار سوف تخبرالمسلمين عن اليهود المختبئين خلفهم وتحث المسلمين على قتلهم (البخاري، المناقب 791.56.4؛ الجهاد والسير 177.52.4؛ ومسلم، الفتن 6985.41).

12. آيات الحج 22: 47 والسجدة 32: 5 تعلن أن يوم إله الإسلام مثل ألف سنة.  آية المعارج 70: 4 تناقض ذلك بالقول أن يوم الإله الإسلامي مقداره خمسين ألف سنة.

13. بحسب آيات يونس 10: 3 وطه 20: 109 وسبأ 34: 23 والمؤمن 40: 7 والشورى 42: 5 والنجم 53: 26؛ ومسلم، الإيمان 378.1؛ إلخ، يسمح إله الإسلام ويأذن بالشفاعة، بما في ذلك شفاعة محمد (النساء 4: 64؛ التوبة 9: 103؛ النور 24: 62؛ محمد 47: 19؛ المنافقون 63: 5؛ الخ). تناقض ذلك آيات النساء 4: 123 والزمر 39: 44 والسجدة 32: 4 والبقرة 2: 48، 123، 254 والأنعام 6: 51، 70؛ إلخ عندما تخبرنا أن الشفاعة غير مسموح بها. كما ينفي القرآن احتمال أن خاطىء مثقل بخطاياه يمكنه أن يكفر عن خطايا الآخرين (الأنعام 6: 164؛ الإسراء 17: 15؛ الفاطر 35: 18؛ الزمر 39: 7؛ النجم 53: 38). لذلك، خطايا محمد الجسيمة تجعله غير مؤهل للتشفع لأجل أي إنسان.

14. تخبرنا سور البقرة 2: 62 وآل عمران 3: 55 والمائدة 5: 69 أن المسلمين واليهود والمسيحيين والصابئين سيخلصون في الأبدية.  تناقض هذا سور التوبة 9: 30؛ البينة 98: 6 وآل عمران 3: 85 بقولها: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ."  بالإضافة إلى ذلك، كان الصابئون وثنيين مشركين يعبدون عددا من الآلهة الوثنية مع التركيز على عبادة نجوم.  كيف يمكن خلاصهم في الأبدية؟

15. تقول سورة النساء 4: 48، 116 أن خطيئة الشرك لن تُغفر.  تناقضها سور النساء 4: 153 والفرقان 25: 68-71، إذ يقولا عكس ذلك أنه يمكن غفران خطيئة الشرك؟

16. تحرم آيات البقرة 2: 219 والمائدة 5: 90 الخمر، لكن تسمح به آيات النحل 16: 67 ومحمد 47: 15 والمطففين 83: 25، 26.  بالإضافة إلى ذلك، الخمر هو المشروب المفضل في الجنة الإسلامية الشهوانية (محمد 47: 15؛ الدهر 76: 5، 21؛ المطففين 83: 25).

17. يحدثنا القرآن عن الذين سيذهبون إلى الجنة، فيقول في سورة الواقعة 56: 11-14: "أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ."  تناقض هذا سورة الواقعة 56: 34-40 عندما تقول: "وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ."  هل قليل أم كثير (ثلة) من الآخرين سيذهبون إلى الجنة؟

18. على الرغم من أن القرآن يقرر حقيقة أن الله قد أيد الأنبياء السابقين لمحمد بالمعجزات الخارقة للطبيعة (المائدة 5: 110؛ الأعراف 7: 106-108، 116-119، إلخ)، أعلن محمد في القرآن أنه لا يستطيع عمل أي معجزات: "وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ" (العنكبوت 29: 50؛ طه 20: 133)؛ "أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً" (ألإسراء 17: 93 ب).  لكن الناس لم يقتنعوا بهذه الإجابة وضغطوا عليه مرارا كثيرة كي يريهم معجزة: "بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ" (الأنبياء 21: 5)؛ "وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً" (ألإسراء 17: 90-92).

عكس محمد موقفه بسبب هذه الضغوط وادعى أن القرآن هو معجزته، لأنه أسهل بكثير إنتاج قطعة من الأدب من القيام بمعجزات الطبيعة: "قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" (ألإسراء 17: 88؛ البقرة 2: 23؛ يونس 10: 38). هذا يناقض الأقوال القرآنية الأخرى التي تخبرنا أن محمدا لا يستطيع فعل المعجزات.  دراستنا هنا توضح الحجج المختلفة التي تثبت أن القرآن ليس معجزة.  بالإضافة إلى ذلك، استجابت الجن لهذا التحدي بنجاح بتأليف آيات الجن 72: 1-16.

19. أقوال القرآن عن فترة خلق السماء والأرض متناقضة.  يخبرنا القرآن سبعة مرات أن الله قد خلق الأرض والسماء في ستة أيام (ألأعراف 7: 54؛ يونس 10: 3؛ هود 11: 7؛ الفرقان 25: 59؛ السجدة 32: 4؛ قاف 50: 38؛ الحديد 57: 4).  سورة حم السجدة 41: 9-12 تناقض ذلك إذ تخبرنا أن الله قد خلق السماء والأرض في ثمانية أيام؟ سورة البقرة 2: 29 تخبرنا أن الله قد خلق الأرض قبل السماء. ولكن، تناقض سورة النازعات 79: 30 ذلك بالقول أن الله قد خلق السموات قبل الأرض؟

20. تخبرنا آية آل عمران 3: 42، 45 أن مجموعة من الملائكة بشرت مريم بحبلها بيسوع المسيح. يناقض هذا آية مريم 19: 17-21، إذ تخبرنا أن روح الله على هيئة رجل أتى لمريم وبشرها بحبلها بيسوع المسيح. أجابت مريم في كلا الحالتين بنفس الكلمات قائلة: "أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ" (آل عمران 3: 47؛ مريم 19: 20). هذا يبين أنه قد جاءت إلى مريم بشارة واحدة حيث آمنت بكلمة الله ولهذا فلم تحتج إلى بشارة ثانية.

21. يقول القرآن في سورة يونس 10: 89-92 أن فرعون الذي طارد موسى وبني إسرائيل لم يُقتل في المعركة.  قد نجاه الله من الغرق بعد أن آمن به.  تناقض هذا سور الإسراء 17: 102-103؛ والقصص 28: 40؛ والزخرف 43: 55 إذ يقولوا أن فرعون قد غرق.

22. تخبرنا سورة الأنبياء 21: 76 والصفت 37: 77 أن نوحا وعائلته نجوا من الموت في الطوفان.  تناقض هذا سورة هود 11: 42-43 إذ تخبرنا أن أحد أبناء نوح قد هلك في الطوفان؟  المشكلة الأخرى في سورة هود 11: 40 هي الآتي: لماذا غرق وهلك ألئك الذين آمنوا برسالة نوح؟

23. موقف القرآن من لاهوت السيد المسيح غير منسجم ومتناقض.  إذ بالقرآن آيات تؤيد لاهوت السيد المسيح تأييدا قويا، وبه آيات آخري تنكره.

24. يؤكد القرآن أن الله قد خلق الإنسان في مرتبة أعلى من الملائكة (البقرة 2: 31-34).  لكن القرآن يناقض ذلك بقوله أن الشيطان قد أغوى آدم وحواء بوعدهما بأنهما سيصبحان مثل الملائكة، وسيصبحان خالدان إذا أكلا من الشجرة (الأعراف 7: 20-25).  إذا كانا في مرتبة أعلى من الملائكة، لماذا يطمحان إلى أن  ينخفضان إلى مرتبة الملائكة؟  بالإضافة إلى ذلك، ما كان للموت سلطان عليهما قبل سقوطهما.  يعلمنا الكتاب المقدس أن الموت أصاب الجنس البشري بعد السقوط (التكوين 3: 19).  لماذا يخافان الموت الذي لم يوجد قبل السقوط؟

25. يقول القرآن أن محمدا قد أرسله إلهه "... رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (الأنبياء 21: 107).  يناقض هذا الكثير من الأوامر القرآنية بقتل وتشويه ونهب وإذلال غير المسلمين (التوبة 9: 5، 12، 14، 19، 20، 29، 36، 38، 39، 41، 73، 81، 86، 88، 111، 123؛ البقرة 2: 190، 193، 216، 244؛ إلخ).

26. قال إله الإسلام أنه ليس للشيطان سلطان على عبيده (الإسراء 17: 65).  لكنه ناقض ذلك في الحجر 15: 42 بقوله أن بعضا منهم سوف يتبعون الشيطان.  وبالمثل، في آيات الحجر 15: 39-40 وص 38: 82-83، قال الشيطان أنه لن يغوي عبيد الإله الإسلامي المخلصين.  ناقض ذلك بقوله أنه سوف يضل بعضا منهم (النساء 4: 118-119).

27. يذكر القرآن أن يعقوب كان واحدا من أبناء إبراهيم (الأنعام 6: 84؛ هود 11: 71؛ مريم 19: 49؛ الأنبياء 21: 72). تخبرنا التوراة أن يعقوب كان ابن إسحاق وحفيد إبراهيم. آية إبراهيم 14: 39 تناقض ذلك بحذف يعقوب من أبناء إبراهيم. بالإضافة إلى ذلك، فإن أيوب ليس من نسل إبراهيم كما تقول الأنعام 6: 84 خطأً. لم يقطن أيوب حيث عاش إبراهيم. وقد عاش أيوب قبل زمن إبراهيم.

28. آية الأنبياء 21: 30 تذكر أن جميع الكائنات الحية مخلوقة من الماء. يتناقض هذا مع تأكيدات القرآن في أماكن أخرى بأن الجن قد خُلق من النار (الأعراف 7: 12؛ الحجر 15: 27؛ ص 38: 76؛ الرحمن 55: 15).

29. تعلم النساء 4: 78 أن مصادر الخير والشر هو الله: "... وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّه ..." تناقض النساء 4: 79 ذلك بإعلانها أن الخير من الله والشر من الإنسان: "مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ...."

30. تخبرنا الأنعام 6: 164 أنه لن يُعاقب أي شخص نيابة عن شخص آخر: "... وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ..." إلا أن النحل 16: 25 يناقض ذلك بإعلانه أن المذنبين سيحتملون عقاب أعمالهم بالكامل، بالإضافة إلى عقاب بعض ذنوب الذين تبعوهم: "ليَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ..." يناقض العنكبوت 29: 13 ذلك للمرة الثانية بإعلانه أن المخطئين سوف يتحملون أعبائهم وأعباء الآخرين: "وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ..."

31. بحسب الأعراف 7: 120-122، أعلن سحرة فرعون مصر إيمانهم برب موسى وهارون بعد أن تغلب موسى على سحرهم. لكن يونس 10: 83 يناقض ذلك ويخبرنا أنهم لم يؤمنوا بإله موسى: "فمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ...."

(ي) مبدأ إلغاء (نسخ) الوحي الإلهي المزعوم
(عودة إلى قائمة المحتويات)

يُؤسس القرآن مبدأ نسخ (إلغاء) وحي إلهي سابق (البقرة 2: 106؛ النحل 16: 101؛ الرعد 13: 39). نناقش المشاكل والوشوشة الناتجة من هذا المبدأ في هذه الصفحة. هذا المبدأ يؤدي إلى فقد الثقة في الوحي المزعوم والشك في أن مصدره إلهي.

(ك) مبدأ الوحي الشيطاني
(عودة إلى قائمة المحتويات)

نناقش مبدأ الوحي الشيطاني في القرآن والمشاكل التي يسببها في هذه الصفحة.

(ل) وحي المنفعة الشخصية
(عودة إلى قائمة المحتويات)

يحتوي القرآن على وحي مريح لمنفعة محمد ومتعته الشخصية.  تقدم هذه الآيات القرآنية حجة قوية ضد المصدر الإلهي للقرآن.  إدعى محمد في عدد من المناسبات أن إلهه قد سمح له بما يحلو لشهواته وأهوائه المفرطة. يبدو أن محمدا قد وضع الكلمات التي خدمت مآربه في فم إلهه لتبرير نزواته.  فيما يلي أمثلة قليلة عن وحي المنفعة الشخصية في القرآن:

1. من حق محمد أن لا يعدل في معاملة زوجاته، وذلك بتأجيل دور أي منهن في الجماع كيفما شاء.  كما كان من حقه أن يأخذ إلى فراشه أية امرأة مسلمة وهبت نفسها له (الأحزاب 33: 50-51).  قالت له عائشة أصغر زوجاته ردا على هذه الآيات: "...ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" (البخاري، تفسير القرآن 311.60.6).

2. تزوج محمد زينب بنت جحش، زوجة زيد، ابنه بالتبني، بعد أن طلقها زيد (الأحزاب 33: 37). فقد اشتهى حسنها. بذلك، إرتكب محمد فحشاء الزواج بالمحارم. بعد أن انتقد الناس ذلك الزواج المحرم، ادعى محمد أن إلهه وافق على ذلك الزواج المحرم (الأحزاب 33: 37)، وألغى التبني في الإسلام (الأحزاب 33: 4).

3. عندما أراد محمد المزيد من الزوجات، أو إنهاء التشاجر بين زوجاته، إدعى أنه قد تلقي وحيا سريعا لتحقيق ذلك (الأحزاب 33: 28-34).

4. عندما اضجره الناس في منزله، أو عاملوه بقلة احترام، ادعى أنه قد تلقي وحيا يحدد القواعد المتعلقة بالأوقات المناسبة للزيارات (الأحزاب 33: 53-58؛ الحجرات 49: 1-5).

5. مارس محمد علاقة جنسية مع مريم المصرية، خادمة زوجته حفصة ابنة عمر بن الخطاب، في بيت حفصة. لقد خان زوجته حفصة. غضبت حفصة جدا عندما عادت إلى بيتها واكتشفت ذلك. حاول محمد تهدئتها بأن حلف يمينا انه لن يلمس خادمتها مرة أخرى. لكنه استمر يشتهي مريم المصرية. لذلك، ادعى أن إلهه قد سمح له بكسر يمينه (التحريم 66: 1-5؛ البخاري، الذبائح والصيد 427.67.7؛ الأحكام 260.89.9).

6. إنتشرت الشائعات بأن عائشة، أصغر زوجات محمد، قد زنت مع صفوان بن المُعتل السلامي. لم يرد محمد أن يطلقها، لأنه رغبها. لذلك ادعى أنه قد تلقى وحيا يتطلب أربعة شهود من الرجال. أدى هذا إلى براءتها (النور 24: 4، 11-20).

(م) إدعاءات عددية؟
(عودة إلى قائمة المحتويات)

في محاولة يائسة لإثبات المصدر الإلهي للقرآن، بعض الإسلاميين يدّعون أن به معجزة تكتشفها الآلة الحاسبة؟  يزعمون أن الآية الأولى من القرآن--"بسم الله الرحمن الرحيم" (الفاتحة 1: 1)—تحتوي على 19 من الحروف العربية، وأن كل كلمة في هذه الآية يتم ذكرها في القرآن عددا من المرات من مضاعفات الرقم 19.  الكلمة الأولى "بسم" توجد 19 مرة في القرآن، والكلمة الثانية "الله" 19×142 مرة، والكلمة الثالثة "الرحمن" 19×3 مرة، والكلمة الأخيرة "الرحيم" 19×6 مرة. الرقم 19 هو رقم مبهم رمزي في القرآن (المدثر 74: 30)، وفي الدين البهائي الهرطقي.

هذا الادعاء غير صحيح للآسباب التالية:

1. في الإعتبار الأول، الآية الأولى في القرآن لا تحتوي على 19 حرفا عربيا، بل تحتوي على 21 من الحروف العربية.  إنها تحتوي على 19 حرفا عربيا فقط إذا تجاهلنا اثنين من حروف العلة (الحركة) العربية (ألف)  الغير مكتوبة في الكلمتين الثانية والثالثة، ولكن إشتملنا في العد حرف العلة العربي "ي" في الكلمة الرابعة.  ينبغي أن يتبع عد الحروف قواعد اللغة العربية الصحيحة.

2. الكلمة الأولى من الآية "بسم" كلمة مركبة تتكون من حرف الجر "ب" المتصل بالكلمة "إسم."  بحسب "فهرس كلمات القرآن الكريم" لعبد الباقي (دار إحياء التراث العربى، ​​بيروت، لبنان، 1945، ص 361-362)، الكلمة المركبة "بسم" توجد ثلاث مرات فقط في القرآن.  الكلمة البسيطة "اسم" توجد 19 مرة.  الكلمة المركبة "اسمه" توجد خمس مرات في القرآن.  من الواضح أن 3 +19 +5 = 27 لا تقبل القسمة على 19.  وإذا أضفنا إلى ذلك 12 مرة لهذه الكلمة في صيغة الجمع، لأصبح مجموع مرات وجود هذه الكلمة في القرآن 39 مرة، وهو لا يقبل القسمة على 19.

3. يضيف الإسلاميون إلى عدد كلمة "الله" في القرآن عدد كلمة "لله،" وهي كلمة مركبة من حرف الجر "ل" وكلمة "الله،" لجعل المجموع قابل القسمة على 19.  يشبه هذا حرف الجر "ب" في أول كلمة في الآية الذي ناقشناه سابقا.  يريدن أن يستعملوا معايير مزدوجة.  يتجاهلون الكلمة المركبة "بسم" في عدهم لهذه الكلمة، لأن المجموع الناتج لا يقبل القسمة على 19.  بينما يضيفون تعداد الكلمة المركبة "لله" لتعداد الكلمة الثالثة في الآية لكي يحصلوا على مجموع قابل القسمة على 19.

4. توجد الكلمة الثالثة في الآية "الرحمن" 19x3=57 في القرآن.

5. الكلمة الأخيرة في الآية "الرحيم" توجد فقط 34 مرة في شكل مطابق.  وتوجد 81 مرة أخرى بدون أداة التعريف ليصبح المجموع 115 مرات.  كما توجد مرة واحدة في صيغة الجمع ليصبح المجموع 116 مرة.  لا 115 ولا 116 تقبل القسمة على 19.

يثبت هذا التحليل أن الإدعاء بأن الرقم 19 يمثل معجزة في القرآن ليس صحيحا. إنه ادعاء كاذب مزيف، بسبب طريقة الإختيار الموضوعي للحروف والكلمات، والأرقام الزائفة الكثيرة. في الواقع، في بحثه المدعو "المعجزة العددية للقرآن،" دحض العالم الإسلامي الشهير بلال فيلبس بشكل قاطع الحجج المختلفة للرقم تسعة عشر لأنها تستند إلى طريقة غير متناسقة، واختيارات عشوائية ومعلومات ملفقة.

إن إدعاءات الإسلاميين بمطابقات عددية في نص القرآن تعتمد على تحليل النص القرآني بشكل غير متسق والعبث بكلماته. على سبيل المثال، لا يستخدم القرآن كلمة "يوم" 365 مرة. يستخدمها 360 مرة فقط. يتلاعب مروجوا هذا الإدعاء بالنص القرآني فيضيفوا خمس كلمات أخرى اختلقوها ولفقوها—كلمات ليست "يوم." يستخدمون نفس الأسلوب بالنسبة لعدد مرات كلمة "شهر" في النص القرآني، والمطابقات العددية لكلمات "رجل/إمرأة" و "هذا العالم/الآخرة." اللغة العربية هي لغة سامية وأساس/جذر كلماتها ثلاثي الأحرف. لذلك، كلمات عربية مختلفة تشبه إلى حد بعيد بعضها البعض في الهجاء. يستغل الإسلاميون ذلك ويحاولون التلاعب بالنص القرآني ليختلقوا مطابقات عددية خيالية.

(ص) أدلة باطلة عن وحي إلهي مزعوم
(عودة إلى قائمة المحتويات)

زعم محمد القريشي أن وحيا إلهيا دعاه إلى النبوة، وأعطاه القرآن. تخبرنا التعاليم الإسلامية التقليدية أن محمدا ادعى أنه قد تسلط عليه روح عندما كان معتزلا في غار حراء. كان يبلغ من العمر آنذاك أربعين عاما. إعتصرته تلك الروح بقوة ثلاثة مرات لدرجة أنه لم يستطع التنفس وظن أنه سيموت مختنقا (بخاري، بدء الوحي 3.1.1). ثم أعطته أول قرآن الذي احتوى على أول أخطاء القرآن وهو أن الله قد "خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ" (العلق 96: 2). كان ذلك من الواضح روح شيطاني شرير، لأنه حاول أن يؤذيه. لم يشاهد أحد هذا اللقاء المزعوم. لهذا لا يمكن اثباته. في البداية، ظن محمد أن جن أو شيطان يخدعه، أو قد تكون المغارة مسكونة. ولكن زوجته الأولى خديجة وابن عمها ورقة بن نوفل حثاه على الاعتقاد بأن ذلك كان وحيا الهيا. من المستحيل أن يكون هذا نداءا نبيلا إلى النبوة. إرتعب محمد من قوة روحية شريرة قاسية، مما دفعه إلى التفكير في الانتحار في مناسبات متعددة. لم يكن هذا الملاك جبريل كما ظنوا خطآ. ولم تكن هذه الحادثة بأكملها عملا إلهيا، لأن ملائكة الإله الحي الحقيقي لا تعذب أنبياءه ورسله بل يطمئنوهم ويعطوهم سلاما وأمانا. لا يُكره الله الحي الحقيقي أي أحد على النبوة، لأنه يحترم حرية الإختيار التي قد منحا لمخلوقاته العاقلة.

في الواقع، لم يحدث البتة في تاريخ البشرية أن دعا الإله الحي الحقيقي إلى النبوة أي نبي يهودي أو رسول مسيحي بهذه الطريقة المخيفة المرعبة. لا يُرهب الإله القدوس الأمين خدامه وأنبياءه. نعطي هنا بعض أمثلة عن طرق دعوة الرب لأنبيائه ورسله. دعا الرب موسى إلى النبوة هكذا: "وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ حَمِيهِ كَاهِنِ مِدْيَانَ فَسَاقَ الْغَنَمَ إِلَى وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ وَجَاءَ إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ! فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هَذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟» فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى مُوسَى». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». فَقَالَ: «لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى هَهُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ». ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلَهُ أَبِيكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ... فَالآنَ هَلُمَّ فَأُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ»" (خُرُوجِ 3: 1-6... 10).

دعا الله صموئيل النبي مباشرة: "... وَصَمُوئِيلُ مُضْطَجِعٌ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ الَّذِي فِيهِ تَابُوتُ اللَّهِ، أَنَّ الرَّبَّ دَعَا صَمُوئِيلَ، فَقَالَ: «هَئَنَذَا». وَرَكَضَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هَئَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَقَالَ: «لَمْ أَدْعُ. ارْجِعِ اضْطَجِعْ». فَذَهَبَ وَاضْطَجَعَ. ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ وَدَعَا أَيْضاً صَمُوئِيلَ. فَقَامَ صَمُوئِيلُ وَذَهَبَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هَئَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَقَالَ: «لَمْ أَدْعُ يَا ابْنِي. ارْجِعِ اضْطَجِعْ». (وَلَمْ يَعْرِفْ صَمُوئِيلُ الرَّبَّ بَعْدُ، وَلاَ أُعْلِنَ لَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ بَعْدُ). وَعَادَ الرَّبُّ فَدَعَا صَمُوئِيلَ ثَالِثَةً. فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هَئَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَفَهِمَ عَالِي أَنَّ الرَّبَّ يَدْعُو الصَّبِيَّ. فَقَالَ عَالِي لِصَمُوئِيلَ: «اذْهَبِ اضْطَجِعْ، وَيَكُونُ إِذَا دَعَاكَ تَقُولُ: تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ وَاضْطَجَعَ فِي مَكَانِهِ. فَجَاءَ الرَّبُّ وَوَقَفَ وَدَعَا كَالْمَرَّاتِ الأُوَلِ: «صَمُوئِيلُ صَمُوئِيلُ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ»" (صموئيل الأول 3: 3-10).

دعا الرب إلى النبوة إِشَعْيَاءَ وحِزْقِيَالَ في رؤى إلهية كالآتي. "فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ الْهَيْكَلَ. السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ. بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ: «مَنْ أُرْسِلُ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» فَأَجَبْتُ: «هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي»" (إِشَعْيَاءَ 6: 1-2، 8). "كَـانَ فِي سَنَةِ الثَّلاَثِينَ، فِي الشَّهْرِ الرَّابِعِ، فِي الْخَامِسِ مِنَ الشَّهْرِ, وَأَنَا (حِزْقِيَالَ) بَيْنَ الْمَسْبِيِّينَ عِنْدَ نَهْرِ خَابُورَ أَنَّ السَّمَاوَاتِ انْفَتَحَتْ، فَرَأَيْتُ رُؤَى اللَّهِ" (حِزْقِيَالَ 1: 1).

بدأ يسوع عمله التبشيري بعد أن اعتمد في نهر الأردن. كلمه الله الآب مباشرة "...وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (مرقس 1: 9-11). لم يكن هناك فزع، هلع، اكتئاب أو شكوك. ولقد دعا السيد المسيح رسله الأحبار بأن طلب منهم أن يتبعوه بطريقة سلمية ودية. "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: سلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا " (يُوحَنَّا 20: 21)؛ "وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِياً عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ.  فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ».  فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ.  ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا فَدَعَاهُمَا. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ" (مَتَّى 4: 18-22).

لم يرى أحد على الاطلاق ما ادعى محمد أنه الملاك جبرائيل (بخاري، الإستئذان 266.74.8). لم يذكر محمد جبريل في الجزء المكي من القرآن. ذكره لأول مرة في البقرة 2: 97-98، بعد ثلاثة عشر عامًا من بدء تبشيره (623م)، بعد هجرته إلى المدينة المنورة، وبعد حوالي ست وثمانين سورة من القرآن؟ يخبرنا التعليم الإسلامي أنه عندما كان يأتي لمحمد الوحي المزعوم بالقرآن كانت تحدث له تشنجات عصبية ويتصبب عرقه ويزبد فمه. لم يعاني أي من أنبياء الكتاب المقدس الحقيقيين في أي وقت من هذه الأعراض. هذا يعني أنه كان مصابا إما بمرض الصرع أو بمرض عصبي آخر، أو كان متسلطا عليه شيطان. يشبه ذلك ما يحدث لممارسي السحر الأسود والوسطاء الروحيين. في الواقع أخرج السيد المسيح أرواحا شريرة كانت تعذب الشخص المتسلطة عليه بهذه الطريقة عينها: "وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْجَمْعِ صَرَخَ: «يَا مُعَلِّمُ أَطْلُبُ إِلَيْكَ. اُنْظُرْ إِلَى ابْنِي فَإِنَّهُ وَحِيدٌ لِي. وَهَا رُوحٌ يَأْخُذُهُ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً فَيَصْرَعُهُ مُزْبِداً وَبِالْجَهْدِ يُفَارِقُهُ مُرَضِّضاً إِيَّاهُ. وَطَلَبْتُ مِنْ تَلاَمِيذِكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا». فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ وَأَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمِ ابْنَكَ إِلَى هُنَا». وَبَيْنَمَا هُوَ آتٍ مَزَّقَهُ الشَّيْطَانُ وَصَرَعَهُ فَانْتَهَرَ يَسُوعُ الرُّوحَ النَّجِسَ وَشَفَى الصَّبِيَّ وَسَلَّمَهُ إِلَى أَبِيهِ. فَبُهِتَ الْجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ اللهِ" (لُوقَا 9: 38-43). هذا بالضبط ما كان يحدث لمحمد القريشي عندما كان يدعي بالوحي. أكان هذا وحيا شيطانيا، وليس وحيا إلهيا؟

تشنجات عصبية مؤدية إلى غيبوبة مثل التي انتابت محمد عند ادعائه بوحي القرآن، وما قاساه في غار حراء ليست معجزات للإله الحقيقي الحي وليست علامات نبوة ووحي إلهي. الإله الحي الحقيقي قدوس وأمين ومحب. لا يخون أنبياءه الذين يخدمونه ولا يُعذبهم بقسوة. ملائكة الإله الحقيقي الحي لا يعذبون أنبيائه ورسله. يعلمنا الكتاب المقدس أنه عندما كان جبرائيل الملاك يظهر لشخص، كان يعطيه سلاما وأمانا: "فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا... أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ..." (لُوقَا 1: 13، 19)؛ "وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ" (لُوقَا 1: 26-27، 30؛ 2: 10؛ متى 28: 5-6؛ يوحنا 14: 27).

قبل دخول مكة، أمر محمد قادة جيشه بقتال فقط الذين قاوموهم باستثناء عدد قليل من الأشخاص أراد محمد قتلهم حتى لو وجدوهم مختبئين تحت ستائر الكعبة. كان عبد الله بن أبي سرح واحدا من هؤلاء الأشخاص (الطبري 178:8). كان مسلما من الذين اعتادوا كتابة الوحي القرآني المزعوم لمحمد. إعتاد أن يقترح لمحد كلماتا وجملا بأكملها لتحسين بلاغة القرآن. وافق محمد على الكثير من هذه الإقتراحات وأدرجها في وحيه القرآني. ناقض ذلك نهي القرآن عن تغيير نصه (يونس 10: 15؛ الحآقة 69: 40-46). أقنع ذلك عبد الله بأن محمدا لم يتلقى أي وحي في الواقع، لأنه لو كان ذلك الوحي المزعوم من الله ما أمكن تغيير كلماته بحسب اقتراحات كاتب. ولذلك ترك الإسلام. لقد عرف أكثر من اللازم. ولهذا لعنه محمد في آية الأنعام 6: 93 وأراد قتله. تشفع عنه عثمان ابن عفان، شقيقه بالتربية، وأنقذ حياته (أبو داود، الحدود 4345.38، 4346؛ تفسير الطبري؛ تفسير القرطبي؛ الخ). يوجد هذا التحريف في القرآن حتى يومنا هذا.

لم يكن عبد الله بن أبي سرح الوحيد الذي أثر على نص القرآن. إذ قد أضاف محمد آياتا تلبية لرغبات عمر بن الخطاب (البقرة 2: 98، 125، 187؛ التحريم 66: 5؛ الخ)، وصحابته (النساء 4: 95؛ النور 24: 16؛ الخ)، وزوجاته (آل عمران 3: 195؛ المائدة 5: 6؛ الأحزاب 33: 35؛ البخاري، الصلاة 395.8.1؛ السيوطي (ألاتقان، أسباب النزول)؛ البيضاوي؛ الطبري؛ إلخ).

مما يؤكد تأكيدا وطيدا قطعيا أن محمدا لم يحصل على وحي إلهي أن كثيرا من أعماله وتعاليمه كانت شريرة لا تتفق إطلاقا مع قدسية ومحبة الإله الحي الحقيقي. حذرنا السيد المسيح قائلا: "ﭐحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً" (مَتَّى 7: 15-17).

كان محمد زير نساء، وقد مارس تعدد الزوجات.  كان لديه 13 زوجة بالإضافة إلى محظيات وإماء وأسرى حرب ونساء مسلمات سلمن أجسادهن له (الأحزاب 33: 50).  إرتكب محمد فحشاء الزنا بالمحارم عندما تزوج بزينب بنت جحش زوجة ابنه بالتبني زيد بعدما طلقها زيد (الأحزاب 33: 37).  إنتهك محمد حرمة الطفلة عائشة بنت أبي بكر بحجة الزواج عندما تزوجها وكانت طفلة تبلغ من العمر ست سنوات، ثم دخل عليها وهي طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات.  كان محمد مسئولا عن أول مذبحة إسلامية في التاريخ الإسلامي الدموي الطويل، وهي مذبحة قبيلة بني قريظة، آخر قبيلة يهودية في المدينة، في عام 627 حيث تم قتل كل رجال القبيلة (800-900 رجلا) بحد السيف (بخاري، الجهاد والسير 280.52.4).  نُهبت ثروتها وبيعت نساءها وأطفالها في سوق الرقيق.  حث محمد أتباعه المسلمين على قتل معارضيه، ثم مدحهم لارتكاب الجريمة.  أدى هذا إلى قتل عصماء بنت مروان وهي ترضع طفلها في بيتها، وقتل أبي عفق وكان شيخا يبلغ من العمر مئة وعشرون سنة، وقتل كعب ابن الأشرف (بخاري، المغازي 369.59.5)، وقتل أبي رافي سلام، إلخ.  على فراش موته، طلب من أنصاره أن يُخرجوا الذين لم يقبلوا الإسلام من الجزيرة العربية (البخاري، الجهاد والسير 288.52.4؛ المغازي 716.59.5؛ فرض الخمس 392.53.4، 380).

كانت زوجة محمد الأولى خديجة (امرأة) هي التي أقنعته أنه لاقى ملاكًا، وليس شيطانًا. رغم ذلك، علّم محمد أن مستوى المرأة أقل من الرجل (النساء 4: 34). نصيب المرآة من الميراث هو نصف نصيب أخيها. شهادة المرأة في القضاء تعادل شهادة نصف رجل (البقرة 2: 282). علم محمد ضرب الزوجة (النساء 4: 34)؛ رضاعة الكبار؛ الزواج العرفي؛ تعدد الزوجات (النساء 4: 3)؛ وانتهاك حرمات الطفلات القاصرات بحجة الزواج. كما علم محمد قتل واسترقاق الأطفال الغير مسلمين (مسلم، الجهاد والسير 4321.19-4323)؛ قتل وقهر الغير مسلمين (التوبة 9: 5، 29؛ محمد 47: 4؛ إلخ) لنشر الإسلام بحروب عدوانية (الجهاد الإسلامي)؛ الكذب والخداع للدفاع عن المسلم ولنشر الإسلام (التقية)؛ الفردوس الإسلامي الوهمي المادي الشهواني المليء بتعدد الزوجات وشراهة الطعام والشراب (الطور 52: 17-24)؛ العقوبات الوحشية من الرجم وقطع أعضاء الجسد البشري والجلد؛ إلخ من سلبيات وشرور. أوصى أيضا محمد بقتل المسلمين المرتدين الذين تركوا الإسلام ورفضوا العودة إليه. هذا انتهاك صارخ لأحد حقوق الإنسان الرئيسية—حقه في اختيار دينه.

تطول قائمة اللاأخلاقيات والفظائع التي ارتكبها محمد وعلمها. الإله الحي الحقيقي قدوس لدرجة أنه: "...إِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً" (أَيُّوبَ 4: 18). أللإله الحي الحقيقي يكره الشر ويدينه بشدة: "لأَنَّكَ أَنْتَ لَسْتَ إِلَهاً يُسَرُّ بِالشَّرِّ لاَ يُسَاكِنُكَ الشِّرِّيرُ" (المَزَامير 5: 4). مستواه ووصاياه الأخلاقية أرفع بكثير جدا من مستوى أعمال وتعاليم محمد القريشي. لا يدعو الإله الحقيقي إلى النبوة رجالا يرتكبون خطايا هائلة مميتة ولا يندمون ويتوبون عنها مثل محمد القريشي. أنبياؤه يعطون المثل والقدوة الصالحة، ويجتهدون أن يعيشوا حياة مقدسة كاملة بلا لوم. نسب تعاليم لاأخلاقية وخواص مزيفة للإله الحي هو خطية تجديف ضده.

ألاستنتاج المنطقي لما سبق هو أن دعوة محمد المزعومة للنبوة، والوحي المزعوم بالقرآن، وأعماله وتعاليمه الشريرة لم تصدر من الإله الحي الحقيقي القدوس على الإطلاق.

(ع) أمية محمد؟
(عودة إلى قائمة المحتويات)

في محاولاتهم العقيمة لإثبات الإعجاز في القرآن، يدعي الإسلاميون أن محمدا كان أميا لا يستطيع القراءة والكتابة. حتى لو كانت أمية محمد حقيقة، فإنها لا تشير إلى مصدر إلهي للقرآن. كان الشاعر اليوناني الكلاسيكي الشهير هومر أعمى لا يستطيع القراءة والكتابة. لكنه ألف اثنين من القصائد الملحمية الأكثر شهرة، الإلياذة والأوديسة، المكونة من أكثر من سبعة وعشرين ألف سطرا. لم يكن ذلك وحيا إلهيا. ومع ذلك، أدلة هامة من القرآن والحديث تشير إلى أن محمدا قد عرف القراءة والكتابة.

يُعرّف القرآن الأميين بأنهم ألئك الذين ليس لديهم كتب مقدسة.  إنهم أميون دينيا، إذ يجهلون الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية (الشورى 42: 52؛ إلخ).  لذلك، في الجزيرة العربية قبل الاسلام، كان العرب الوثنيون أميين (البقرة 2: 78؛ آل عمران 3: 20، 75؛ الجمعة 62: 2؛ الأعراف 7: 157-8).  أمية محمد لا تعني انه لا يستطيع القراءة والكتابة.  بل تعني انه لا يعرف الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية.

في الواقع، تدل أول سورة قالها محمد على أنه كان يعرف القراءة: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ... اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ" (العلق 96: 1-3).  بالإضافة إلى ذلك، آيات قرآنية أخرى تدل على أنه قد عرف القراءة والكتابة: "وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ..." (العنكبوت 29: 48؛ الفرقان 25: 5).

إهتم بمحمد عمّه أبو طالب وعاله لعدة عقود في منزله.  كان يحبه أكثر من أبنائه.  هذا يعني أن محمدا قد حصل على نفس تعليم ابن عمه علي ابن أبي طالب.  لقد ألف علي كتابا بعنوان "نهج البلاغة."  يخبرنا الحديث بأن محمدا قد كتب نص اتفاقية الحديبية مع المكيين بنفسه عندما رفض علي كتابتها.  يخبرنا الطبري وأبو بكر أن محمدا طلب حبرا وجلود للكتابة قبل موته (البخاري، الجهاد والسير 288.52.4؛ المغازي 716.59.5).  بالإضافة إلى ذلك، تمكن محمد من إدارة الأعمال التجارية لخديجة بنجاح لمدة سنوات مما يشير إلى أنه قد عرف القراءة والكتابة.

لقد قام ورقة بن نوفل، كاهن الكنيسة الإبيونية الهرطقية المكية وابن عم خديجة، بترجمة الإنجيل العبري، وهو نسخة ناقصة غير تقليدية من إنجيل متى، من العبرية إلى العربية.  كانت ترجمة ورقة ليست دقيقة.  يحتوي القرآن المكي على تعاليم من هذا الإنجيل الهرطقي الغير قانوني، مما أدى إلى دخول بدع مسيحية في المعتقدات والممارسات الإسلامية.  هذا هو الإنجيل الوحيد الذي استخدمه الإبيونيون.  إحتفظ الإبيونيون ببعض تعاليم وتقاليد يهودية، واعتقدوا أن خلاص الإنسان لا يتوقف فقط على الإيمان العامل بالسيد المسيح، ولكن، أيضا على ممارسة شريعة موسى النبي.  أنكروا لاهوت السيد المسيح وصلبه.

كان محمد تلميذ ورقة لمدة سنين.  تعلم منه الهرطقات المختلفة.

(ن) إستنتاج
(عودة إلى قائمة المحتويات)

على الرغم من أن القرآن يحتوي على القليل من المبادئ الأخلاقية الشائعة الجيدة، مثل الكرم، واحترام الوالدين، الخ، تغطيها وتزيد عليها كثيرا المبادئ الشريرة الرديئة المدمرة من اضطهاد النساء وغير المسلمين، إلى الدعوة إلى العنف (الجهاد المسلح العدواني)، والعقوبات الوحشية، والإزدراء بالمنطق البشري، وما إلى ذلك من المبادئ القرآنية الضارة بالتقدم الأخلاقي والإجتماعي.

إنك لفي احتياج إلى أن تتأمل وتفكر في الأدلة السابقة الهامة، وأن تقوم ببحثك الخاص حتى تصل إلى استنتاجك النهائي. كما أنك في احتياج إلى أن تصلي وتطلب من الروح القدس للإله الواحد الحي أن يرشد تفكيرك ويوجهك إلى الاتجاه الصحيح.

في كتابه، "ثلاثة وعشرون سنة: دراسة العمل النبوي لمحمد،" Allen and Unwin, London, 1985، يستنتج علي داشتي، العالم المسلم الإيراني-العربي المشهور، الآتي:

"لكن في مجال التعليم الأخلاقي لا يمكن اعتبار القرآن معجزة. كرر محمد أسس أدركتها البشرية في أماكن كثيرة منذ قرون قبله. كنفوشيوس، بوذا، زرواستر، سقراط، موسى، ويسوع (عيسى) قالوا أشياءا مشابهة" (ص. 54).
"لا بلاغة القرآن ولا أوامره في الأخلاقيات والشريعة معجزة"(ص. 57).

نشعر أن الحقائق والأدلة الواضحة القوية في هذه الدراسة تؤدي إلى الاستنتاج الوطيد أن القرآن لا يمكن اعتباره معجزة على أساس محتوياته وبلاغته المزعومة. بالقرآن مشاكل لغوية تشمل أخطاء في النحو العربي، وأخطاء في هجاء بعض الكلمات، وكلمات أجنبية. للقرآن قراءات متعددة مختلفة، حيث لا يمكن معرفة نصه الأصلي. بالقرآن أخطاء علمية، وأخطاء في التاريخ، وتناقضات في نصه. ينادي القرآن بمبدئي نسخ الوحي الإلهي، والوحي الشيطاني المريبين. يعني هذا أن الإسلام يعطي معرفة ناقصة وغير محددة بما يدعي بأنه الوحي النهائي الكامل لكل الأزمنة! كما أن العلامات المصاحبة لدعوة محمد المزعومة للنبوة، والوحي المزعوم بالقرآن لم تصدر من الإله الحي الحقيقي القدوس.

يمكن اقتفاء معظم محتويات القرآن إلى مصادر يهودية ومسيحية هرطقية (الغنوصية، الآريوسية، الدوسيتية، الخ)، ومصادر زرداشية فارسية، وممارسات وتقاليد عربية وثنية قديمة سبقت الإسلام. حصل محمد على هذه المعلومات من سلمان الفارسي، جبر المسيحي، أبو فوكيها ياسار، وآخرين. "... إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" (الأنعام 6: 25؛ الأنفال 8: 31؛ النحل 16: 103؛ المؤمنون 23: 83؛ الفرقان 25: 4؛ الخ).  مزج محمد مواد من هذه المصادر في القرآن.  هذا من سمات الأشخاص الذين يعانون من مرض الصرع.

كان الكاهن الأبيوني ورقة بن نوفل معلم ومستشار محمد لمدة سنين. كان تأثيره كبيرا على محمد. كان هدفه إعداد محمد لخلافته في زعامة الكنيسة الأبيونية الهرطقية في مكة. بعد موت ورقة، توقف وحي محمد المزعوم نحو ثلاث سنوات. يحتوي القرآن المكي على تعاليم من المذهب الأبيوني الهرطقي. بالإضافة إلى ذلك، أثر على محمد جده عبد المطلب، ودايته الحبشية بركة، المعروفة باسم "أم أيمن،" وعمه أبو طالب، الذي تبناه بعد وفاة جده. إنتمي كل منهم إلى المذهب النصراني الإبيوني الهرطقي للمسيحية. كانوا موحدين حنيفيين. في مناسبات قليلة، أعطى محمد آيات قرآنية بناءا على اقتراحات أتباعه، عمر بن الخطاب، إلخ (البخاري، الصلاة 395.8.1).

بعد دراسة وتحليل مفصل للنص القرآني، استنتج علماء غربيين أن محتوياته، وكلماته المحذوفة، وتكرار آياته يشير إلى أنه حصيلة تطور عضوي من تقاليد شفوية وكتابية متداولة مستقلة أصلا خلال فترة طويلة من الإنتشار في أول قرنين للإسلام . لا يمكن أن يُعزى النص التقليدي للقرآن إلى شخص واحد، محمد، فقط.

هذه المشاكل الهائلة تشكل حججا قوية تدحض وتفند المزاعم الإسلامية بأن للقرآن مصدر إلهي وبأنه كلمة الله التي تم تلقينها لمحمد بدون أي تأثير بشري ثم صانها الله من أي تغيير وتحريف.  الحجة الرئيسية لنبوة محمد ولصدق الإسلام هي أن القرآن معجزة.  حيث أن القرآن ليس معجزة، لا يوجد أي أساس أو برهان يدعم إدعاء محمد بالنبوة وصدق الإسلام.

سوف تساعدك هذه الصفحة وتلك على اتخاذ الخطوة التالية.

بالمواقع التالية معلومات ودراسات أضافية في موضوع بحثتا:
1. هل من أعجاز في القرآن؟
2. القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم
3. نقد القرآن
4. الإسلام
5. معضلة القرآن
6. إسلاميات