ألجهاد الإسلامي

قائمة المُحتويات:
( أ ) مقدمة
(ب) الجهاد الإسلامي
(1) عقيدة الجهاد الإسلامي
أ. الجهاد في القرآن والحديث والشريعة
ب. قدوة نبي الإسلام

ج. قواعد الجهاد الإسلامي
د. الذمة

(2) مقتطفات من تاريخ الجهاد الإسلامي
أ. مطلع العصر الإسلامي
ب. العصور الوسطى

ج. مذابح الأرمن
د. مذابح جنوب السودان

ه. فظائع الجهاد في الولايات المتحدة الأمريكية
(3) الطرق المختلفة للجهاد الإسلامي
أ. الإغتيالات
ب. ألإنكشارية

ج. ألعدالة الأهلية
د. ألجهاد بالقانون

ه. ألسيطرة على النظام التعليمي
و. ألجهاد بالمال

ز. وسائل أخرى للجهاد
(ج) الحروب القديمة في الكتاب المقدس
( د) حروب العالم المسيحي
(1) العقيدة المسيحية بخصوص الحرب
(2) أمثلة للحروب العادلة

(3) الحروب الصليبية
(ه) إستنتاج


آيات للتأمل من الكتاب المقدس:
"طَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدْلٌ. جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ سُبُلاً مُعَوَّجَةً. كُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لاَ يَعْرِفُ سَلاَماً" (إِشَعْيَاءَ 59: 8)؛ "... لاَ تَخَافُوهُمْ بَلِ اذْكُرُوا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ، وَحَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَنِسَائِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ" (نَحَمْيَا 4: 14)؛ "لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ: ... لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ" (اَلْجَامِعَةِ 3: 1، 8)؛ "إِنْ كَانَ مُمْكِناً فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ" (رُومِيَةَ 12: 18)؛ "لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ" (رُومِيَة 12: 21)؛ "انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَداً عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ" (تَسَالُونِيكِي الأُولَى 5: 15)


( أ ) مقدمة

لا يرغب الله القدير الحي للكتاب المقدس الحروب، ولا تسره أبدا. الحرب تؤدي إلى أهوال وويلات كثيرة من الخوف والموت والفوضى والدمار والخراب والمعاناة البشرية. لقد بلغ عدد القتلى خمسة وعشرين مليون جنديا وأربعة وعشرين مليون مدنيا في الحرب العالمية الثانية. الحرب هي من مسئوليات الدولة. لكنها في الواقع، من نتائج الطبيعة البشرية الساقطة (يعقوب 4: 1). الاغتراب والتباعد بين الإنسان والله يؤدي إلى الاغتراب والتباعد بين الإنسان والإنسان. الحرب هي إحدى مظاهر وأعراض الاغتراب والتباعد بين الإنسان والإنسان. ومع ذلك، قد يسمح الله القدير بالحروب، ليحقق أهدافه من الدينونة والفداء بواسطتها.

يتناول هذا التحليل مبدأ الجهاد الإسلامي (الحرب المقدسة الإسلامية) لنشر دين الإسلام وفرض شريعة إله الإسلام في جميع أنحاء الأرض. عقيدة الدين القسري في الإسلام هي فريدة من نوعها. لا توجد في أي دين آخر. كما نقدم أمثلة من تاريخ الجهاد الإسلامي منذ ميلاد الإسلام إلى العصر الحديث. بالإضافة إلى ذلك، نقدم تحليلا موجزا عن الفروق الجوهرية بين الجهاد الإسلامي من جهة، وبين الحروب القديمة في الكتاب المقدس والحروب المسيحية من جهة أخرى. يشمل هذا شرحا للمبدأ المسيحي بأن بعض الحروب ليست فقط عادلة ولها ما يبررها، ولكنها أيضا أعمال أخلاقية فاضلة وصالحة وجيدة. كما نناقش الحروب الصليبية المسيحية في القرون الوسطى مع التركيز على البيئة التاريخية لذلك العصر.

يقوم الإسلاميون والأكاديميون الليبراليون ووسائل الإعلام في الغرب بتطهير الجهاد الإسلامي من العنف عن طريق تحريف التاريخ الإسلامي والتعاليم الإسلامية. ينشرون نسخة منقحة مصقولة للإسلام لم توجد في التاريخ من أجل خداع الغربيين الأبرياء. يُعتبر الإسلام الذي ينشرونه هرطقة في البلاد الإسلامية. إنه تزييف للإسلام التقليدي التاريخي. يحجب هذا الحقيقة، ويعرقل إمكانية التوصل إلى فهم واضح لما يواجهه الغرب. عادة يحجب الأفراد والمنظمات الإسلامية حقيقة الجهاد الإسلامي باستخدام لغة معتدلة عند الإشارة إليه من أجل عدم إثارة المخاوف، وحتى لا يعزلوا أنفسهم. حديثهم مُضل، ويذكرنا بلغة الدعاية السوفيتية في العقود الماضية.

تدفع اللياقة السياسية كثير من الأكاديميين الغربيين إلى أن يتجنبوا أو يغيروا المعنى الأساسي للجهاد في الشريعة الإسلامية والتاريخ الإسلامي بإزالة العنف منه. كما أنهم يريدون حماية الحضارة الغير غربية من الانتقادات. بالإضافة إلى ذلك، لا يريد بعض منهم أن يخسر التمويل الذي يحصلون عليه من الدول العربية الغنية بالنفط لبرامجهم الأكاديمية.

(ب) الجهاد الإسلامي

يمكن التمييز بين نوعين مختلفين من الجهاد الإسلامي: نمطا روحيا (جهاد داخلي في قلب الإنسان)، ونمط الحرب المقدسة لنشر الإسلام بالعنف والسعي لتوسيع مجال الإمبراطورية الإسلامية بالقوة. 2% فقط من أحاديث البخاري المتعلقة بالجهاد تتناول الجهاد الروحي. 98% من أحاديث البخاري المتعلقة بالجهاد تحث على جهاد العنف والقتال كأسمى عمل إسلامي. لم يمارس محمد الجهاد الروحي على الإطلاق ليكبح ويقمع شهواته الجنسية الجامحة، وتعطشه للدماء والغنائم في القتال. تتمسك الطائفة الصوفية الإسلامية الصغيرة المهمشة بالجهاد الروحي. لكن المفهوم الرئيسي الشائع للجهاد الإسلامي لمدة أربعة عشر قرنا من التاريخ الإسلامي هو القتال في معارك عسكرية هجومية لتوسيع أراضي الإسلام، وقهر شعوب أخرى للإسلام، وفرض الشريعة الإسلامية. هذا هو المعنى التاريخي الأساسي التقليدي للجهاد الإسلامي المقنن في الشريعة الإسلامية، ويؤكده التاريخ الإسلامي. يسعى الإسلاميون المعاصرون إلى فرض الشريعة الإسلامية على العالم بأجمعه وإعادة الخلافة الإسلامية الإستبدادية التي ألغاها كمال أتاتورك، أبو تركيا الحديثة، في عام 1924 لتجديد وتمدين تركيا.

ليس هناك شك من السجل التاريخي لمحمد، نبي الإسلام، وأتباعه أنه قد قصد المفهوم الحرفي لآيات الجهاد في القرآن، وليس المفهوم الروحي (النساء 4: 95؛ الأنفال 8 : 65؛ الخ). في الواقع، أجمعت آراء الفقه الإسلامي على تعريف الجهاد كحرب عدوانية ضد غير المسلمين منذ أكثر من ألف سنة مضت. لقد وُلد محمد في بيئة الصراع القبلي وسفك الدماء. بدلا من تحسينها، أدمج مبادؤها في الإسلام من خلال مفهوم الجهاد العنيف. إحتفظ بتقاليد العنف والقتال كأساس لبقاء الإسلام. الجهاد الحربي عقيدة أساسية في الإسلام. ساعد في تعريف الإسلام منذ فجره الباكر. وُلد الإسلام كأيديولوجية إرهاب استبدادي. تاريخ الإسلام هو تاريخ الجهاد الإسلامي.

يقسم الفكر الإسلامي العالم إلى قسمين: ألمناطق الإسلامية تدعى دار الإسلام، والمناطق الغير إسلامية تدعى دار الحرب. في حين أن الحروب هي الاستثناء من القاعدة في تاريخ أي حضارة، لكنها العرف السائد في الحضارة الإسلامية في دار الحرب (البلاد الغير إسلامية). توجد حالة من الصراع الدائم بين العالم الإسلامي وبقية العالم. لا يمكن وجود سلام حقيقي بين دار الإسلام ودار الحرب. الجهاد هو عقيدة إسلامية أساسية، وليس مجرد حدث منفرد معزول في التاريخ الإسلامي. التاريخ الطويل الدامي للإسلام يعكس هذه العقيدة. فهو يعج بتحرشات ومضايقات مستمرة واضطهادات وقهر وقتل الغير مؤمنين بالإسلام. لقد كانت جميع معارك محمد هجومية عدوانية باستثناء معارك الأحود (625 م) والخندق (627 م) التي كانت دفاعية.

على الرغم من أن محمد قد أعلن في سورة البقرة 2: 256؛ والكافرون 109: 6 أنه لا يوجد إكراه في الدين، فقد ألغى ونسخ هذا المبدأ في البقرة 2: 193؛ آل عمران 3: 83، 85؛ النساء 4: 89، 101-102؛ الأنفال 8: 9، 12-13؛ التوبة 9: 5، 29؛ محمد 47: 4؛ الحشر 59: 7؛ إلخ. في الواقع، آية السيف (التوبة 9: 5) التي تأمر المسلمين أن يقاتلوا جميع الذين يختارون عدم اعتناق الإسلام، سواء كانوا داخل أو خارج الجزيرة العربية، قد نسخت وألغت ما لا يقل عن 124 آية في القرآن تتحدث عن المحبة والسلام والتسامح (إبن جوزي، السيوطي، الجلالين، إبن كثير، إلخ). مارس محمد، وحث علي، الاضطهاد والغزو العسكري والقهر والإكراه وقتل غير المسلمين. بينما يمنع الإسلام المسلمين من دفع أو تحصيل الفائدة، يسمح لهم بابتزاز الأموال من غير المسلمين واستغلالهم بالربا لتكون لهم اليد العليا.

في نهاية حياته، أعلن محمد، نبي الإسلام، قائلا: "... ونُصرت بالرعب فبينما أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي ..." (البخاري، الجهاد والسير 220.52.4). على فراش موته، طلب من أتباعه أن يطردوا الذين لم يقبلوا الإسلام من الجزيرة العربية (البخاري، الجهاد والسير 288.52.4؛ المغازي 716.59.5؛ فرض الخمس 392.53.4، 380). بدأ هذه العملية (مسلم، الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ 4366.19)، وأتمها أتباعه بعده (البخاري، المزارعة 531.39.3؛ مسلم، البيوع 3763.10). في الواقع، حتى يومنا هذا، من غير القانوني بناء كنيسة في السعودية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشرطة الدينية تغير على أي منزل يجتمع فيه المسيحيون للعبادة، ويلقوا القبض على القائم بالخدمة ويعذبوه في السجن.

(1) عقيدة الجهاد الإسلامي

الإسلام ليس دين سلام. هو ايديولوجية سياسية تتطلب حرب دائمة. إنه الدين الوحيد في العالم اليوم الذي يدعو إلى العنف الدائم ضد غير المسلمين، ويسميه "الجهاد" (الحرب المقدسة). القرآن والحديث لا يذكران أبدا أن "الإسلام هو دين السلام." على العكس، آيات كثيرة في القرآن تحث المسلمين على شن الجهاد ضد أولئك الذين يرفضون الإسلام، وضد المسلمين الذين لا يمارسون الإسلام بالكامل. يحتوي القرآن على سورة كاملة عن غنائم الحرب تدعى سورة الأنفال #8. لا يوجد بالقرآن سورة تسمى سورة "السلام". ست وخمسون آية فقط في القرآن بأكمله تذكر السلام، ومعظمها تذكره في سياق التحية الإسلامية "السلام عليكم." آيات أخرى تتحدث عن السلام الذي يحدث بعد معركة عسكرية. يركز القرآن كثيرا على موضوعي الجهاد وعذاب جهنم. تضع هذه التعاليم الانتقام ضد أعداء إله الإسلام في أيدي المسلمين. تصرح للمسلمين بقتل غير المسلمين.

تظهر كلمة "الجهاد" في أشكالها المختلفة خمس وثلاثون مرة في القرآن: تسع مرات في السور المكية، وست وعشرون مرة في السور المدنية. تستخدم كلمة "جهاد" في القرآن في تعبير "الجهاد في سبيل الله،" أي "القتال في سبيل الله." يظهر فعل "قتل" في تصريفاته المختلفة حوالي مائة وثلاثة وعشرون مرة في القرآن: أربع وثلاثون مرة في السور المكية، وتسع وثمانون مرة في السور المدنية. زيادة هذه الكلمات في القرآن المدني يعكس نمو القوة العسكرية لنبي الإسلام بعد هجرته إلى المدينة. قليل من استخدام هذه الكلمات في سياق غير عسكري. تُستخدم كل من هاتين الكلمتين عشر مرات في سياق الحرب في سورة التوبة القرآنية، التي يُعتقد أنها كانت من أواخر سور القرآن. في الواقع، كل من آياتي التوبة 111 والنساء 74 تحتوي على ثلاثة كلمات من تصريفات الفعل "قتل": "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُون فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ... "(التوبة 9: 111). استعداد المسلم للانخراط في الجهاد يدل على أنه يؤمن حقا بالإسلام (التوبة 9: 44).

على النقيض من ذلك، فإن الكتاب المقدس يحتوي على 420 آية على موضوع السلام. لقد سعى الإنسان إلى السلام منذ العصور القديمة (إشعياء 52: 7). السلام الداخلي العميق هو هدية من الله الحي للنفس البشرية. لا يستطيع الإنسان أن يحقق السلام لنفسه. "وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيليبي 4: 7)؛ "وَرَبُّ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُعْطِيكُمُ السَّلاَمَ دَائِماً مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. الرَّبُّ مَعَ جَمِيعِكُمْ" (تسالونيكي الثانية 3: 16؛ يعقوب 3: 17-18)؛ "لاَ سَلاَمَ قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ" (إشعياء 48: 22؛ 57: 20-21؛ 59: 1-4، 7-11؛ إلخ). "لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ" (رُومِيَةَ 12: 21).

في الواقع، كل القرآن والتعاليم الإسلامية تدعوا إلى الجهاد في أشكاله المختلفة: الجهاد بالمال، الجهاد بالكلام المكتوب والمنطوق، والجهاد بالسيف. الآيات القرآنية التي لا تشير إلى الجهاد بشكل مباشر أو غير مباشر تطالب المسلمين أن ينخرطوا في أمة عسكرية واحدة على أساس عقيدة واحدة، ومجموعة مشتركة من الطقوس، وقواعد موحدة للسلوك. ألمطلوب من الشخص الذي أُجبر على اعتناق الإسلام أن يشارك في الطقوس الدينية الإسلامية اليومية ليظهر التضامن والوحدة الإسلامية (تلاوة القرآن، طقوس الصلاة اليومية، إلخ). هذا على الرغم من أنه يعتقد في أعماق ضميره أن الإسلام هو دين باطل يكرهه بشدة. يمكن ممارسة الجهاد في كافة أشكاله فقط عندما يكون هناك مجتمع منظم ومنضبط لممارسته. القرآن يحرك ويدفع الأمة الإسلامية لفرض الإسلام على بقية الجنس البشري بكافة الوسائل الممكنة، بما في ذلك السيف.

هدف الجهاد هو أسلمة سكان البلاد المقهورة إما عن طريق الضغط عليهم لاعتناق الإسلام، أو عن طريق إجبارهم على الخضوع للحكم الإسلامي. الغرض الرئيسي من الجهاد هو سياسي، وليس ديني. هو أداة لنشر الدين الإسلامي، ولإقامة إمبراطورية عالمية إسلامية. ينبغي أن يستمر الجهاد الإسلامي حتى يخضع العالم كله لحكم الشريعة الإسلامية. كل مذاهب الفقه للشريعة الإسلامية السنية والشيعية تأمر بشن الحروب ضد الذين لا يؤمنون بالإسلام من أجل فرض حكم الشريعة الإسلامية عليهم. الحرب هي الوسيلة الرئيسية لنشر الدين الإسلامي. بدون سيف محمد وأتباعه من بعده، ما وُجد الإسلام اليوم. في أكثر من ألف سنة من الغزو العسكري الذي لم يسبق له مثيل، غزت الجيوش الإسلامية مناطق شاسعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحتى أوروبا. سيطر العرب والبربر المسلمون على معظم أسبانيا لمدة ثماني مئة سنة، والبرتغال لمدة ست مئة سنة، واليونان وبلغاريا لمدة خمس مئة سنة، ورومانيا وصربيا لمدة أربع مئة سنة، وسيسلي لمدة ثلاث مئة سنة، والمجر لمدة مئة وخمسين سنة.

يؤكد مؤرخون مسلمون، مثل أحمد بن يحيى البلاضوري (ت. 892) والطبري (838-923)، الحقيقة التاريخية أن الإسلام قد انتشر بحد السيف.

أ. الجهاد في القرآن والحديث والشريعة

الجهاد العنيف هو مبدأ رئيسي في الإسلام. أكد نبي الإسلام مرارا وتكرارا أنه لا يوجد شيء أفضل وأنبل للمسلم من أن يشترك في حروب الجهاد (البخاري، الإيمان 26.2.1؛ مسلم، الإمارة 4642.20). إدعى أن الانخراط في حروب الجهاد هو أفضل من الصلاة والصوم والحج. وحذر المسلمين الذين لم يشاركوا في حروب الجهاد من العقاب (أبو داود، الجنائز 2497.14). وعلّم أن المسلمين الذين يقاتلون في معارك الجهاد سيكافؤون بمرتبة أعلى وأرفع في الجنة الإسلامية (النساء 4: 95؛ مسلم، الإمارة 4645.20).

يحث الإسلام المسلمين إلى نشر الإسلام بإخضاع وقهر غير المسلمين، وقتلهم، وتدمير معابدهم، ونهب ممتلكاتهم. بوجه عام، الالتزام في المشاركة في الجهاد الحربي هو مسئولية جماعية (عمدة السالك، o9.1). يصبح التزاما شخصيا إجباريا عندما تغزوا الأراضي الإسلامية قوات غير مسلمة (عمدة السالك، 3.9o). تؤيد وتشجع التعاليم الإسلامية أعمال العنف للمسلمين المتعصبين. قال محمد: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله" (البخاري، الجهاد والسير 196.52.4؛ الإيمان 25.2.1؛ إلخ). الجهاد هو واجب ديني للمسلم، مثل الحج (البقرة 2: 216). رفض الجهاد هو رفض عقيدة قرآنية أساسية. يشجب القرآن المسلمين الذين يرفضون القتال في الجهاد (الأنفال 8: 20، 47، 49؛ التوبة 9: 24، 39، 81-82). تعتبر بعض الجماعات الإسلامية المسلمين التي لا يشاركون في الجهاد كفارا. أولئك الذين يشاركون في الجهاد يحتلون مرتبة أعلى في الإسلام. عمدة السالك، مرجع المذهب الشافعي للشريعة الإسلامية، o9.8 يأمر بالجهاد العسكري لفرض الأسلام على الغير مسلمين بالقوة حتي نهاية العصر عند المجيء الثاني للسيد المسيح.

تكثر في القرآن الدعوة إلى الجهاد وإلى قتل الذين يرفضون الإسلام والمرتدين الذين يتركون الإسلام. يحتوي القرآن على حوالي 164 آية تشير إلى حروب الجهاد ضد غير المسلمين وتوزيع غنائم الحرب. 24% من القرآن المدني يدعو إلى الجهاد.

"قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (إله الإسلام) وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ (الإسلام) مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (المسيحيين واليهود) حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" (التوبة 9: 29)؛
"فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَد فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (التوبة 9: 5، 12، 14، 19، 20، 29، 36، 38، 39، 41، 44، 45، 73، 81، 86، 88، 111، 123؛ البقرة 2: 190، 193، 216، 244؛ آل عمران 3: 169؛ النساء 4: 47، 74، 76، 77، 84، 89، 95؛ المائدة 5: 33، 51؛ الأنفال 8: 12-17، 39، 59-60، 65، 67، 74؛ الأنبياء 21: 44؛ محد 47: 4-6، 35؛ الفتح 48: 16؛ الحجرات 49: 15؛ الممتحنة 60: 1، 4، 11؛ الصف 61: 4؛ التحريم 66: 9؛ إلخ).

يحث القرآن المسلمين على قتل حتى ألئك الذين يريدون الإستسلام (الأنفال 8: 67). يدعي القرآن أن الإسلام أسمى من كل الأديان الأخرى (آل عمران 3: 85؛ التوبة 9: 33؛ الفتح 48: 28؛ الصف 61: 9؛ الخ). أوامر القرآن الخاصة بشن حروب الجهاد الهجومية العدوانية الظالمة لأسلمة الغير مسلمين أوامر مفتوحة دائمة عالمية وعامة تنطبق على كل الأزمنة وكل شعوب العالم. لا يوجد مثيل لها في أي دين آخر. هذا هو ما يدفع الإسلاميين لإرهاب وقتل غير المسلمين على غرار محمد، نبي الإسلام.

من المروع حقا قراءة هذه الأوامر المتعطشة للدماء في القرآن، أقدس كتاب للإسلام. تمنح هذه الأوامر المجاهدين الإسلاميين رخصة للقتل باسم الإله الإسلامي في الجهاد الإسلامي. الكراهية الشديدة والعنف الدموي ضد غير المسلمين هما من التعاليم الرئيسية للإسلام. يُعتبر هذا تقديم غير المسلمين كقرابين بشرية لإرضاء إله الإسلام، مثلما اعتاد أن يفعل البربر الوثنيون في العصور القديمة المظلمة. إنها لحقيقة تاريخية أنه ،باستثناء بعض الجزر الإندونيسية، لم تقبل أي أمة على وجه الأرض الإسلام طوعا. من ناحية أخرى، لا توجد أمة اعتنقت المسيحية كرها في الثلاث قرون الأولى للمسيحية.

بالإضافة إلى ذلك، بصحيح البخاري وصحيح مسلم مئات الأحاديث التي تحث على حروب الجهاد. في الواقع، يكرس صحيح البخاري كتاباً كاملاً، الجهاد والسير 52.4، لتعاليم محمد عن الجهاد. صحيح مسلم يفعل بالمثل (كتاب الجهاد والسير 19). نقدم هنا عينة من التعاليم الإسلامية عن العنف من أحاديث صحيح البخاري الذي هو التالي في الأهمية للقرآن في الإسلام السني. أنه يحتوي على حوالي 199 أحاديث عن الجهاد بمعنى الحروب المسلحة ضد غير المسلمين. لا يوجد حديث قوي على الجهاد الروحي. قال محمد، نبي الإسلام:

"مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة" (البخاري، الجهاد والسير 46.52.4، 44، 50؛ الإيمان 35.2.1)؛
"ما من عبد يموت له عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى" (البخاري، الجهاد والسير 53.52.4)؛
"لا هجرة بعد الفتح (فتح مكة) ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا" (البخاري، الجهاد والسير 42.52.4، 196؛ 25.2.1؛ مسلم، الإمارة 4696.20؛ إلخ).

جميع مذاهب الشريعة السنية الرئيسية الأربعة، المالكي والحنبلي والحنفي والشافعي، متفقون على أهمية الجهاد. منذ بداية الإسلام، فهم علماء الدين الإسلامي البارزين من المذاهب الأربعة الرئيسية في فقه الإسلام التاريخي بوضوح أن الأوامر القرآنية للجهاد تحث على الحرب المقدسة لنشر الإسلام بالقوة. هذا يشمل الطبري (838-923)، البيدوي (ت. 1286)، وابن خلدون (1332-1406)، ابن كثير (1301-1373)، ابن تيمية (1263-1328)، الغزالي (1058 - 1111) الذي كان متصوفا مسالما، الخ.

عمدة السالك، مرجع المذهب الشافعي للشريعة الإسلامية، يخصص 11 صفحة في ثلاثة أبواب 9o، 10o، 11o للجهاد. شن الحروب على الذين لا يؤمنون بالإسلام هي إحدى التزامات الأمة الإسلامية. ينبغي على الأمة الإسلامية أن تكون في حالة حرب دائمة، تتخللها الهدنة المؤقتة، مع العالم الغير مسلم الذي يرفض الإسلام من أجل إجباره إما على اعتناق الإسلام، أو على الخضوع للحكم الإسلامي. في حالة ضعف الدولة الإسلامية عسكريا، تطلب الهدنة والسلام لمجرد كسب الوقت لبناء قوتها العسكرية (محمد 47: 35). ينبغي أن يدفع الجزية ألئك الذين يرفضون الدعوة لاعتناق الإسلام في ذل ومهانة وخضوع في أوطانهم. فأذا رفضوا، تُعلن الحرب ضدهم (مسلم، الجهاد والسير 4294.19؛ الخ). كما يصر مذهب الشيعة الإسلامي على ضرورة الجهاد. يفتقر الإسلام إلى أي مبدأ للتعايش السلمي مع غير المسلمين في مساواة. في الواقع، لا يسمح الإسلام بالتعايش السلمي على قدم المساواة في مجتمع يشمل أناسا يعتنقون أديانا مختلفة.

يقسم الإسلام البشرية إلى طبقتين: طبقة عليا من المسلمين (آل عمران 3: 110؛ التوبة 9: 33)، وطبقة وضيعة من غير المسلمين. هناك أكثر من أربعمائة آية في القرآن تصف عذاب الجحيم ألذي أعده إله الإسلام لغير المسلمين. وهناك ما يقرب من سبعمائة آية في أكثر من خمسين سورة قرآنية تشير إلى اليهود بطريقة سلبية واضحة (النساء 4: 47؛ المائدة 5: 13؛ الخ). يجرد القرآن غير المسلمين من إنسانيتهم ويحتقرهم ويدعوهم "... شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ..." (الأنفال 8: 55؛ الأعراف 7: 179)، و"... شَرُّ الْبَرِيَّةِ" (البينة 98: 6؛ المجادلة 58: 20). ويدّعي أن اليهود قد تحولوا إلى قردة (البقرة 2: 65؛ الأعراف 7: 166)، واليهود والمسيحيين إلى خنازير (المائدة 5 : 59-60). ويشبه اليهود بالحمير (ألجمعة 62: 5). كما يقول أن اليهود ملعونون بسبب عدم إيمانهم (المائدة 5: 78، 64)، وأنهم أعداء المسلمين (المائدة 5: 82). ولقد ادعى محمد أن المسلمين سوف يبيدوا اليهود عند نهاية العالم. "عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله" (البخاري، الجهاد والسير 177.52.4؛ مسلم، الفتن وأشراط الساعة 6981.41-5).

يأمر القرآن المسلمين أن يتجنبوا الصداقات مع غير المسلمين، بما في ذلك المسيحيين واليهود (آل عمران 3: 28، 118؛ النساء 4: 89، 101، 144؛ المائدة 5: 51، 82)، حتى لو كانوا آبائهم أوأبنائهم أوإخوتهم أو أقربائهم (التوبة 9: 23؛ المجادلة 58 : 22؛ الممتحنة 60: 4). أبو عبيدة ابن جاره، الذي حاز مديح نبي الأسلام، قتل أبيه لرفضه الإسلام. مُصعب ابن عُمير لم يلبي صراخ أمه طالبة المساعدة وتركها تموت لأنها رفضت الإسلام. هدد أبو بكر، أول الخلفاء الراشدين، أبيه بالقتل إذا رفض الإسلام، وحاول أن يقتل ابنه الغير مسلم. قتل عمر ابن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، أقاربه الغير مسلمين.

يضمن الإسلام أن المجاهد، الذي يُقتل في الجهاد الإسلامي من أجل إله محمد، سيُكافأ بالجنة الإسلامية التي تعج بالطعام والشراب والنساء، وسيتجنب عذاب القبر والجحيم الهائل (الصف 61: 10-13؛ الدخان 44: 51-56؛ الطور 52: 17-29؛ الرحمن 55: 46-78؛ التوبة 9: 111؛ آل عمران 3: 157-8، 169؛ النساء 4: 74؛ الفاطر 35: 50؛ محمد 47: 6؛ إلخ). وفقا للعقيدة الإسلامية، الإستشهاد في الجهاد الاسلامي هو الوسيلة الوحيدة المؤكدة التي تُجنب المسلم عذاب القبر والجحيم المروع، وتضمن وصوله الى الجنة الإسلامية. كما أنه يؤدي إلى غفران ذنوب المجاهد باستثناء ديونه (مسلم 4649.20، 4650). منع محمد صلاة الجنازة على الشهداء، وتحظر الشريعة الإسلامية تلك الصلوات (البخاري، المغازي 406.59.5؛ الجنائز 427.23.2؛ عمدة السالك g20.4). في الواقع، عند موت مسلم في الجهاد، لا يتم غسل جثته وإلباسها ملابس نظيفة. توضع في تابوته تماما كما مات. بقع الدم عليها هي الشاهد له أمام إله الإسلام. الإعتقاد الشائع أنها علامة شرف تؤدي إلى أن تعامله الملائكة بطريقة متميزة خاصة.

من ناحية أخرى، إذا عاش المجاهد بعد القتال، فإنه يحصل على نصيبه من غنائم الحرب التي تشمل ثروة ونساء (الأنفال 8: 41، 60). بالإضافة إلى ذلك، يحصل على مغفرة خطاياه (الصف 61: 11-12)، ومحبة الإله الإسلامي (النساء 4: 95؛ الأنفال 8: 16). وإذا كان قد قتل غير مسلم، ضمن حصوله على الجنة الإسلامية (مسلم، الإمارة 4661.20).

لقد قال محمد: "واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف" (البخاري، الجهاد والسير 73.52.4، 72، 46، 48، 53؛ فرض الخمس 386.53.4). وعد محمد بهذه المكافآت الوهمية، التي ليست إلا سراب صحراء، من أجل تحفيز وحث البدو الأميين على القتال والموت لبناء الإمبراطورية العربية الإسلامية. ما استطاع أن يعطيهم سببا للحياة، فأعطاهم سببا للموت.

ب. قدوة نبي الإسلام

تاريخ الإسلام منذ بدايته حتى الآن هو جهاد إسلامي طويل ضد غير المسلمين. يحض القرآن المسلمين أن يقتدوا بسلوك محمد (الأحزاب 33: 21). في السنوات العشر التي عاشها في المدينة (622-632 م)، إنخرط محمد، نبي الإسلام، في خمسة وسبعين غارات ومعارك. كان هو المعتدي في ثلاثة وسبعين من هذه الغارات والمعارك والحملات عسكرية الواسعة النطاق والإغتيالات لقتل معارضيه. هذا يعني أكثر من سبعة اغتيالات، غارات ومعارك في كل سنة من السنوات العشر التي حكم فيها المسلمين من المدينة في بداية العصر الإسلامي. يديه ملوثة بالكثير من دماء الضحايا الأبرياء. لم يشارك شخصيا في ثمانية وأربعين من تلك الغارات والمعارك. رافق شخصيا مقاتليه المسلمين في سبع وعشرين من هذه الغارات والمعارك. في تسعة من هذه المعارك، كان في ساحة المعركة يقاتل الى جانبهم. لقد اعتاد محمد أن يأمر أتباعه وقادة جيشه بقتل أولئك الذين لم يؤمنوا بإلهه، بدون أي تمييز بين المقاتلين والمدنيين.

مول نبي الإسلام حملاته العسكرية بمختلف الطرق. كان له مصدرين رئيسيين للتمويل: الغنائم التي نهبها من أعدائه المهزومين، وضريبة الجزية المفروضة على غير المسلمين. معظم العرب الذين اعتنقوا الإسلام وحاربوا في معارك الجهاد قد فعلوا ذلك من أجل الحصول على الغنائم المغتصبة من القبائل والشعوب المهزومة التي رفضت الإسلام. لقد كان الدافع الرئيسي للمقاتلين المسلمين جشعهم للغنيمة من الثروة والنساء (الفتح 48: 19-20). حصلوا على أربعة أخماس غنائم المعركة، وحصل محمد، أو خليفته من بعده، على الخمس الباقي (الأنفال 8: 41). وبذلك جعل إله الإسلام محمد وأتباعه أثرياء (الضحى 93: 8؛ التوبة 9: 74؛ البخاري، الحوالة 495.37.3). وزع محمد نصيبه من الغنيمة كما رغب على أقاربه واليتامى والمعوزين والمسافرين والمسلمين الجدد الذين اعتنقوا الإسلام حديثا ليحرضهم على البقاء في الإسلام (التوبة 9: 60؛ البخاري، فرض الخمس 373.53.4؛ أحاديث الأنبياء 558.55.4؛ مسلم، الزكاة 2313.5).

السورة الثامنة في القرآن تدعى سورة "الأنفال،" التي تعني "غنائم الحرب". كتاب بأكمله في صحيح البخاري يُدعى "كتاب فرض الخمس." شملت غنيمة المعركة أسرى الحرب من النساء والأطفال الذين تم بيعهم كعبيد من أجل الربح. ازدهرت تجارة الرقيق في الجزيرة العربية في بداية العصر الإسلامي. يصف القرآن الغنيمة بأنها"... حلالا طيبا ..." ويشجع نهب وسلب الغير مسلمين واستعباد أبنائهم ووضع نسائهم في التسري (الأنفال 8: 69؛ النساء "4: 24؛ مريم 19: 21؛ الأحزاب 33: 27؛ الفتح 48: 15؛ إلخ). في الواقع، كانت أول غارة إسلامية على قافلة تجارية مكية سلمية هي غارة النخلة لنهب وسرقة متاعها. الحصول على الغنائم هو ما يحفز قطاع الطرق والقراصنة.

ج. قواعد الجهاد الإسلامي

بحسب الشريعة الإسلامية المؤسسة على القرآن والحديث وإجماع علماء الإسلام، تتلخص القواعد الرئيسية للجهاد في ما يلي. هذه القواعد غير أخلاقية واستغلالية:

1. قد يستعبد المسلمون نساء وأطفال الشعوب المقهورة التي رفضت الإسلام (عمدة السالك 13.9o). يقنن الإسلام العبودية في الشريعة الإسلامية. بيع البشر في سوق الرقيق أنتج الكثير من الثروة لمحمد وأتباعه. حظر قتل النساء والأطفال لم يكن للرحمة، ولكن من أجل الربح الذي نتج من بيعهم في سوق الرقيق. ومع ذلك، إذا قتلهم مسلم، فلا لوم عليه.

2. يتم إلغاء زواج هؤلاء النساء بعد أسرهن. قد يتم إجبارهن على الزواج من أسيادهن المسلمين، وأضافتهن إلى حريمهم (النساء 4: 24).

3. وأسوأ من ذلك، يُسمح للمسلم المجاهد اغتصاب أسرى الحرب من النساء. علي، ابن عم محمد وزوج ابنته فاطمة، فعل هذه القباحة، ودافع عنه محمد (البخاري، المغازي 637.59.5). الإسلام يقنن ويُشرع اغتصاب المجاهدين المسلمين لأسرى الحرب من النساء (مسلم، النكاح 3371.8، 3373-7، 3432). الإسلام هو الدين الوحيد في العالم الذي يشجع ويسمح بجريمة اغتصاب أسرى الحرب من النساء كمكافأة للجنود المسلمين لقهر الغير مسلمين.

4. يُسمح للمجهادين المسلمين قتل الشيوخ والرهبان المسيحيين (عمدة السالك o9.10)، والنساء والأطفال في غارات اليل (البخاري، الجهاد والسير 256.52.4؛ مسلم، الجهاد والسير 4321.19-4323).

5. أسرى الحرب من غير المسلمين مصيرهم إما القتل أو الإسترقاق أو اطلاق السراح أو الفداء بمال أو بأسير مسلم (الأحزاب 33: 26؛ محمد 47: 4؛ عمدة السالك o9. 14).

6. كان على العرب الوثنيين أن يختاروا إما الموت أو اعتناق الإسلام. سُمح للرجال الذين اعتنقوا الإسلام الإحتفاظ بممتلكاتهم وأطفالهم (التوبة 9: 5، 11، 14، 33؛ البخاري، الجهاد والسير 263.52.4).

7. قد يستولى الغزاة المسلمون على الممتلكات المدنية للشعوب المغلوبة، بما في ذلك منازلهم وبساتينهم، أو يدمرونا (الأحزاب 33: 27؛ الحشر 59: 5، 2؛ البخاري، الجهاد والسير 262.52.4، 263؛ مسلم، الجهاد والسير 4324.19).

8. الجهادي المسلم الذي يقتل غير مسلم في الجهاد يحصل على ممتلكاته. هذا ما يسمى بالغنيمة الشخصية. وبالإضافة إلى ذلك، انه يحصل على نصيبه من أربعة أخماس الغنائم الجماعية للمعركة.

9. يمنح الغزاة المسلمون أهل الكتاب (اليهود والمسيحيين) ثلاثة خيارات (التوبة 9: 29؛ مسلم، الجهاد والسير 4294.19): إما اعتناق الإسلام، أو الإحتفاظ بعقيدتهم ودفع ضريبة الجزية وهم يعيشون تحت الحكم الإسلامي، أو القتال إذا رفضوا أول خيارين. ومع ذلك، يمكن للمسلمين شن هجمات مفاجئة على غير المسلمين، وقتلهم واغتصاب ممتلكاتهم. لم يكن ذلك ممنوعا لأن الضحايا ليسوا مسلمين، وليسوا تحت حماية الدولة الإسلامية.

يسمح الإسلام لليهود والمسيحيين البقاء في معتقداتهم كأهل الذمة تحت الحكم الإسلامي (مواطنين من الدرجة الثانية في أوطانهم). لكن، منذ فجر التاريخ الإسلامي حتى الآن، يمارس المسلمون على نطاق واسع إرغام وإكراه المسيحيين واليهود على تغيير دينهم في العالم الإسلامي. ذلك، لأن التعاليم الإسلامية تحتقر غير المسلميين الذين مصيرهم الجحيم الإسلامي. القتال والعداء والكراهية الموجهة نحو غير المسلمين هي جزء من العقلية الإسلامية.

د. الذمة

ادخل نبي الإسلام مفهوم الذمة في الإسلام. فبعد قهر اليهود من واحة خيبر في 628، وافق على السماح لهم بالاستمرار في زراعة واحتهم على شرط أن يعطوه نصف منتجاتهم. واحتفظ بحق إلغاء هذه المعاهدة وطرد اليهود عندما شاء. يسمى هذا النوع من المعاهدة "الذمة".

يُشار بإسم "أهل الذمة" إلى الشعوب التي عاشت تحت الحكم الإسلامي ووافقت أن تدفع الإتاوة (الجزية) في مقابل الحماية الإسلامية لهم. تدهوروا في نهاية المطاف إلى أقليات ضعيفة مهمشة في أوطانهم. الشعوب الوحيدة التي نجت من عبودية الذمة الإسلامية هم ألئك الذين نجحوا في مقاومة الجهاد اللإسلامي الإستعماري وهزيمته في النهاية بعد قرون من الكفاح المسلح: وهم مسيحيوا أوروبا وهندوس الهند.

لا يتساوى أهل الذمة (اليهود والمسيحيين، إلخ تحت الحكم الإسلامي) مع المسلمين في الكرامة والحقوق. يعيشون مغلوبين على أمرهم تحت الحكم الإسلامي. الخليفة عمر بن الخطاب (634-644) هو أول من أوضح شروط الذمة. كانت الذمة اتفاقية مفروضة على سكان البلاد المستعمرة. منعتهم من بناء وترميم الكنائس والأديرة والمعابد اليهودية. كما فرضت عليهم ارتداء ملابس تختلف عن تلك التي يرتديها المسلمون. وحظرت عليهم امتلاك الأسلحة، وركوب الخيل، وإقامة الصلبان على الكنائس ودق أجراسها، وتبشير المسلمين، إلخ. وطالبتهم بدفع الجزية. أدت هذه الشروط المجحفة إلى الإذلال والتحقير العام لغير المسلمين (التوبة 9: 29). غالبا ما دفع الذمي الجزية في حفل مهين للاستخفاف به وإهانته. فكان عامل الجزية المسلم يلطم المسيحي على صفحة عنقه أو على رأسه قائلا: أد الجزية يا كافر. فيعطيه المسيحي مال الجزية بذل وانكسار ورأسه منكسة إلى أسفل وظهره منحنيا بينما يشده جابي الضريبة من لحيته. إستمر هذا الإذلال في العالم الإسلامي أكثر من ألف سنة. لم يُسمح للذمي بالزواج من امرأة مسلمة. كانت عقوبة مثل هذا الزواج الموت. وقد مُنع الذمي من المناصب العامة. عانى أهل الذمة تحت الحكم الإسلامي من القهر والمذابح العشوائية والجشع والنهب والابتزاز تحت التهديد بالاضطهاد والاغتصاب والعبودية.

وفقا للمذهب الشافعي للشريعة الإسلامية، يتم إلغاء ميثاق الذمة إذا قاتل الذمي المسلمين، أو رفض دفع الجزية، أو عصى القوانين الإسلامية. كما يتم نقض الذمة إذا انتهك الذمي شروطها الإضافية (إن وُجدت)، بعلاقته مع امرأة مسلمة، أو بتحريض مسلم على ترك الإسلام، أو بقتل مسلم، أو بالتشهير بمحمد وبإلهه. عندما يتم إلغاء الذمة، تنطبق قواعد أسرى الحرب على الذمي فيصبح معرضا إما إلى القتل أو الإسترقاق أو الفداء المالي أو الإفراج. بإنكار حقوق الإنسان الأساسية لغير المسلمين في الأراضي الإسلامية المحتلة، أقر الإسلام الرق على نطاق واسع لم يسبقه مثيل. أصبحت العبودية بأشكالها المختلفة (الجنود العبيد، الحريم العبيد، استرقاق الأطفال، إلخ) أداة قوية لأسلمة الشعوب ودعم المجتمع الإسلامي.

شروط ومتطلبات الذمة مقننة في الشريعة الإسلامية (عمدة السالك o11). أدت الضغوط الغربية على الإمبراطورية العثمانية الضعيفة إلى تحرير أهل الذمة في منتصف القرن التاسع عشر (1856). يتم العمل بالشريعة الإسلامية حاليا في عدد قليل من البلدان الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية وإيران والسودان. لكن تُطبق العديد من بنودها في البلاد الإسلامية. من المثير للدهشة حقا أن مجتمعات الذمي ما زالت في الوجود على الرغم من الضغوط الشديدة عليها على مدى قرون من الحكم الإسلامي.

(2) مقتطفات من تاريخ الجهاد الإسلامي

باستثناء معركتي الأحود في 625 م والخندق في 627 م، كانت جميع معارك نبي الإسلام هجومية عدوانية. كما كانت كل حروب الجهاد الإسلامي بعد موته حروب هجومية توسعية. كانت الإمبراطوريات الفارسية والبيزنطية المتاخمة للجزيرة العربية لا تشكل تهديدا للعرب المسلمين. في الغرب، احتلت الجيوش الإسلامية الشام وشمال أفريقيا ومعظم أسبانيا قبل مطلع عام 715 م. أتم المسيحيون تحرير اسبانيا في عام 1492 م. في الشرق، قهر الغزاة المسلمون الإمبراطورية الفارسية. كما احتلوا دلهي والبنجاب والسند وما وراءها قبل مطلع عام 1206 م. توقف المسلمون عن شن حروب الجهاد على نطاق واسع بعد عام 1683 م لضعف العالم الإسلامي. تكثر حروب الجهاد وفظائعها في التاريخ الإسلامي. نذكر بعض أمثلة منها هنا.

أينما غزت الجيوش الإسلامية، قامت بتدمير وخراب هائل، ومذابح إبادة لا تحصى، واسترقاق ونفي الكثير من السكان، وتسببت في آلام بشرية عظيمة. نهب وسلب ثروات البلاد المحتلة، وفرض الفديات المتعاقبة، وضريبة الجزية أفقرت وخربت سكان تلك البلاد. أصبحت كثير من المدن خالية مهجورة من سكانها، وكثير من الحقول مقفرة مهجورة بدون زراعة. تسبب هذا في التدهور الاقتصادي والفقر العام في الأراضي المحتلة. الدماء التي أُهدرت وسُفكت من أجل الإسلام أكثر جدا مما سُفك لأي غاية أخرى في التاريخ. يقدر بعض المؤرخين أن في الهند وحدها، قد قُتل أكثر من 80 مليون شخص بسيف الإسلام. بالإضافة إلى ذلك، قتلت الجيوش المغيرة الإسلامية، أثناء غزوهم وفي القرون التي تلت ذلك، 10 ملايين من البوذيين، 120 مليون مسيحي، والكثير من الزرداشيين في بلاد الفرس (إيران). نشر سيف الإسلام الموت والدمار وظلام الإرهاب على كل الأراضي التي غزتها الجيوش الإسلامية.

أمثلة الجهاد الإسلامي العنيف في العصر الحديث هي الحروب الأهلية في جنوب السودان، أفغانستان، لبنان، والحرب الروسية في القوقاز، وهجمات المجاهدين في الغرب. يمدح الإسلامي المتعصب الإسلامي الإرهابي، الذي يقتل الأبرياء العزل من الرجال والنساء والأطفال في الغرب، ويعتبره بطل حرب. ما يعجز الإسلاميون المتعصبون عن تحقيقه بالغزو العسكري في عالم اليوم، يحاولون تحقيقه سلميا بالدعوة إلى دين الإسلام. المشكلة هي أنهم لا يعلنوا حقائق الإسلام في دعوتهم إليه. بدلا من ذلك، يزيفون حقائقه ويزينونه في محاولاتهم بيعه بطريقة غاشة للغربيين الغير حذرين.

أ. مطلع العصر الإسلامي

رفض بنو قريظة، آخر قبيلة يهودية في المدينة، الإسلام. ظلوا على الحياد في معركة الخندق (627 م). تساءل محمد، نبي الإسلام، عن ولائهم، وأمر بمحاصرتهم. أعلنوا استسلامهم. أقام محمد، نبي الإسلام، سعد بن معاض، واحد من أكثر أتباعه تعصبا، ليقرر مصيرهم. كان سعد قد جُرح في معركة الخندق، ومتعطشا للانتقام. وقد مات بعد إصدار حكمه. حكم سعد بقتل كل رجال القبيلة، وبنهب كل ممتلكاتها وتوزيعها على المسلمين. صادق محمد على هذا الحكم الجائر الرهيب، ولكما يبرر حمام الدم، إدعى أن إلهه قد أقره (الأحزاب 33: 26-27؛ أبو داود 4390.33).

أمر محمد بحفر خندق ليلا في سوق المدينة، وأمر بإحضار الرجال الأسرى إلى الخندق في مجموعات من خمسة أو ستة، حيث قُطعت رؤوسهم ودُفنوا في الخندق. استمر هذا طوال اليوم إلى المساء حتى تم قتل جميع رجال القبيلة البالغ عددهم 800-900 رجلا. شاهد محمد شخصيا تلك المذبحة المريعة بأكملها. من المهم التأكيد على أن هؤلاء الرجال لم يكونوا مسلحين، ولم يمثلوا أي تهديد لمحمد وأتباعه. كان محمد هو المسؤول شخصيا عن أول مذبحة إسلامية (627) في التاريخ الإسلامي الدموي طويل.

تم بيع نساء وأطفال القبيلة في سوق الرق، ونهب المسلمون ممتلكاتها. وأخذ محمد لنفسه ريحانة التي فقدت زوجها وجميع أقاربها الرجال في المذبحة. أراد محمد أن يزيل الغير مسلمين من المدينة والجزيرة العربية (البخاري، الجهاد والسير 288.52.4؛ المغازي 716.59.5؛ الخمس 392.53.4، 380). بدأ هذه المهمة، وأكملها أتباعه بعد موته (مسلم، الجهاد والسير 4366.19). في الواقع، حتى هذا اليوم، لا تسمح المملكة العربية السعودية ببناء كنيسة في أرضها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشرطة الدينية تداهم أي منزل اجتمع فيه المسيحيون للعبادة، وتلقي القبض على رئيس خدمة العبادة وتعذبه في السجن.

قاد محمد الهجوم على قبيلة خيبر اليهودية المسالمة (البخاري، الآذان 584.11.1). حذر محمد الأشخاص الذين ضايقوه في سوق مكة قائلا انه سيعود كسفاح مهلك. رفع الجيش ألذي قاده محمد في غزو مكة في وقت لاحق راية سوداء ترمز إلى الموت مكتوب عليها كلمة "عقاب." بعد احتلال مكة، أمر محمد بقتل عدة أشخاص لتأليفهم أغاني ساخرة ضده. في قهر مكة، جلب محمد عليها الموت، وليس الخلاص. هذا يتناقض تماما مع دخول السيد المسيح السلمي في أوروشليم (القدس) راكبا جحش وبدون سيف وبدون جيش.

بعد موت محمد، أعلن أتباعه الحرب المقدسة (الجهاد) ضد أتباع خمس ديانات العالم الرئيسية في ذلك الحين. قتل المسلمون أحد عشر من إثنين وثلاثين خلفاء أولين. قام الخليفة أبو بكر بغزو سوريا. في حملة 634 م، دمر الجيش الإسلامي المنطقة بين غزة وقيصارية بأكملها، وقتل أربعة آلاف من المسيحيين واليهود والسامريين المزارعين العزل. في عام 633م، بعد معركة أُليس (تدعى معركة نهر الدماء)، قام خالد بن الوليد "سيف الله" البطل العسكري في العصر الإسلامي الأول، بقطع رؤوس 70,000 أسرى حرب فارسيين. في الحملات العسكرية للخليفة عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، في بلاد ما بين النهرين (635-642 م)، خُربت الأديرة، وقُتل الرهبان، وقُتل العرب المسيحيون أو أجبروا على اعتناق الإسلام. تم قُتل كل سكان عيلام بحد السيف. لم يجلب الغزو العربي الإسلامي لمنطقة الشرق الأوسط السعادة والحرية، بل الخراب والشقاء والعبودية والموت. سكان المدن التي احتلها الجيش العربي الإسلامي إما قُتلوا أو أُستعبدوا، أو نُهبت ممتلكاتهم. إنتقم عمر بن الخطاب بطرق وحشية استبدادية من الفرس لمعارضتهم انتشار الإسلام. لذلك، يحتفل الإيرانيون بفرح حتى يومنا هذا بالذكرى السنوية لاغتياله.

غزا عمرو بن العاص مصر في 639-642 م. إحتل بلدة البهنسا قرب الفيوم، وقتل كل سكانها بحد السيف، بما في ذلك الشيوخ والنساء والأطفال. إرتكب فظائع مماثلة في مدن أخرى في مصر. ووقعت فظائع مماثلة في شمال أفريقيا. تم نهب طرابلس في 643. بعد ذلك، تم تدمير قرطاجنة (تونس) وحرقها وتسويتها بالأرض وقتل معظم سكانها في 698م. أُتبع نفس النمط في الأناضول وسوريا والعراق وإيران.

في عام 705م، قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (705-715) بتجميع نبلاء أرمينيا في كنيستي القديس غريغوريوس (في ناكسوان) وسرين (على أراكسس)، وأحرقهم حتى الموت. كما أنه صلب وقطع رؤوس آخرين، وأسر زوجاتهم وأطفالهم. ولقد حدث اضطهاد عنيف للمسيحيين في أرمينيا في 852-855. في عام 838، غزا الخليفة العباسي المعتصم (833-842) مدينة أموريوم المسيحية البيزنطية في آسيا الصغرى وذبح حوالي نصف سكانها البالغ عددهم سبعين ألف نسمة.

عانى الهندوس والبوذيون في شبه القارة الهندية من الذبح والرجم والاسترقاق على نطاق واسع لا مثيل له. أصدر الحجاج، حاكم العراق (694-714 م)، تعليماته لمحمد بن قاسم قائد جيشه في عام 712م بغزو الهند وتدمير الكافرين. بعد الاستيلاء على ميناء ديبال، قام الجيش الإسلامي بقتل الكثير من السكان لمدة ثلاثة أيام. في بلدة براهميناباد، قتل الجيش الإسلامي أكثر من 6000 رجل. في الغزوات اللاحقة، استهدفت الجيوش الإسلامية المعابد والأديرة الهندوسية في موجة من النهب والحرق. تم القبض على أولئك الذين لم يُقتلوا وبيعهم كرقيق. غزا الهند محمود الغازني (971-1030)، زعيم أفغاني-تركي، وقام بتدمير ونهب وقتل كثير. برر فظائعه بالإشارة باستمرار إلى الأوامر القرآنية بخصوص قتل المشركين. في معركة سُمنه، مكان معبد هندوسي هام، قتل الجيش الإسلامي حوالي 50,000 نسمة.

ابتداءا من عام 1000م ولمدة 700 سنة التالية، حاول الإسلام إخلاء الهند من سكانها. نتيجة لذلك، انخفض إجمالي عدد السكان شبه القارة الهندية بحوالي 80 مليون شخص في تلك الفترة على الرغم من معدل المواليد الهندي المرتفغ جدا. أدت هذه الغزوات الوحشية إلى نهاية البوذية السلمية التي كانت سائدة في شمال الهند، وقيام مذاهب هندوسية وسيخية عسكرية بدلا منها.

ب. العصور الوسطى

تقدم هذه الصفحة ملخصا للإضطهاد الإسلامي للمسيحيين بمصر.

عانى يهود شمال أفريقيا وأسبانيا مذابح عديدة تحت الحكم الإسلامي، مثل مذبحة أكثر من 6000 يهودي في مدينة فز (المغرب) في 1033م، مذابح قرطبة وأماكن أخرى في أسبانيا في 1010-1013، مذبحة الجالية اليهودية بأكملها (حوالي 4000 شخصا) في غرناطة بأسبانيا في ديسمبر 1066، الخ. تم قتل أربعة آلاف مسيحي في بلدة زامورا عام 981م.

إتسم الحكم الإسلامي في أسبانيا منذ بدايته بهمجية ووحشية لم تشهد أوروبا مثيلها منذ عصور ما قبل الإمبراطورية الرومانية. تاريخ الخلافة الإسلامية الأسبانية مليء بالرؤوس المقطوعة والجثث المصلوبة. طوال فترة الحكم الإسلامي في جنوب أسبانيا، قام جيش إسلامي من قرطبة مرتين في السنة، في الربيع والخريف، بالهجوم على الأراضي المسيحية في شمال أسبانيا ونهبها وتدمير قراها وأديرتها وكنائسها. تم بيع الآلاف من النساء والأطفال الذين أُسروا في هذه الغارات في مزادات أسواق الرقيق. أدى هذا إلى تدمير مناطق شاسعة بأكملها في أسبانيا. وصل البربر المرابطون المسلمون (1056-1147) إلى أسبانيا في عام 1086م، وتبعهم البربر الموحدون المسلمون الأكثر تعصبا وعنفا في 1146-47. قام البربر المرابطون بنفي عدد كبير من المسيحيين من أسبانيا إلى المغرب في 1106، 1126، 1138. قام البربر الموحدون (1130-1269) باضطهاد قاسي للسكان اليهود والمسيحييين في أسبانيا وشمال أفريقيا، بما في ذلك الاسترقاق، والمذابح والإرغام على اعتناق الإسلام بالقوة.

غزا السلاجقة الأتراك المسلمون آسيا الصغرى على مدى أربعة قرون منذ منتصف القرن الحادي عشر. صحب هذه الغزوات إبادة السكان المحليين أو هروبهم. على سبيل المثال، في عام 1049م، غزا السلطان السلجوقي توغريل بك المدينة الأرمنية المسيحية أرزدين، وكان يقيم بها حوالي مائة وخمسين ألف شخص. قتل كل أهل المدينة مستبقيا النساء والأطفال الذين بيعوا عبيدا. تدهورت أحوال مدن ومناطق بأكملها. وتحولت مناطق خصبة إلى خرائب. نمت غابات كثيفة لا يمكن اختراقها في مناطق شاسعة حيث كانت الحقول الخصبة والمراعي. تبع ذلك حملات الجهاد العثمانية في البلقان الأوروبي. مارس الاتراك على نطاق واسع الإرغام على اعتناق الإسلام بالقوة حتى القرن السادس عشر.

في القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر، قام تيمور ليم، المعروف باسم تيمورلنك (1336-1405)، بحروب جهاد إسلامية ضد غير المسلمين والمسلمين متهما المسلمين بالفتور تجاه الإسلام. مزج في حروبه بين بربرية المغول والتعصب الإسلامي. دفعته التقوى القرآنية إلى قتل الآلاف من المدنيين كواجب ومهمة مقدسة. فيما يلي عينة من مذابحه: قتل 100,000 من الهنود الأسرى بالقرب من دلهي في ديسمبر، 1398م، دفن 4000 أرمن أحياء في 1400-1، إقامة أكثر من 120 برجا من الرؤوس البشرية المقطوعة في حلب وبغداد في نفس العام، قتل 70,000 من سكان إصفهان في نوفمبر 1387، الخ. يقدر علماء التاريخ أن جيوش تيمورلنك المكونة من قبائل تركمانية من أسيا الوسطى قد قتلت حوالي 17 مليون نسمة، أي حوالي 5% من سكان العالم في ذلك الحين.

إتهم الوهابيون في الجزيرة العربية الكثير من المسلمين غير الوهابيين بالكفر، وأعلنوا الجهاد ضدهم. في عام 1801 وعام 1802، هاجم الوهابيون السعوديون تحت قيادة عبد العزيز بن محمد بن سعود المدن المقدسة الشيعية كربلاء والنجف في العراق، واستولوا عليها، وقتلوا آلافا من السكان المسلمين، وسلبوا ودمروا ضريح الحسين بن علي (حفيد محمد) وعلي بن أبي طالب.

ردا على الثورة اليونانية للإستقلال (1821-1832)، قتل العثمانيون عشرات الآلاف من المسيحيين المدنين العزل. أدى هذا إلى مذبحة 1822 في جزيرة خيوس اليونانية حيث قُتل حوالي عشرين ألف مسيحي. أغضبت هذه الجريمة الدموية بريطانيا وفرنسا وروسيا وأدت إلى تدخلهم عسكريا. فدمروا الأسطول التركي-المصري في معركة نافارينو البحرية في 20 أكتوبر 1827. في عام 1860، قتلت قوات الدروز والمسلمين حوالي عشرة آلاف مسيحيين مارونيين في لبنان.

ج. مذابح الأرمن

خلال ثلاث حملات على مدى ثلاثين عامًا (1894-1924)، قامت الحكومات التركية المتعاقبة بعمليات الإبادة الجماعية لتدمير الأقليات المسيحية في آسيا الصغرى، التي بلغ عددها حوالي أربعة ملايين مسيحي في 1894. وقعت هذه المأساة في مذابح 1894-1896؛ والإبادة الجماعية للأرمن 1915-1916؛ وتدمير اليونانيين والآشوريين والأرمن الباقين في 1919-1924. حدثت هذه الفظائع بمشاركة فعالة من رجال الدين المسلمين وتشجيع الصحافة التركية. على الرغم من موت 2.5 مليون تركي مسلم بسبب الجوع والحرب والمرض، فقد ارتفعت نسبة المسلمين من 80 إلى 98 في المائة، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى نفي المسيحيين ومذابحهم خلال الفترة 1914-1924. بحلول عام 1924، بقي 65,000 فقط من الأرمن و120,000 من اليونانيين في آسيا الصغرى.

في القرن التاسع عشر، طالب الأرمن بحقوقهم وحاولوا التحرر من عبودية الذمة العثمانية الإسلامية بطرق سلمية. سعوا إلى إصلاحات في نظام الحكم التركي العثماني. نتيجة لذلك، بدأت مذابح الأرمن. فقام الأتراك العثمانيون المسلمون بقتل أكثر من 100,000 من المدنيين الأرمن العزل في 1894-1896 في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (مذبحة الساصون). بالإضافة إلى ذلك، مات 100,000-200,000 لأسباب تتعلق بالمذابح. تلى ذلك، في عهد حكومة الأتراك الشباب، مذابح أضنة حيث قُتل 25,000 من الأرمن في عام 1909. بلغت المذابح ذروتها في الإبادة الجماعية لعام 1915 عندما قتل الأتراك المسلمون 600,000-800,000 من الأرمن المدنيين العزل.

ارتكب الأتراك الإسلاميون أعمالاً بربرية وحشية مثيرة للاشمئزاز تشمل حرق الأحياء، وتمزيق بطون النساء الحوامل بالسيف، وتمزيق الأطفال إلى أشلاء، إلخ. استخدم النازيون البنادق والغازات السامة لقتل اليهود في الحرب العالمية الثانية، بينما قام الأتراك الإسلاميون بقتل المسيحيين بالسكاكين والحراب والفؤوس والحجارة. قاموا بحرق الآلاف أحياءا. تعرضت عشرات الآلاف من النساء والفتيات للاغتصاب الجماعي والقتل. صلب الأتراك رجال الدين المسيحيين. وعذبوا الآلاف من الشخصيات المسيحية بقلع عيونهم، وقطع آذانهم وأنوفهم، وحرق أقدامهم قبل إعدامهم. المذابح التركية للمسيحيين كانت أكثر سادية ووحشية من القتل النازي لليهود. الجناة المسلمون الذين ارتكبوا هذه الجرائم البشعة كانوا من القوات النظامية والغير نظامية العثمانية والتركية، ومن رجال القبائل الكردية، ومن القرويين الأتراك والعرب والشيشان؛ والعديد من المسلمين المدنيين. شجعت الشريعة الإسلامية الجناة المسلمين على ارتكاب هذه الفظائع الدموية إذ أنها تعطي الخليفة حق قتل الذمي إذا طالب بحقوقه وبالتحرر من عبوديته. يُعتبر سعيه وراء حقوقه نقضا للذمة مما يفقده حماية الخليفة.

الإبادة الجماعية للأرمن المسيحيين في الحرب العالمية الأولى كانت عملية جهاد إسلامي حيث قام الأتراك المسلمون بقتل عمدي للرجال الأرمن المسيحيين المدنيين العزل فوق سن 12 سنة بأعداد كبيرة في عام 1915، وذلك لإزالة المسيحيين من الأناضول بوسط تركيا. ولقد تم نفي النساء والأطفال من القرى التي عاشوا فيها قرونا من الزمان. مات الكثير منهم أو قُتلوا في رحلتهم الشاقة. وأصبح بعضهم عبيدا، وأُجبر بعضهم على اعتناق الإسلام. ونُهبت الممتلكات الأرمنية. في النهاية، مات وقُتل حوالي واحد ونصف مليون مدني أرمني في تلك الفظائع. بالإضافة إلى ذلك، إستشهد 700,000 يوناني و 275,000 آشوري مسيحي في الأراضي العثمانية في ظروف مماثلة. إنعدم وجود أرمينيا التركية. العناصر الأربعة لتصفية الأرمن في وسط تركيا من نفي واسترقاق وإرغام على الإسلام ومذابح هي العناصر التقليدية التاريخية لحركة الجهاد الإسلامي الذي بدأ منذ القرن السابع الميلادي. أقر الشعب الألماني بالذنب الجماعي لفظائع النازية ضد اليهود، وأعرب عن أسفه، وقدم تعويضات مالية. على النقيض من ذلك، رفضت الحكومات التركية المتعاقبة والشعب التركي الإقرار بالحقيقة التاريخية للإبادة الجماعية للمسيحيين، ودفع تعويضات للأرمن. يواصلون لعبة الإنكار وإلقاء اللوم على الضحايا.

وصلت حملة التطهير العرقي ذروة مرعبة في تدمير مدينة سميرنا في عام 1922. وأسفرت هذه المجزرة عن مقتل حوالي مئة وخمسين ألف يوناني وأرمني مسيحيين.

د. مذابح جنوب السودان

في أثناء الحرب الأهلية بين الشمال العربي الإسلامي للسودان، والجنوب المسيحي الوثني الإفريقي (1955-1972، 1983-2005)، حدثت بالسودان أبشع وأفظع إضطهادات ضد المسيحيين في العالم. قامت الحكومة الاسلامية للسودان بالإبادة الجماعية في جنوب السودان وجبال النوبة، بما في ذلك المجازر والاغتصاب والنهب والاستعباد. دُمرت وسُويت بالأرض مئات القرى المسيحية. كانت النتيجة النهائية لذلك تدمير الإقتصاد، وتقسيم السودان، وموت ما يقرب من مليوني شخص، وتشريد أكثر من خمسة ملايين شخص. انفصل جنوب السودان من السودان، وأصبح دولة مستقلة في 9 يولية، 2011. في عام 2009، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية (ICC) أمرا بإلقاء القبض على الرئيس السوداني عمر البشير (1989-2019) بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد البشرية، مشيرة إلى حالات اغتصاب وتعذيب في غرب السودان. في العام التالي، أصدرت أمرا ثانيا باعتقاله لقيادته إبادة جماعية. أخيرًا، أطاح به الجيش السوداني في 11 أبريل 2019.

على الرغم من الاضطهاد الإسلامي القاسي المستمر، نمت الكنيسة السودانية سريعا في تلك الفترة. لبى دعوة المسيح الكثير من المسلمين والوثنيين في السودان. في خلال عشرين عاما، إزداد عدد المسيحيين من 5% إلى أكثر من 20% من سكان السودان (80% من جنوب السودان). جنوب السودان هو الحصن المسيحي المنيع ضد حركة الإسلام المتطرف في وسط أفريقيا.

في أواخر القرن التاسع عشر، نجح الجنرال البريطاني تشارلز غوردون في إنهاء تجارة الرقيق في السودان. لكن، أعلن محمد بن عبد الله، المهدي السوداني الذي خلفه في عام 1885، حرب الجهاد، وأعاد تجارة الرقيق في السودان. في أثناء الحرب الأهلية، هاجم جنود الحكومة الإسلامية في السودان والمجاهدون العرب التي سلحتهم الحكومة السودانية القرى الأفريقية، واختطفوا عشرات الآلاف من النساء والرجال والأطفال السودانيين المسيحيين والوثنيين، وباعوهم كعبيد. لا شك، أن تجارة الرق لا تزال تُمارس على نطاق واسع في السودان، بما في ذلك تصدير العبيد إلى البلاد الإسلامية في الخليج العربي.

ه. فظائع الجهاد في الولايات المتحدة الأمريكية

في 11 سبتمبر 2001، هاجمت القاعدة (منظمة إسلامية متطرفة) الولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى إلى مقتل حوالي 3000 من المدنيين الأبرياء. لم يستنكر أي من قادة الدين الإسلامي في العالم الإسلامي هذه الفظائع. بل على العكس، مدح وأشاد بعضهم بها؟! احتفلت بهذه الجريمة البشعة رعاع المسلمين الضالة في شوارع الشرق الأوسط. لم تعتذر عن فظائع 9/11الحكومات الإسلامية، التي تدعوا إلى التسامح مع المسلمين في الغرب. ولقد استطاع الجيش الامريكي اكتشاف مكان قيادة القاعدة وتدميرها.

(3) الطرق المختلفة للجهاد الإسلامي

هناك أسلوبين مختلفين لممارسة الجهاد الإسلامي: الأسلوب العنيف والأسلوب السلمي. يتفق الأسلوبين في الهدف النهائي: وهو إخضاع الشعوب التي ترفض الإٍسلام لحكم الشريعة الإسلامية. يشمل أسلوب العنف الاغتيالات، الإنكشارية، العدالة الأهلية، التعذيب، الخ. يدعوا الإسلاميون الأسلوب السلمي للجهاد "الجهاد الحضاري." لكن من الأدق تسميته "الجهاد الخفي." إنه الجهاد الذي يسبق جهاد العنف. ويشمل التسلل في النظام القانوني، والمؤسسات المالية والتعليمية والحكومية و العسكرية، و المخابرات في الغرب.

أ. الإغتيالات

بدأ محمد، نبي الإسلام، في القرن السابع الدرب الدموي الفظائع الإسلامية في الجزيرة العربية. حث محمد أتباعه المسلمين على قتل منتقديه لإسكاتهم، ومدحهم بعد إرتكابهم جرائمهم. أدى هذا إلى اغتيال عصماء بنت مروان (أم خمسة أطفال) بينما كانت ترضع طفلها في بيتها، وأبو عفك البالغ من العمر 120 عاما (ابن سعد ، كتاب الطبقات الكبير، المجلد 2)، وكعب بن الأشرف (البخاري، الْمَغَازِي 369.59.5؛ مسلم، الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ 4436.19)، وأبي رافع سلام (البخاري، الْمَغَازِي 371.59.5)، إلخ. لقد قُتلوا لإعلانهم حقيقة محمد الرهيبة وانتقاده. ولقد سنت الشريعة الإسلامية شرائع على أساس هذا النموذج الدموي. إنتقاد الإسلام أو نبيه أو إلهه أو القرآن أوالحديث أوالشريعة بطريقة موضوعية يُعاقب بالإعدام في جميع مذاهب الشريعة الإسلامية.

في الغرب، يمكننا القيام بدراسة ناقدة للمسيحية واليهودية. في البلاد الإسلامية، يهاجم الكتاب الاسلاميون المسيحية. لكن لا يُسمح للمسيحيين الإنتقاد الموضوعي للإسلام ودحضه. الإرهاب والرقابة تنتج من انعدام الثقة وضعف في الدين الإسلامي وتعاليمه. إذ لا يمكن الدفاع عنه بالمنطق. لذلك يلجأ أتباعه للعنف. ينبغي أن يُكتسب الإحترام، ولا يُجبر بالتخويف.

يُحرم الإسلام أي انتقاد لمحمد وإلهه، ويدين أي ناقد: مثل سلمان رشدي، مؤلف كتاب عن الآيات الشيطانية بالقرآن (1988)، ورسامي الكاريكاتير الدنماركية التي صورت محمد بقنبلة في عمامته (2005-2006) التي أدت إلى أعمال عنف في الدول الإسلامية نتج عنها دمار وموت، وثيو فان جوخ الذي قُتل يوم 2 نوفمبر 2004 لإنتاجه فيلم وثائقي قصير عن اضطهاد المرأة في الإسلام، والسياسي الهولندي المعادي للإسلام جيرت ويلدرز لإنتاجه فيلم وثائقي يستغرق عرضه 15 دقيقة عن العنف في الإسلام والقرآن، إلخ. القيود الاسلامية على انتقاد الإسلام موجهة إلى الدول، وإلى الأفراد أيضا على حد سواء.

ب. ألإنكشارية

كان اختطاف الأطفال ممارسة روتينية للقبائل المتنازعة في القديم. وكان يتم الإفراج عنهم بعد أن يدفع أقاربهم فدية. أما الأطفال الذين لم يفتديهم أقاربهم فكانوا يباعوا كعبيد. كان اختطاف الأطفال اليهود والمسيحيين الذميين هو أحد وسائل إرغامهم على اعتناق الإسلام، أو الحصول على فدية. أدى هذا إلى نظام الإنكشارية الذي فرضته الإمبراطورية العثمانية على الأطفال المسيحيين لمدة أكثر من ثلاثة قرون في البلقان.

أدخل السلطان العثماني أُرخان (1326-1359) ممارسة الإنكشارية في عام 1330م. كانت ضريبة دم دورية يستولى بموجبها السلطان على خُمس الفتيان المسيحيين البالغين من العمر 7-15 سنة من مناطق البلقان الأوربي تم تحصيلها كل أربع سنوات في البداية. في نهاية المطاف، تم جمع هذه الأتاوة الدورية كل سنة. إنتزع الجنود الأتراك المسلمون القساة الأطفال من أحضان أمهاتهم الباكين. وكان عقاب أولئك الذين رفضوا تسليم أبنائهم الموت على الفور شنقا. أُرسل هؤلاء الأطفال بالآلاف إلى مناطق نائية للحد من هروبهم. تم إرغامهم على اعتناق الإسلام، وتدريبهم عسكريا في سلك الإنكشارية. إعتاد الجنود الأتراك الغلاظ القلب أن يأخذوا فائضا من الأطفال على أمل أن يبيعوهم مرة أخرى إلى أسرهم. ظلوا عبيدا إذا كانت أسرهم فقيرة جدا ولا تستطيع فدائهم. هرب بعض الأولاد. ولكن عندما سمعوا أن السلطات قد اعتقلت آبائهم وكانوا يعذبونهم حتى الموت، عادوا وأسلموا أنفسهم لإنقاذ آبائهم. وقد إنتحر بعض الأولاد.

إستعبد نظام الإنكشارية ما يُقدر بنحو 500,000-1,000,000 من الفتيان المسيحيين في البلقان، وأجبرهم على اعتناق الإسلام. أصبحت الإنكشارية نخبة جنود الإسلام وأقساهم ضد المسيحية وشعوبهم الأصلية، بسبب التعصب الذي لُقن لهم، والحياة القاسية التي عاشوها. زاد هذا النظام القاسي المفروض على الشعوب المهزومة تعداد المسلمين وأنقص تعداد المسيحيين. أُلغي نظام الإنكشارية نظريا في عام 1656، ولكن تجنيد الإشوغلاني استمر حتى منتصف القرن الثامن عشر.

ج. ألعدالة الأهلية

تشجع الشريعة الإسلامية العدالة الأهلية في ظل ظروف معينة، لأن المسلم ليس مطالبا فقط بطاعة قوانين الإله الإسلامي، وإنما هو أيضا مكلف بتنفيذها على الأرض دون الحاجة إلى تصريح من الحكومة. تكثر الأمثلة على ذلك: محاولة الاغتيال الاسلامية في عام 1994 في مصر للدكتور نجيب محفوظ، (مسلم معتدل) الذي فاز بجائزة نوبل في الأدب لعام 1988 لروايته "أبناء الجبلاوي" التي اعتبرها الإسلاميون تجديفا على الإسلام؛ قتل إسلامي متعصب للدكتور فرج فودة، وهو مسلم ليبرالي، في عام 1992 في مصر؛ فتوى الموت لآية الله الخميني زعيم إيران ضد الكاتب سلمان رشدي الهندي لروايته الصادرة في 1988 عن الآيات الشيطانية للقرآن بمكافأة مليون دولار (تضاعفت في عام 1997) لقتله؛ قتل إسلامي متعصب لمخرج الفيلم الهولندي ثيو فان جوخ في أمستردام لإنتاجه فيلم قصير ينتقد إساءة معاملة النساء المسلمات؛ الخ.

كل مسلم مطالب بتصحيح سلوك زملائه المسلمين. قاتل المرتد الذي ترك الإسلام، أو السارق، أو الزاني يُعفى عنه ولا يُعاقب على جرائم القتل في ظل الشريعة الاسلامية. لا تعاقب الشريعة المسلمين الذين يرتكبون جرائم الإبادة الجماعية إذا تابوا. الفتاوى الصادرة من رجال الدين الإسلامي لقتل المرتدين ليست ملزمة للحكومة الإسلامية. لكن إذا نفذها أي إسلامي لا يُعاقب على جريمته. يصف الاسلاميون المتطرفون جميع الذين يختلفون معهم بأنهم أعداء للإسلام ومرتدون. يخشى المخالفون لأحكام الشريعة العدالة الأهلية الإسلامية من قبل الإسلاميين، مثل أصدقائهم وجيرانهم وأقاربهم وأهلهم وإخوتهم وأخواتهم.

ليس للعدالة الأهلية قيود وحدود ويُساء استخدامها. تؤدي إلى علاقات مؤسسة على الخوف والغطرسة بين المسلمين. كما أنها تؤدي إلى مجتمع تسوده الفوضى. جماعات القتل أو غوغاء الشارع يأخذوا العدالة بأيديهم. ترجم الغوغاء النساء المتهمات بالزنا. يلقي الفتيان حامض حارق على الفتيات لأنهم لا يحبون لباسهن، إلخ. وينقلب المسلمون ضد بعضهم البعض. يحمون ظهورهم من الآخرين. العديد من اتهامات الردة والتجديف هي نتيجة احقاد شخصية ضد المتهمين لتصفية حسابات شخصية، أو هي وسائل للحكومات الإسلامية لاسكات المعارضة. عدم الثقة العميق الجذور يعذب المجتمع الإسلامي. يحصل الإسلام على قوته من العدالة الأهلية. إنها ليست قوة الاقتناع، ولكنها قوة الخوف.

المسلمون الذين يتركون الإسلام إلى المسيحية في أوروبا يعيشون مختبئين خوفا على حياتهم من عنف المتعصبين الإسلاميين. لكن، بعضهم استجمعوا شجاعتهم وقاموا بالدفاع عن حقوقهم. قد شكلوا منظمات من المسلمين السابقين في ألمانيا وبريطانيا وفنلندا والدنمارك والنرويج والسويد وهولندا. لن يتسامحوا مع تعصب الإسلام. إعتدى المسلمون المتعصبون على السيد إحسان جامي، مؤسس الهيئة المركزية للمسلمين السابقين في هولندا (9/11/07) في ثلاثة مناسبات منفصلة بين مايو 2007 وأغسطس 2007، مما أجبره على الاختباء.

شن الإسلاميون حملة إرهاب مع التهديد بأعمال الشغب الدامية المدمرة في محاولة منع السياسي الهولندي المعادي للإسلام جيرت ويلدرز من نشر فيلمه الوثائقي، فتنة، الذي يستغرق عرضه 15 دقيقة. قدم الفلم بعض آيات الكراهية في القرآن، تليها الأعمال الإسلامية الإرهابية المدمرة، التي تتفق مع هذه الآيات، في الغرب في السنوات الأخيرة. لم يخضع ويلدرز للضغوط والتهديدات، وقام بنشر فيلمه. بعد أن شاهده 3,600,000 زائر على موقع LiveLeak.com البريطاني، أعلنت الشركة أنه بسبب تهديدات الإسلاميين الخطيرة لشركة LiveLeak ستوقف إذاعة الفلم. لكن، بعد ذلك بيومين، اسـتأنفت LiveLeak نشر الفيلم. يعيش ويلدرز في ظل حماية الشرطة، وذلك بسبب تهديدات الاسلاميين لحياته.

د. ألجهاد بالقانون

تدعو المنظمات الإسلامية إلى الرقابة ومنع نشر أي انتقاد للإسلام مدعية أنه مهينا لمشاعرهم. هذه خدعة واضحة للحركات والحكومات الإستبدادية. إذ أنهم يسموا أي نقد موضوعي صادق إهانة، ويحاولوا معاقبة مصدره. ينبغي عدم استرضاء الطغاة والحركات الإستبدادية. تحاول المنظمات الإسلامية في الغرب تخويف ألئك الذين يتحدثون ضد الإسلام بشكل موضوعي. فيهددونهم بإقامة الدعاوى القضائية ضدهم من أجل إسكاتهم. تمول عائدات النفط العربي هذه المنظمات المتطرفة. إذا تم إسكات أصوات الباحثين والمناهضين ضد الاسلاميين، قد ينتهي انتقاد الإسلام في غضون هذا الجيل. يشكل هذا تهديدا خطيرا لحرية وأمن الغرب. أصبح شائعا في الغرب بأن يتم جر أحد المواطنين إلى المحكمة لآرائه السلبية عن الإسلام والإسلاميين.

ه. ألسيطرة على النظام التعليمي

قبل اكتشاف الثروة النفطية في الجزيرة العربية، كان الإسلام في حالة تدهور وركود في جميع أنحاء العالم. اكتشاف النفط في الجزيرة العربية أيقظت العملاق النائم. يستخدم عرب الجزيرة العربية ثرواتهم الطائلة من عوائد النفط في تمويل المساجد والمدارس والمكتبات والمراكز الأكاديمية الإٍسلامية في جميع أنحاء العالم. بين عامي 1979 و 2017 ، أنفق السعوديون أكثر من سبعين مليار دولار في جميع أنحاء العالم لترويج الوهابية. مولت هذه الأموال المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس الإسلامية والوعاظ الإسلاميين وطبع مئات ملايين النسخ من القرآن وغيرها من الكتب الدينية الإسلامية والمنشورات الوهابية. يحاول السعوديون جعل الوهابية، مذهبهم الإسلامي المتطرف، المذهب الذي يهيمن على العالم كله. المذهب الوهابي يدعو إلى الإلتزام بأحكام الشريعة الإسلامية القاسية، من قتل الهراطقة المسلمين والمرتدين عن الإسلام، وبتر الأطراف، والرجم، وقطع الرأس.

بينت دراسة إحصائية أمريكية أجريت في بداية عام 2012 أن عدد المساجد في الولايات المتحدة ازدادت بنسبة 74% في الأحد عشر عاما السابقة، من 1209 مسجدا في 2001 إلى 2106 مسجدا في عام 2011. إحتلت منطقة مدينة نيويورك المرتبة الأولى في القائمة حيث يوجد بها 192 مسجدا. وفقا لتقرير منظمة برنابا، حتى عام 2006، مولت المملكة السعودية بناء 210 مسجدا ومراكز إسلامية كبيرة في المدن الرئيسية في العالم، بما في ذلك واشنطن، ونيويورك، ولوس انجيلوس، ولندن، وبروكسل، وجنيف، وباريس، وبون، وروما. من المعتقد أنه، في الولايات المتحدة، حوالي نصف المراكز الإسلامية الصغيرة والكبيرة والمساجد وستة من المدارس الإسلامية للتعليم العالي قد تم بناؤها، على الأقل جزئيا، مع عائدات النفط العربي. بالإضافة إلى ذلك، تم بناء 1500 مساجد صغيرة، 202 كليات وحوالي 2000 مدارس إسلامية في الغرب مع عائدات النفط. في عام 2007، أنشأت جامعة ميتشيجان حمامات لغسل الأقدام في طقس الوضوء الإسلامي بحسب الشريعة الإسلامية. رفعت منظمة أمريكية دعوى قضائية ضد مدرسة في ولاية مينيسوتا تمولها الحكومة الإمريكية لأنها تحاول تشر الإسلام.

يقوم السعوديون بتمويل برامج للدراسات الإسلامية وإنشاء الكراسي الأكاديمية الإسلامية في المراكز الأكاديمية والجامعات المرموقة في الغرب، مثل جامعات جورج تاون وهارفارد وديوك وبيركلي وكاليفورنيا وكامبريدج ولندن وموسكو وادنبره. يؤدي هذا إلى إنشاء مراكز للدراسات المؤيدة للإسلام في الأوساط الأكاديمية الغربية. لا تستطيع هذه المراكز انتقاد الإسلام حتى لا تفقد التمويل السعودي. هذه المراكز الأكاديمية للدراسات الإسلامية معرضة لضغوط مالية تدفعها أن لا تحتفظ بحياد وصحة ونزاهة دراساتها الأكاديمية. وبذلك يحاول الإسلاميين ضبط وتقييد الفكر والروح الغربية.

تقدم السعودية من عائدات النفط المنح الدراسية لآلاف الطلبة الغير مسلمين من الغرب للدراسة في الجامعات الإسلامية في المملكة العربية السعودية. الهدف الواضح من ذلك هو دعوة ألئك الطلبة إلى الإسلام.

فحصت مؤسسات أمريكية متخصصة الكتب التي تستخدمها الآلاف من المدارس الحكومية الأمريكية لدراسة الإسلام. وجد الخبراء الأمريكيون أن تلك الكتب تحرف وتزيف الإسلام والتاريخ الإسلامي. إذ أنها تروج وتمجد بشكل صارخ الإسلام، بينما تمسخ وتشوه المسيحية. إنها تبرر التاريخ الدموي العنيف للإسلام، بحذف حقيقة أن انتشاره من الجزيرة العربية تم بواسطة الغزو العسكري للجهاد الإسلامي. تفصل هذه الكتب بين الإسلام والإرهاب الإسلامي. كما تقدم المعتقدات الإسلامية كحقائق بدلا من معتقدات الدينية. وتنكر حقيقة أن الإسلام يضطهد المرأة ويخفض مرتبتها. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الواجبات المنزلية على تمارين تجعل التلاميذ يتصرفوا كما لو كانوا بالفعل مسلمين. هذه ليست دراسة وإنما محاولة لتحويل الأطفال الأميركيين إلى الإسلام في الخفاء.

مُروجوا الإسلام العاملين بأمريكا يقومون بالتأثير في الكتب المدرسية بتهدد ناشري الكتب المدرسية باتهامات العنصرية وكراهية الأجانب. مراجعة وتغيير التاريخ وحذف حقائق هامة منه هي من طرق السيطرة على الفكر التي استخدمها النازيون والشيوعيون في سعيهم إلى سيادة العالم. تُستخدم هذه الطرق على نطاق واسع اليوم في العالم الإسلامي.

و. ألجهاد بالمال

الجهاد بالمال بدلا من العنف يتم عن طريق التمويل الإسلامي والبنوك الإسلامية. إنه يسعى إلى التحكم في الحياة الإقتصادية للغرب. تحاول الدول العربية الإسلامية الغنية بالنفط السيطرة على الاقتصاد الأمريكي بشراء العقارات وأسهم الشركات الأمريكية. في عام 2008، وزاد حجم قطاع التمويل الذي يتوافق مع الشريعة الإسلامية على 800 مليار دولار. تشير التقديرات إلى أن هذا القطاع قد يصل إلى 4 تريليون دولار قبل فترة طويلة. المواقع المحتملة للنمو في المستقبل هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية وإندونيسيا وتركيا وسنغافورة وبعض الدول الغربية. لدى بريطانيا قطاع تمويل بحسب الشريعة أكبر من مصر وباكستان. أكثر من إثنين وعشرين مؤسسة مالية في بريطانيا تقدم خدمات متوافقة مع الشريعة الإسلامية، تسعة مؤسسات مالية في الولايات المتحدة تقدم مثل هذه الخدمات. أعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في لندن عام 2006 أن لندن ستصبح العاصمة العالمية للمعاملات المالية الإسلامية.

بعض المؤسسات المالية والشركات الأمركية تشترك في التمويل المتفق مع الشريعة الإسلامية لاجتذاب الاستثمارات الإسلامية من عائدات النفط. يكوّنوا استثمارات ومعاملات مالية تتوافق مع متطلبات الشريعة الإسلامية التي تحظر المعاملات المالية التي تحتوي على الربى، أو أصول معينة مثل الكحول والتبغ ولحم الخنزير والقمار وهيآت دينية غير إسلامية.

لكي تتوافق مع متطلبات الشريعة الإسلامية، يجب على الشركات المالية الغربية أن تخضع لآراء "مستشارين الشريعة." تقريبا كل ألئك المستشارين إسلاميون يريدون تدمير الغرب. يصدق ألئك المستشارون على أنه قد تم تعديل المنتجات المالية لتتوافق مع متطلبات الشريعة. مؤيدي التمويل المتوافق مع الشريعة يرون فرصة ذهبية للتوسع في حالة الركود الاقتصادي.

إشترى الإسلاميون العرب الأثرياء بعوائد النفط أسهم بنوك تعاني من مشاكل مالية، ثم طالبوا تعيين إمام إسلامي يوافقون عليه في مجالس إدارتها لضمان أن المنتجات المالية المقدمة للمسلمين هي "حلال." التمويل الحلال يضمن معاملة تفضيلية للمسلمين، بما في ذلك القروض وبطاقات الائتمان بدون فوائد.

الخدمات المالية التي تتوافق مع الشريعة هي امتداد للشريعة الإسلامية. إنها أداة للإسلام السياسي للسيطرة على الاقتصاد العالمي، ولتمويل الجهاد العنيف. قبول التعاملات المالية بحسب الشريعة يؤدي في نهاية المطاف إلى فرض قوانين الشريعة القمعية الوحشية. تشارك المؤسسات المالية الإسلامية في تمويل الإرهاب الإسلامي في جميع أنحاء العالم. من عام 1988 إلى عام 2001، حول بنك التقوى (المسجل في جزر البهاما) عشرات الملايين من الدولارات إلى المنظمات الإرهابية الإسلامية حماس والقاعدة وحركة الطالبان وغيرها. فرضت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي عقوبات على بنك ملي الإيراني لاشتراكه في دعم إيران لحماس وحزب الله، وفي تمويل البرنامج الذري لإيران. في الواقع، اعتبارا من عام 2010، بإيران ستة من أكبر المؤسسات المالية العشر المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.

ز. وسائل أخرى للجهاد

تشمل الوسائل الأخرى للجهاد: العصيان المدني (آل عمران 3: 149؛ الفرقان 25: 52؛ الأحزاب 33: 48؛ إلخ)، قمع حرية الدين والرأي، والتقية الإسلامية، والتعذيب، وكسر اليمين والمعاهدات، وارتفاع معدلات الخصوبة الإسلامية، والهجرة الإسلامية إلى الأراضي المسيحية، الخ.

(ج) الحروب القديمة في الكتاب المقدس

تبدأ الحروب الدينية وتحتد في إطار الدين. في العالم القديم، كانت الحرب حربا مقدسة مرتبطة بالدين. كانت تبدأ بأمر الآلهة، أو بموافقتهم عليها. وكانت مصحوبة بتقديم ذبائح لإرضائهم، وأجريت بمساعدة الآلهة الذين ضمنوا النصر. بعد نهاية المعركة، كان يتم شكر الآلهة بتقديم جزء من الغنائم كقربان.

كانت حروب إسرائيل القديمة ذات طابع ديني واضح. قبل خروج القبائل العبرية الإسرائيلية إلى المعركة، طلبوا من الرب الإله إرشادهم (القضاة 20: 23، 28؛ صموئيل الأول 14: 37؛ 23: 2، 4؛ الخ). كان المقاتلون الذين ساروا إلى المعركة مكرسين للرب، لا يمسون شيئا نجسا. أحضروا تابوت العهد، ألذي رمز إلى وجود الله معهم، إلى ساحة المعركة. كانت العلامة المرئية على التدخل الإلهي المباشر في المعركة هو تابوت العهد الذي حمله اللاويون. ولذلك، كان المقاتلون واثقين من النصر. "الرَّبُّ إِلهُكُمُ السَّائِرُ أَمَامَكُمْ هُوَ يُحَارِبُ عَنْكُمْ ..." (تثنية 1: 30؛ يشوع 24: 12). بعد الفوز بالنصر، احتفلوا بالنصر بترانيم تمجد الرب الإله. نفذوا دينونة وغضب الله على الكنعانيين لفسادهم وانحطاطهم. كان الكنعانيون خاطئين بلا أمل في التوبة والفداء.

كانت الحرب في إسرائيل القديمة أمرا مباشرا من الله. لم تكن لميزة الزعيم الشخصية أو للربح. في كثير من الأحيان، تجلت مشيئة الله الحي في المعارك المختلفة بمعجزات إلهية. على الرغم من أن إسرائيل القديمة كانت دولة بشرية، كانت تُظهر وتُعلن ملكوت الله على الأرض. مشاركة الله في تاريخها جعلها مملكته. لم تقاتل إسرائيل القديمة من أجل إيمانها، ولكن من أجل وجودها.

بعد الخروج من أرض مصر في حوالي 1450-1440 قبل الميلاد، كادت الحرب العدوانية أن تصبح أسلوبا لحياة العبرانيين لبضعة أجيال. بلغت ذروتها في عهد الملك داود (~1010-970 قبل الميلاد)، بلغت الأمة العبرية أوجها. بعد ذلك، أصبحت الحرب الدفاعية العرف السائد، حيث سعت الممالك العبرية إلى حماية حدودها من الغزاة الأجانب. كان المطلوب من الممالك العبرية أن تعطي ولائها الكامل للرب الإله. تبعيتها لدولة أجنبية أخرى كانت بمثابة عصيان للوصية الأولى من الوصايا العشر للتوراة. جاءت نهاية إسرائيل القديمة في حروب نتيجة لخطايا وعصيان بني اسرائيل. أدان الله عصيان شعبه. هزم الجيش الآشوري مملكة إسرائيل الشمالية واحتل عاصمتها، مدينة السامرة، في 722/1 ق.م. (هوشع 13: 16). في 586 قبل الميلاد، هزم الجيش البابلي مملكة يهوذا الجنوبية ودمر عاصمتها القدس.

لم يكن هدف حروب العبرانيين القديمة التي ذُكرت في الكتاب المقدس ليشوع (~ 1400 قبل الميلاد)، والقضاة (~1380-1050 قبل الميلاد) والملك داود (~1010-970 قبل الميلاد) نشر الدين اليهودي، أو الدفاع عن مبادئه وتعاليمه ضد الأديان الوثنية الأجنبية. لم يأمر إله الكتاب المقدس أو يدعم حربا لنشر الإيمان به. إله الإسلام مختلف جدا في هذا الصدد. فقد أسس عقيدة الجهاد الإسلامي، وجعلها واجبا على كل مسلم لنشر دينه بقوة السلاح، وقهر العالم للإسلام مدعيا أن المسلمين هم أفضل البشر (آل عمران 3: 110).

لقد مرت حوالي 3000 سنة منذ المعركة الأخيرة التي أقرها إله التوراة والإنجيل. حدثت هذه الحروب في الأزمنة القديمة، ومرت منذ ذلك الحين إلى الصفحات المتربة لكتب التاريخ القديم. حدثت هذه المعارك في العالم القديم أكثر من عشرة قرون قبل المسيح. لقد كان عالما مختلفا تماما في مرحلة بدائية من التطور والنمو الأخلاقي. مسيحيوا القرن الواحد والعشرين ليسوا إسرائيل القديمة. إنهم يخضعون للعهد الجديد للمسيح. من الخطأ محاولة استخدام هذه الحروب القديمة التي توقفت منذ حوالي 3000 سنة لتبرير الجهاد الإسلامي الذي مازال يُمارس في العصر الحديث حتى يومنا هذا. على الرغم من ذلك، يحتج بعض الإسلاميين أن التوراة تسمح بحروب دينية على غرار الجهاد الإسلامي (البقرة 2: 246-251). عليهم أن يواجهوا فارق زمني هائل قدره ثلاثة آلاف سنة. في الواقع، يختاروا تجاهل الاختلافات الشاسعة بين الحروب القديمة للتوراة والجهاد الإسلامي:

1. في العهد القديم للكتاب المقدس (التوراة، إلخ)، أمر الله، في دينونة إلهية (تثنية 9: 5)، بإبادة قبائل معينة محددة، كما هو الحال في طوفان نوح، وتدمير مدينتي سدوم وعمورة (تكوين 6: 1-8: 14؛ 18: 16-19: 29) ومدن في كنعان القديمة (صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ 15: 3؛ عدد 31: 14-18؛ تثنية 20: 10-17؛ يشوع 6: 21؛ 8: 24، 29؛ 10: 28، 40؛ 11: 11). في مدينتي سدوم وعمورة، لم يجد الرب الإله عشرة أشخاص صالحين حتى لا يدمر المدينتين بالنيران لأجلهم. كانت المجتمعات الكنعانية في حوالي 1500-1000 ق.م. تعيش في فساد وانحلال وانحطاط خلقي نهائي لا رجعة فيه. أدينوا بسبب أعمالهم الشريرة، وليس بسبب معتقداتهم الوثنية الخاطئة. مارسوا قتل أطفالهم وتقدمتهم ذبائحا لإرضاء آلهتهم الوثنية، ودعارة الرجال والنساء في معابدهم الوثنية، وعبادة الأفاعي، والسحر الأسود في شعائرهم وطقوسهم الدينية (تثنية 12: 31؛ 18: 9-12). كان هذا أسوأ بكثير من حالة شعوب الدول المحيطة بأرض كنعان في الشرق الأوسط القديم. لم يدمر الرب اللإله أي بشر كان لديهم استعداد للتوبة والتجديد والأصلاح.

لم توجد هذه الممارسات الوثنية الفاسدة في الجزيرة العربية والمناطق المجاورة لها في القرن السابع الميلادي والقرون اللاحقة. بالإضافة إلى ذلك، كان من المحتمل أن يقبل المشركون العرب، الذين قاتلهم محمد، الإيمان الصحيح تدريجيا سلميا. إذ قد آمن بعضهم باليهودية والمسيحية سابقا. لذلك، فإن الظروف التاريخية والسياق والثقافة مختلفة تماما عن تلك التي سادت كنعان القديمة. لم يكن العرب الوثنيون فاسدين بلا أمل في التوبة. هذا، بالإضافة إلى أن محمدا قد هاجم أيضا اليهود والمسيحيين الموحدين (التوبة 9: 29) الذين ادعى القرآن أنهم يعبدون نفس الإله (العنكبوت 29: 46؛ البقرة 2: 139).

2. بالإضافة إلى الدينونة الإلهية على الكنعانيين، أراد الله أن يحافظ على نقاء دين العبرانيين من الممارسات الفاسدة للكنعانيين (تثنية 20: 16-18). للأسف، الممارسات الدينية للمجتمعات الكنعانية الباقية التي لم تُدمر أثرت تدريجيا على دين العبرانيين، مما جلب غضب الله وعقابه على إسرائيل القديمة.

3. عاشت قبائل بني اسرائيل الإثنى عشر في مصر في عبودية واسترقاق كأمة من اللاجئين لنحو حوالي 400 سنة (تكوين 15: 13؛ أعمال الرسل 7: 6). قاتلوا الكنعانيين للحصول على مأوى لهم إذ كانوا أمة من اللاجئين بلا وطن. إستيطانهم أرض كنعان أوفى وحقق الوعد الإلهي لجدهم إبراهيم (تكوين 15: 18؛ تثنية 6: 18-19). كما اسكن الله هذه القبائل من الاجئين في أرض كنعان، أمرهم بتوفير المأوى للاجئين إلى أراضيهم (لاويين 19: 13).

4. الإله الحقيقي الحي لم يأمر بني إسرائيل في أي وقت أن ينشروا اليهودية بالقوة وبغزو واحتلال مناطق شاسعة بعيدة من أرض كنعان الصغيرة. لذلك، لم يغزوا بلاد ما بين النهرين ومصر. أعطى إله التوراة والإنجيل بني إسرائيل سيادة فقط على منطقة جغرافية معينة محدودة (خروج 23: 31؛ تثنية 11: 22-24). كما أمر الله بني إسرائيل بعدم مهاجمة بعض القبائل، مثل قبائل عيسو، والموآبيين، والعمونيين، الخ (تثنية 2: 5، 9، 19، 37؛ إلخ). في الواقع، أرسل الله يونان النبي بدون جيش كي يعظ سلميا في مدينة نينوى، التي تبعد مئات الأميال من أرض كنعان. انتشر الدين اليهودي بالتبشير السلمي، وليس بحد السيف. يختلف هذا كثيرا عما فعله الإسلام. إذ شن حروبا على بلاد بعيدة من الجزيرة العربية. سعى إلى الغزو العسكري للعالم بأكمله وقهره للإسلام. وقد بدأ ذلك محمد والخلفاء الراشدون الأربعة من بعده بالهجوم على الدول المجاورة التي لم تشكل تهديدا لهم (البخاري، الجهاد والسير 267.52.4؛ فرض الخمس 349.53.4، 350، إلخ).

5. الأوامر القرآنية لمحاربة الغير مسلمين ليست مخصصة ومقصورة على فترات زمنية محددة في التاريخ، أو أماكن معينة، أو قطاعات معينة من السكان والقبائل. أنها لا تحدد نقطة النهاية. إنها تتجاوز حدود الزمان والمكان (التوبة 9: 5، 29، 123؛ أبو داود 2526.8). هذه الأوامر مقننة في الشريعة الإسلامية وتنطبق على جميع الأزمنة والبلاد والشعوب في جميع أنحاء العالم. هذا يختلف تماما عن الأوامر الإلهية في كتب التثنيه ويشوع، إلخ للعهد القديم للكتاب المقدس (التوراة، إلخ)، التي كانت محددة للغاية وتقتصر على أوقات معينة وأماكن وقبائل معينة في أرض الميعاد (فلسطين). هذه القبائل التي عاشت في العصر البرونزي (الكنعانيين، والحثيين، والأموريين، إلخ) قد انقرضت ولا توجد في العصر الحديث (خروج 23: 23؛ تثنية 20: 17؛ إلخ). كانت هذه الأوامر موجهة فقط لهذه الحقبة القديمة في التاريخ. إنها لم تكن موجهة لجميع الأجيال القادمة. هذا العنف لم يصبح مقننا في الشريعة اليهودية. إنه مجرد تاريخ، وليس عقيدة ولاهوت. قصص العنف في كتب العهد القديم للكتاب المقدس تسرد التاريخ، ولا تأمر بعنف مماثل.

6. لا تعد التوراة شهداء القتال بالجنة الشهوانية في الآخرة، كما يفعل القرآن. كان محظورا أن يأخذ العبرانيون القدماء غنيمة حرب. عندما سقطت أسوار مدينة أريحا ودخلها جيش العبرانيين، ظلت مخازنها مملوئة. لم يستعبدوا أبنائها. ولم يغتصبوا نسائها كما لو كُن جزءا من غنيمة المعركة. على النقيض من ذلك، غنائم الحرب هي من أحد الدوافع الرئيسية للغزوات الإسلامية. تشمل هذه الغنائم النهب، واستعباد النساء والأطفال، واغتصاب النساء، الخ.

كان الإله الحي الحقيقي للكتاب المقدس واضح ودقيق ومستقر في دينونته الإلهية الشديدة لشرور الكنعانيين، ولم يعتمد على القوة العسكرية لبني اسرائيل (تثنية 20: 1). لكن، غيّر إله محمد رأيه بحسب الموقف. لم يحارب محمد المشركين في بعض الأحيان لأنه كان ضعيفا جدا عسكريا. ولذلك، قبل معاهدات هدنة. ولكن عندما نمت قوته العسكرية، نقض المعاهدات (التوبة 9: 1-5).

( د) حروب العالم المسيحي

على النقيض من عقيدة الجهاد الإسلامي العنيف، يدين إله الكتاب المقدس العنف، قائلا: "فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَماً" (إشعياء 1: 15؛ مزمور 5: 6). أوصى السيد المسيح تلاميذه أن يبشروا بالإنجيل سلميا: "وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. إشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّاناً أَخَذْتُمْ مَجَّاناً أَعْطُوا" (متى 10: 7-8؛ 28: 18-20، مرقس 16: 20). التبشير بإنجيل السيد المسيح يتضمن القيام بأعمال الخير والرحمة كما فعل السيد المسيح. يريد المسيحيون التبشير بالإنجيل بدافع محبتهم لإلههم ولجيرانهم.

من المهم توضيح الفارق الكبير بين انتشار المسيحية في القرون الثلاثة الأولى من العصر المسيحي، وعملية الأسلمة تحت ضغوط طوال التاريخ الإسلامي. على عكس الإسلام، لم تعتمد المسيحية في قرونها الأولى على قوة دولة أرضية لنشرها بالتوسع المسلح. رفض السيد المسيح أن يُتوج ملكا على مملكة أرضية (يوحنا 6: 15؛ 18: 36). إنه لم يتجسد لاقامة امبراطورية دنيوية في هذا العصر، ولكن لتأسيس مملكة الله الروحية، التي هي بداية الخليقة الجديدة. اعتنق الناس المسيحية عن اقتناع واعتقاد راسخ والتزام ومحبة للسيد المسيح. لم يرسل السيد المسيح وتلاميذه من بعده الجيوش الغازية للقهر، والسيادة، والضغط على الناس ليعتنقوا المسيحية. بدلا من ذلك، بعث المبشرين للتبشير بإنجيله في سلام وبدون سلاح.

في القرون الثلاثة الأولى للمسيحية، إنتشرت المسيحية بالتبشير بالانجيل وبالمعجزات المدعمة، وفقا لتعاليم وقدوة السيد المسيح على الأرض. إستخدم رسل السيد المسيح الكلمات، وليس السيوف، في التبشير بالمسيحية. وكان إستشهادهم شهادة حية عن إيمانهم. يدعي بعض الإسلاميين بأن آيات متى 10: 34-35 ولوقا 22: 36، 38 قد تشير إلى الحرب المقدسة. هذا فهم خاطئ لهذه الآيات لأنه يأخذ كلمات يسوع خارج السياق. متى 10 : 34-35 يتحدث مجازيا عن إنقسامات ومجادلات ناجمة عن خلافات حول رسالة السيد المسيح. قد تؤدي هذه الخلافات الى تهديدات للذين اختاروا أن يتبعوه. لوقا 22: 36، 38 يشير إلى خنجر أو سيف قصير إستخدمه المسافرون لقطع اللحوم ولحماية أنفسهم من قطاع الطرق والحيوانات البرية. لتوضيح هذا، أخبر يسوع تلاميذه أن سيفين كافيان. من الواضح أنه لم يتحدث عن معركة حربية لأنها تحتاج إلى سيوف كثيرة. في الواقع، في ليلة القبض عليه، عندما ضرب بطرس عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه، أجاب السيد المسيح قائلا: "... رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟" (متى 26: 52-54).

عندما تعرض السيد المسيح للتهديد، لم يقاوم بأسلحة. لكنه ببساطة ابتعد عن مصدر التهديد (يوحنا 7: 1؛ 8: 59؛ متى 12: 14-15؛ لوقا 4: 28-30). وقد أوصى تلاميذه أن يحذوا حذوه إذا تعرضوا لتهديد (متى 10: 23). فتبعوا تعاليمه (أعمال الرسل 8: 1، 4؛ 9: 28-30؛ 13: 50-51؛ 14: 5-7). رفض السيد المسيح معاقبة الناس الذين رفضوه (لوقا 9: 55-56). وتنبأ عن اضطهاد المسيحيين قائلا: "سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلَّهِ" (يوحنا 16: 2؛ رؤيا 12: 7، 8، 17).

تدعو المسيحية إلى العيش في سلام مع الجميع (رومية 12: 18؛ بطرس الأولى 3: 8-12). وتحظر العنف إلا إذا كان ضروريا جدا للدفاع عن النفس. في الواقع، علم السيد المسيح أن الغضب خطيئة: "قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ" (متى 5: 21-22). بالإضافة إلى ذلك، تحظر المسيحية الانتقام: "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ" (رومية 12: 19-21).

كما أوصى السيد المسيح قائلا: "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ" (متى 5: 43-48).

(1) العقيدة المسيحية بخصوص الحرب

المسيحية الأرثوذكسية الشرقية تقدم مبدأين بشأن الحرب: مبدأ الحرب العادلة، ومبدأ المسالمة المطلقة. مبدأ المسالمة المطلقة هو المثل الأعلى الروحي الذي سوف يتحقق بالكامل في الدهر الآتي. فضيلته الرحمة. يُعتبر مبدأ الحرب العادلة الأرثوذكسي السائد في هذا العصر أقل صلاحا. العدل فضيلته. مبدأي الحرب العادلة، والمسالمة المطلقة يصران على المبدأ الأخلاقي الأساسي أنه ينبغي عدم فعل الشر حتى يأتي الخير. الغاية لا تبرر الوسيلة.

مبدأ المسالمة المطلقة يحظر المقاومة بالقوة. إنه يدعو إلى التسامح ونبذ العنف وعدم المقاومة. يشهد دعاة السلام للعالم من حولهم على أمل المساعدة في تحويل ممالكه الخاطئة إلى ملكوت الله السلمي المثالي النهائي. دعاة المسالمة المطلقة يركزون اهتمامهم على المبدأ أكثر من العواقب. يحظر على رجال الدين والرهبان الإرثوذكس المشاركة في أي نشاط عسكري لأنه لا يتفق مع التزامات خدمتهم الدينية.

مبدأ الحرب العادلة يعتبر الحرب العادلة عملا صالحا من الأفضل المشاركة فيه. إنها حرب تقوم بها سلطة سياسية شرعية من أجل الدفاع عن شعب الله. هدفها هو منع الشر وحماية الآخرين. تسعى إلى تقليل الأذى للمقاتلين وغير المقاتلين على حد سواء، وتحقيق الإنتصار بسرعة وبكفاءة. الحرب العادلة مؤسسة على النية الروحية السليمة. ينبغي أن لا يكون من دوافعها الانتقام أو البر الذاتي أو القهر والسيادة. ينبغي أن تكون أهدافها النهائية المغفرة وإصلاح العدو.

المسيحية الغربية (الكاثوليكية والبروتستانتية التقليدية) تعمل بمبدأ الحرب العادلة. يجب أن تتوافق الحرب العادلة مع ستة شروط:

1. سلطة سياسية تأمر بالحرب. ينبغي أن تعبر السلطة السياسية عن إرادة الشعب في نظام سياسي عادل (مثل السلطة السياسية للدولة الديمقراطية، أو سلطة سياسية ثورية، إلخ).
2. قضية عادلة لشن الحرب. وهذا يشمل الدفاع عن البلد، والدفاع عن الجار الضعيف البريء من عدوان غاشم، منع المذابح، الخ.
3. النية الصحيحة؛ مثل ضمان الخير العام، وتصحيح خطأ، الخ.
4. الملجأ الأخير. الحرب هي الوسيلة الوحيدة المعقولة لتصحيح الخطأ. جميع الوسائل الأخرى السلمية غير عملية أو غير فعالة.
5. إحتمالات جدية للنجاح.
6. يجب أن لا تُنتج الحرب العادلة شرورا أعظم من الشر الذي تحاول القضاء عليه. يجب أن تكون المنافع المتوقعة متناسبة مع الشرور المتوقعة من الحرب.

يفرض مبدأ الحرب العادلة قواعد معينة للسلوك يتعين مراعاتها في القتال. فإنه يحظر العنف والدمار الغير ضروري، والنهب والاغتصاب والمذابح وأعمال الانتقام. كما ينهي أن يتعرض أسرى الحرب للتعذيب أو سوء المعاملة. الحرب العادلة هي عمل صالح بدافع فضيلة محبة الله والجار. تُقيد الشر وتحمي الأبرياء. يرغب المحارب حماية جاره من المعتدي الظالم لأنه يحبه، ولأن الله يكره الظلم. "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ" (يوحنا 15: 13). المحارب في الحرب العادلة لا ينوي إيذاء المدنيين غير المقاتلين. يتم بذل كل جهد في الحرب العادلة لتقليل خسائر المدنيين، التي هي غير مقصودة في حالة حدوثها. يأسف المحاربون أنهم يعيشون في عالم خاطئ يحتم عليهم قتل المقاتلين الأعداء في ساحة المعركة حتى يكبحوا جماح الشر. لكنه من الأكثر مدعاة لأسف المحاربين مشاهدة الآخرين معرضين للإيذاء والقتل ظلما بينما في إمكانهم وضع حد لهذا الظلم.

(2) أمثلة للحروب العادلة

تم كسر سيف الإسلام في العديد من الحروب العادلة في التاريخ. فيما يلي بعض الأمثلة:

1. معركة تور (جنوب فرنسا). في 10 أكتوبر، 732 م، مائة سنة بعد موت محمد، غزا جيش إسلامي هائل بقيادة عبد الرحمن الغافقي جنوب فرنسا من اسبانيا. لقد فاق عدد الجيش الإسلامي عدد الجيش المسيحي المدافع تحت قيادة تشارلز مارتيل بما لا يقل عن أربعة إلى واحد. ومع ذلك، هزم شارل مارتل الجيش الإسلامي في هذه المعركة الحاسمة في التاريخ، مما أوقف زحف الجيوش الإسلامية في أوروبا الغربية. وقد قُتل زعيم الجيش الإسلامي والعديد من أبرز قواده في هذه المعركة.

2. تحرير شبه الجزيرة الأيبيرية (إسبانيا والبرتغال):

استغرق النضال لتحرير إسبانيا من الغزاة الإسلاميين 781 سنة من 711 إلى 1492. أغلق أخيراً تحرير إسبانيا الباب الذي حاول الإسلام من خلاله شق طريقه بالقوة إلى أوروبا من الغرب. من أهم معارك التحرير: معركة العقاب (معركة لاس نافاس دي تولوسا؛ 16 يوليو 1212) ، ومعركة ريو سالادو (30 أكتوبر 1340).

1.2. معركة العقاب (معركة لاس نافاس دي تولوسا؛ 16 يوليو 1212). سعى الخليفة الموحّد الناصر (حكم من 1199 إلى 1213) إلى استئصال المسيحية في إسبانيا بالنار والسيف. كان الجيش الإسلامي، الذي جاء من شمال أفريقيا، يفوق الجيش المسيحي في العدد على الأقل بنسبة إثنين إلى واحد. إندلعت المعركة في 16 يوليو 1212 في لاس نافاس دي تولوسا التي تقع جنوب مدينة توليدو بأكثر من مائة ميل. بعد قتال عنيف، نجح المقاتلون المسيحيون في اختراق مركز الجيش الإسلامي وهزموا الجنود العبيد الأفارقة الذين كانوا مسلسلين حول خيمة الخليفة لحمايتها. إمتطى الخليفة حصانه وأسرع هاربا. أصبح معسكر جيشه مقبرة لجنوده الجهاديين الإسلاميين. لقد انهار جيشه الضخم ودُمر بالكامل. إستشهد في هذه المعركة حوالي ألفين جندي مسيحي، بينما سقط عشرات الآلاف من الجهاديين المسلمين في هذه المعركة المصيرية (الرقم الدقيق غير معروف). النصر المسيحي الحاسم في هذه المعركة الرئيسية كان بمثابة نهاية للهيمنة الإسلامية في إسبانيا. جميع الكنائس التي حولها الغزاة الإسلاميون إلى مساجد، أعيد تكريسها ككنائس لخدمات العبادة المسيحية.

2.2. معركة ريو سالادو (30 أكتوبر 1340). كانت معركة ريو سالادو (المعروفة أيضاً بمعركة طريفة) معركة جيوش الملك ألفونسو الرابع ملك البرتغال والملك ألفونسو الحادي عشر ملك كاستيل ضد جيوش السلطان أبو الحسن علي من سلالة المرينيين المراكشية ويوسف ألأول سلطان غرناطة. كان هذا الغزو الإسلامي المحاولة الأخيرة من المرينيين لإقامة قاعدة نفوذ لهم في شبه الجزيرة الإيبيرية. حشد المرينيون جيشًا هائلا. بعد عبور مضيق جبل طارق وهزيمة أسطول مسيحي في جبل طارق، تحركوا إلى نهر سالادو بالقرب من طريفة حيث التقوا بالجيش المسيحي. كان حجم الجيش الإسلامي أكثر من ثلاثة أمثال حجم الجيش المسيحي على الأقل. ومع ذلك، بعد ثلاث ساعات (9:00 صباحا حتى الظهر) من القتال العنيف، عانى المرينيون من هزيمة ساحقة حاسمة على يد الائتلاف البرتغالي الكاستيلي في هذه المعركة، وأخيرا اضطروا للانسحاب من الأندلس وعادوا إلى أفريقيا. قُتل العديد من قادة الجيش الإسلامي في هذه المعركة. فر السلطان، ولجأ إلى جبل طارق، وعبر إلى سبتة في سفينة حربية في نفس الليلة. لم يستطع أي جيش إسلامي غزو شبه الجزيرة الأيبيرية بعد ذلك. ومع ذلك، لم يتم تحرير جبل طارق من الإستعمار الإسلامي حتى عام 1462.

3. معركة كوليكوفو (روسيا). هزم جيش روسي من نحو 60,000 جندي بقيادة ديمتري، أمير موسكو، جيش المغول الإسلامي الغازي من نحو 125,000 جندي بقيادة خان ماماي في 8 سبتمبر، 1380م في حقل كوليكوفو في روسيا. وقد بارك هذه المعركة القديس سرجيوس من رادونيز، الذي أرسل اثنين من رهبانه (جنود سابقين) للانضمام الى قوات ديمتري، وتنبأ بالإنتصار الروسي في هذه المعركة. أوقفت هذه الهزيمة الزحف الإسلامي في أوروبا الشرقية.

4. معارك فيينا (النمسا). غزت جيوش الإمبراطورية العثمانية فيينا مرتين. قاد السلطان العثماني سليمان جيشا ضخما في عام 1529 لغزو فيينا. صدت قوات الدفاع المسيحية القوات العثمانية الإسلامية التي فاقتها كثيرا في العدد، وانتهى الحصار العثماني. في عام 1683، للمرة الثانية، حاصر فيينا لمدة شهرين جيش عثماني إسلامي ضخم من نحو 200,000 جندي بقيادة الوزير الأول مصطفى. فاق عدد الجيش العثماني عدد جيوش الدفاع المسيحية بنسبة ثلاثة الى واحد. على الرغم من ذلك، أحرزت الجيوش المسيحية بقيادة الملك البولندي يان سوبيسكي نصرا حاسما على الجيش العثماني الإسلامي في هذه المعركة النهائية لفيينا في 12 سبتمبر، 1683. أمر السلطان العثماني محمد بإعدام الوزير الأول. أنهت معارك فيينا الزحف الإسلامي في وسط أوروبا.

5. معركة مالطا. في عام 1565، هاجمت الإمبراطورية العثمانية جزيرة مالطا من أجل السيطرة على البحر الأبيض المتوسط بأسطول ضخم من 193 سفينة حربية. فاق عدد القوات العثمانية الإسلامية عدد قوات الدفاع المسيحية بالجزيرة بأكثر من ثلاثة الى واحد. صمدت القوات المسيحية لحصار دام أكثر من أربعة أشهر. في النهاية، هزمت قوات الدفاع المسيحية الهجوم الهائل التركي الإسلامي. تقهقرت القوات التركية وهربت في 11 سبتمبر بعد إصابتها بخسائر فادحة. ما يقرب من عشرين ألف جندي عثماني وخمسة آلاف مدافع مسيحي ماتوا في هذه المعركة.

(3) الحروب الصليبية

يحاول بعض الإسلاميين المقارنة بين الجهاد الإسلامي والحروب الصليبية المسيحية في العصور الوسطى. في الواقع، توجد اخلافات شاسعة بينهما:

1. لقد دعا السيد المسيح الجميع إلى الإيمان به طوعا، وليس عنوة. لم يطلب من تلاميذه أن يرغموا أحدا إلى المسيحية بالقوة. في الواقع، حضهم على محبة أعدائهم (متى 5: 44). في القرون الثلاثة الأولى للمسيحية بعد قيامته، نشر تلاميذه المسيحية بالتبشير بالإنجيل في ظل اضطهاد روماني وثني وحشي. لم يُكون السيد المسيح والمسيحيون الأوائل جيوشا لمهاجمة غير المسيحيين وإجبارهم على المسيحية. انتشرت المسيحية على أشلاء ودماء شهدائها المؤمنين المسالمين في قرونها الثلاثة الأولى. أيد الله الحي القدير مسيحه ورسالته.

إتسمت الحروب الصليبية في القرون الوسطى بالعنف وأدت إلى فظائع تحت راية الصليب وباسم المسيحية. لم يتبع الصليبيون تعاليم ومثال السيد المسيح في القيام بحملاتهم العسكرية. لا شك أن السيد المسيح يشجب ويستنكر فظائعهم. بدلا من ذلك، حذوا حذو الجيوش الإسلامية في غزواتها. بدأ مفهوم الحرب المقدسة في أوروبا في القرون الوسطى نتيجة للتأثير الإسلامي. هو فكرة إسلامية دخيلة نقلها المسيحيون. إنه ليس عقيدة مسيحية أصلية. لذلك إنتهت منذ قرون مضت.

على العكس من ذلك، المجاهدون المسلمون، الذين يلجأون إلى العنف والإرهاب باسم إلههم الإسلامي، يجدون الكثير من الدعم لأعمالهم في تعاليم القرآن وأقوال ومثال محمد نفسه، نبي الإسلام. إذ أن محمد قد شن الجهاد الإسلامي في القرن السابع الميلادي. إنتشر الإسلام عن طريق الغزوات العسكرية العنيفة منذ بدايته في الجزيرة العربية كما يخبرنا التاريخ الذي دونه مؤرخون مسلمون مثل البلاضوري (ت. 892) والطبري (838-923)، إلخ. في الواقع، التاريخ الإسلامي هو قصة عنف وسفك دماء منذ زمن محمد إلى يومنا هذا. إذا كان ينبغي على الغرب المسيحي أن يعتذر عن أي شيء في الحروب الصليبية، فإن العالم الإسلامي ينبغي أن يعتذر عن الأكثر بكثير من فظائع حروب الجهاد الإسلامي التي بدأت قرون عديدة قبل الحروب الصليبية ولم تنتهي بعد.

2. إستغرقت الحروب الصليبية حوالي قرنين من الزمان (1095-1291م)، وحدثت معاركها في الأرض المقدسة بفلسطين وحولها. تختلف حروب الجهاد الإسلامي عن ذلك كثيرا. إذ أنها استمرت 14 قرنا من الزمان في مناطق كثيرة تمتد من أسبانيا إلى الفلبين. لن نناقش تاريخ الحروب الصليبية بالتفصيل هنا. لم يكن الهدف الرئيسي من الحروب الصليبية فرض المسيحية على أحد، ولم يكن الهدف كسب غنائم. كان هدفها العادل حماية المقدسات المسيحية في الأراضي المقدسة من تدمير وانتهاك اللإسلاميين المتعصبين المتطرفين، وحماية الحجاج المسيحيين من العدوان الإسلامي. شمل الإضطهاد الإسلامي للمسيحيين نهب وسلب الأديرة وتدمير الكنائس وقتل وابتزاز الحجاج المسيحيين. لقد بدأت الحروب الصليبية للدفاع عن قضية عادلة. لكنها انحرفت عن هدفها العادل. قد كانت رد فعل متأخر محدود لقرون من العدوان الإسلامي المتكرر الذي بدأ أكثر من 450 سنة قبل شن الحملة الصليبية الأولى، وازدادت حدته وقسوته عن أي وقت سابق في القرن الحادي عشر، واستعمر ثلثي العالم المسيحي. كان جهدا متأخرا فاشلا لتحرير الأراضي المسيحية من الاستعمار الإسلامي الجائر الطاغي. قاتل المسيحيون للدفاع عن، وتحرير أراضيهم المقدسة من الإستعمار الإسلامي، بينما قاتل المسلمون لمواصلة احتلال وقهر الأراضي المسيحية، واستغلال الشعوب المسيحية بها. لقد بدأ محمد، نبي الإسلام، الجهاد العالمي بتهديده في رسالة بعث بها الى القادة غير المسلمين للدول المجاورة قائلا لهم "...إسلم تسلم..."

كان الفرنجة أكثر الصليبيين حماسا لأنهم قد عانوا من الجهاد الإسلامي والرزايا لقرون من الزمان على الحدود الأسبانية، وعرفوا تماما فظاعة الإضطهاد الإسلامي للمسيحيين. نقلت الحروب الصليبية ميادين القتال لبلاد العدو لحماية الغرب من غزو الجهاد الإسلامي المدمر. نجحت هذه الإستراتيجية لحقبة من الزمان حتى سقوط آخر قلعة صليبية في أنطاكية في 1271 للجيوش الإسلامية. بعد ذلك، شنت الجيوش العثمانية لمدة 400 سنة حروب جهاد إسلامي على جنوب وشرق أوربا حتى وصلت أبواب فينا مرتين.

لم تكن الحروب الصليبية حروب غزو عدوانية، وإنما كانت حروب دفاع عن الأراضي المسيحية المهددة. تم النداء بالدعوة الأولى لحملة صليبية في عام 846م للدفاع ضد حملة عربية إسلامية نهبت كاتدرائية القديس بطرس في روما. أصدر مجمع كنسي في فرنسا نداءا لحشد العالم المسيحي ضد أعداء المسيح. ووعد البابا ليو الرابع بمكافأة سماوية للذين يستشهدوا في قتال المعتدين الإسلاميين. بعد ذلك بقرنين من الزمان، بعد الإستيلاء على أراضي مسيحية أكبر من فرنسا، هدد السلاجقة الأتراك المتعصبون الإسلاميون القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. لذلك، طلب الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول (1081-1118) من الغرب مساعدة عسكرية في مجلس بياسنزا في 1095. كان هذا هو السبب في بدء الحملة الصليبية الأولى بعد قرون من العدوان العسكري الإسلامي الذي قهر ثلثي العالم المسيحي.

بعد حصار دام خمسة أسابيع، دخل الصليبيون القدس في 15 يوليو 1099. قتلوا العديد من سكانها. كانت فظائع الصليبيين في القدس عمل شائن. كانت عملا غير مسيحي. حاذوا في ذلك حذو الفظائع المماثلة للجيوش الإسلامية عند غزوها للمدن. هذا ليس تبريرا لسلوك الصليبيين، لأن الخطأ لا يبرر خطآ آخر مثله.

تكثر الأمثلة على الفظائع الإسلامية في نفس الفترة التاريخية بعينها. في عام 1077، بعد احتلال مدينة القدس، قتل الأتراك السلاجقة الإسلاميون 3000 من المسيحيين واليهود. في عام 1148، أمر القائد الإسلامي نور الدين بقتل كل مسيحي في مدينة حلب. بعد هزيمة الصليبيين في معركة حطين في 4 يولية 1187، أمر صلاح الدين الأيوبي، القائد الإسلامي، بقطع رؤوس جميع الأسرى المسيحيين. في عام 1268، بعد احتلال مدينة أنطاكية، أمر السلطان المملوكي الإسلامي بيبرس الأول بقتل 16000 مسيحيين، بما في ذلك الرهبان والكهنة، وبيع 100,000 رجال مسيحيين ونساءهم وأطفالهم كعبيد، وهدم كنائس ودنس هياكلها. في 29 مايو 1453، دخلت القوات العثمانية الإسلامية مدينة القسطنطينية (اسطنبول). قتل الجنود المسلمون كل من التقى بهم في الشوارع من الرجال والنساء والأطفال دون تمييز. سالت دماء الضحايا في أنهار في الشوارع المنحدرة للمدينة.

بوجه عام، سمح الصليبيون للمسلمين المحليين في أراضيهم العيش في سلام وممارسة شعائرهم الدينية بحرية. سمحوا لهم بالاحتفاظ بجميع ممتلكاتهم. في الواقع، فضل المسلمون أن يعيشوا في ظل حكم الصليبيين الذين تعاملوا معهم بالعدل، من العيش تحت نير الحكام الإسلاميين الذين تعاملوا معهم بظلم. كان المستوى العام للضرائب في المناطق التي حكمها الصليبيون أقل من المناطق المجاورة التي حكمها أمراء مسلمون. لم تكن الحروب الصليبية هي التي أنهت مجد العرب في التاريخ، بل كان الأتراك الاسلاميون هم الذين حولوا العرب الى مواطنين من الدرجة الثانية في العالم الإسلامي. إزدادت التأثيرات السياسية والتجارية على الحملات الصليبية بمرور السنين. عانى المسيحيون في كل من الشرق الأوسط وأوروبا من الجيوش الصليبية اللاحقة. في الواقع، لم تقاتل الحملة الصليبية الرابعة (1202-1204 م) المسلمين. بل قاتلت الإمبراطورية البيزنطية المسيحية، ونهبت عاصمتها القسطنطينية (اسطنبول حاليا).

(ه) إستنتاج

تتفق مبادئ المذاهب الثلاثة الرئيسية للمسيحية التقليدية (الأرثوذكسية الشرقية، والكاثوليكية، والبروتستانتية) بشأن مسألة الحرب. يتفقون على أن بعض الحروب عادلة وفاضلة ولها ما يبررها. بالإضافة إلى ذلك، تتيح المسيحية خيار مبدأ المسالمة المطلقة. العقيدة الإسلامية بشأن شن الحرب المقدسة (الجهاد) لنشر الدين بالقوة ليس لها مثيل في المسيحية. في الواقع، لا يوجد هذا المبدأ في أي من أديان العالم الرئيسية الأخرى. أسس جميع الأديان الرئيسية في العالم رجال مسالمون، باستثناء الإسلام الذي أسسه محمد الذي كان رجل قتال. لا يسر الإله الحقيقي الحي القدير سفك الدماء، "فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَماً" (إشعياء 1: 15). التبشير باللإله الحقيقي هو بالإعلان والمنطق والدعوة دون عنف وضغوط وتهديدات بالقتل.

من المهم التمييز بين تعاليم دين وأعمال أتباعه. لذلك، على الرغم من أن السيد المسيح يُعلم نقاء القلب والرحمة والمحبة والغفران، كثير من المسيحيين بالإسم لا يتبعون تعاليمه. من ناحية أخرى، على الرغم من أن محمدا يُعلم تعدد الزوجات والجهاد والعنف وسفك الدماء والقتل، كثير من المسلمين لا يتبعون تعاليمه. طريق المسيح يؤدي إلى تجديد الحياة والخلاص. طريق محمد يؤدي إلى الموت والدمار.

تنتهي التعاليم القرآنية بالسورة الأكثر عنفا في القرآن: سورة التوبة التي كانت آخر سورة أعطاها محمد في القرآن. على النقيض من ذلك، تتوج تعاليم الكتاب المقدس النعمة والحب والرحمة والتضحية بالنفس.

المسيحية هي دين السلام. ليس بها حركة جهادية عنيفة. ليست هناك جماعات مسيحية في أي مكان في العالم اليوم ترتكب أعمال العنف وتبررها بآيات من الكتاب المقدس أوبتعاليم مسيحية. من ناحية أخرى، العديد من الجماعات الإسلامية ترتكب أعمال العنف وتبررها بآيات من القرآن وبتعاليم إسلامية. الوصية النهائية للإسلام هي الجهاد العنيف. ألوصية النهائية للمسيحية هي المحبة والغفران.

يدّعي بعض الإسلاميون أن الجهاد الإسلامي هو فقط للدفاع عن النفس، ومحاربة الظلم. المشكلة في هذا هي أن التعاريف الإسلامية للدفاع عن النفس والظلم واسعة جدا. على سبيل المثال، يُعتبر الحكام الذين لا يعترفوا بحكم الإسلام ظالمين. هذا بالإضافة إلى الحقيقة التاريخية أن جميع معارك محمد كانت معارك هجومية عدوانية، باستثناء معركتي الأحود (625 م) والخندق (627 م). قد يُشن الجهاد للدفاع ضد الطغيان. لكن، التعريف الإسلامي للطغيان هو أي شيء يتعارض مع الإسلام؟

النجاح في بناء إمبراطورية إسلامية كبيرة في القرن الأول للإسلام لا يشير إلى الموافقة الإلهية على دينها وإديولوجيتها. إمبراطوريات قديمة عظمى، مثل الإمبراطوريات اليونانية والفارسية والرومانية، فاقتها في الحجم، على الرغم من أنها كانت وثنية تعبد الأصنام. كانت الإمبراطورية الرومانية وثنية، واضطهدت المسيحية حتى مرسوم ميلان عام 313 م. كون الإسكندر الأكبر، ملك ماكدونيا (336-323 ق.م.)، إمبراطورية هائلة في ثلاثة عشر عاما، أكبر بكثير من الإمبراطورية التي كونها محمد في إثنين وعشرين عاما في شبه الجزيرة العربية. مات الإسكندر الأكبر شابا يبلغ من العمر 32 عاما. يقول لنا التاريخ أن ادعائات القرآن بشأنه إدعاءات خاطئة (الكهف 18: 83-98). إذ أنه لم يؤمن بالله ولم يعبده. وكان داعرا. وقد ارتكب أشد الشرور إذ ادعى أنه إلها وطلب من الناس أن يعبدوه. في التاريخ الحديث، في غضون خمس سنوات، بنت ألمانيا النازية بقيادة هتلر إمبراطورية مساوية لحجم الإمبراطورية التي بناها الإسلام في مائة سنة من الحروب الدموية. لم يبارك الإله القدير الحقيقي الإمبراطورية النازية لإنها ارتكبت الكثير من الفظائع. في هذا الصدد، نحن بحاجة إلى أن نتذكر الأفول الطويل المستمر للأمة الإسلامية على مر القرون القليلة الماضية بدون نهاية في الأفق، والانتصارات العسكرية المتكررة لإسرائيل، الدولة الصغيرة، على الجيوش الإسلامية الضخمة، مما يمثل تحديا جديا لادعاءات التفوق الإسلامي.

لا ينبغي قياس حقيقة دين بحسب عدد معتنقيه. البوذية والهندوسية ينافسا الإسلام في عدد أتباعهما. لكنهما ديانتين وثنيتين. النجاح الإلهي لا يتفق بالضرورة مع توقعات الإنسان ومنطقه، ولا يمكن تقييمه بالمعايير البشرية. على سبيل المثال، كان الملك داود، أعظم ملوك إسرائيل القديمة، محارب ناجح. وسع أراضي مملكته إلى حد كبير. غزا مدينة القدس وجعلها عاصمته (صَمُوئِيلَ الثَّانِي 5: 6-10). أراد أن يبني معبدا للرب. لكن الله منعه عن ذلك قائلا: "قَدْ سَفَكْتَ دَمًا كَثِيرًا وَعَمِلْتَ حُرُوبًا عَظِيمَةً، فَلاَ تَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً كَثِيرَةً عَلَى الأَرْضِ أَمَامِي" (أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ 22: 8؛ 28: 3).

يتم مرارا وتكرارا تأكيد أهمية الحرب الدينية (الجهاد) ضد الغير مسلمين في القرآن، والحديث، وسنة محمد، والتاريخ الإسلامي، وكل مذاهب الشريعة الإسلامية. يمدح الإسلام العنف، ويدعو إلى التعصب والتوسع. الهدف النهائي للجهاد هو أن يسود الحكم الإسلامي بالقوة العسكرية (البخاري، الجهاد والسير 65.52.4، 196). الغرض الرئيسي للجهاد الإسلامي هو غرض سياسي، وليس ديني. إنها لحقيقة تاريخية أنه ،باستثناء بعض الجزر الإندونيسية، لم تقبل أي أمة على وجه الأرض الإسلام طوعا. إنتشر الإسلام بالقرآن في يد والسيف في اليد الأخرى. بحسب التاريخ الإسلامي، الإسلام المسالم لم يوجد أبدا. يدعي الإسلام سموه على غيره من الأديان (التوبة 9: 33). كما يدعي أن الأمة الإسلامية أفضل من جميع شعوب العالم (آل عمران 3: 110). لكن، السلسلة الطويلة من الهزائم العسكرية على يد المسيحيين واليهود من أوروبا وأمريكا تقوض هذا الادعاء بالتفوق. الإسلام هو دين السيف. إله الإسلام يأمر بحرب الجهاد لنشر الإسلام في العالم أجمع. ولذلك، الهزائم العسكرية المتلاحقة الكثيرة للجيوش الإسلامية في ساحات القتال، تُعد هزائم للإله الإسلامي؟ هذا يجلب ظلال الشك إلى حقيقة إدعاءات الوحي الإسلامي بأكمله؟

وفقا للإحصاءات التي جمعها بيل وارنر، مدير مركز دراسة الإسلام السياسي، جزء صغير فقط من النصوص التأسيسية الإسلامية (القرآن، والحديث، والسنة النبوية) مكرس للدين. بقيتها تتناول الإسلام السياسي (الغير مسلمين، والسياسة، والجهاد العنيف). وفقا لوارنر، حتى الجحيم الإسلامي سياسي. يشير إليه القرآن 146 مرة. 6% فقط من هذه الإشارات تخص المسلمين الذين في الجحيم لفشل أخلاقي (القتل، السرقة، إلخ). 94% من هذه الإشارات إلى الجحيم تخص ألئك الذين في الجحيم لاختلافهم مع محمد، الذي يشكل جريمة سياسية. هذا يجعل الجحيم الإسلامي سجنا سياسيا لأولئك الذين يعارضون الإسلام. يهدف الجزء الديني الصغيرة للإسلام إلى توحيد وحشد الأمة الإسلامية لشن حروب عدوانية ضد غير المسلمين (الجهاد العنيف) من أجل إقامة إمبراطورية إسلامية تهيمن على العالم بأسره. واضح هذا من مظاهرات غوغاء المسلمين العنيفة في الدول الإسلامية التي غالبا ما تتبع صلاة الجمعة في المسجد. في الواقع، إعتاد الإمام أن يقف في محراب المسجد ليؤدي خطبة الجمعة ملوحا بالقرآن في يد والسيف أو البندقية في اليد الأخرى. لذا، فإنه لا يمكن تصنيف الإسلام كدين. بل هو إيديولوجية سياسية استبدادية إمبريالية عدوانية.

الإسلام هو مذهب سياسي، أكثر منه دينا. إنه مذهب سياسي مغطى بقشرة رقيقة خادعة من الطقوس الدينية السطحية العقيمة التي لا تجدد قلب الإنسان من الداخل. ينطبق على هذا المثل الشائع الذي يقول: "يصلي الفرض، وينقب الأرض." الإسلام هو حركة سياسية فاشية تشبه الشيوعية والنازية إخترعها نبي الإسلام وأتباعه. هو أداة قوية من الهيمنة والتسلط لأنه، على عكس الشيوعية والنازية، يدعي سلطة إلهية، مما يجعله أكثر خطورة منهم. في الواقع، يوجد تشابه ملحوظ بين تعاليم هتلر في كتابه " كفاحي" (1924) وتعاليم الإسلام. إدعى الطغاة على مر العصور أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي دون خلق مجتمع يتبع مذاهبهم السياسية. للينين، كان على الجميع الخضوع للشيوعية؛ لهتلر، للنازية؛ لمحمد، للإسلام. عرّفوا السلام فقط من وجهة نظر مذاهبهم السياسية الخاصة. ليس هدف الإسلام تحسين أخلاق المسلمين وحياتهم. إنما هدفه تخليد بقائه. هدف الإسلام ليس خلاص النفوس من الجحيم الأبدي، بل هو بناء إمبراطورية عالمية.

إذا أزيلت القشرة السطحية الخادعة للإسلام التي تدعي الوحي الإلهي الوهمي، أصبح التاريخ الإسلامي تاريخ أحد أمراء الحرب (محمد) وأتباعه الذين قهروا ونهبوا جزءا كبيرا من العالم القديم مدعين أن إلههم الزائف أمرهم بذلك. إخترعوا الإسلام واستخدموه كأداة للغزو والنهب. عندما توقف المسلمون عن العنف ضد غير المسلمين بسبب ضعفهم، تحولوا وبدأوا أعمال العنف ضد بعضهم البعض. يدعي السلفيون والوهابيون أن المسلمين الآخرين كفارا لعدم ممارستهم الإسلام بطرقهم. يبرر هذا استخدام العنف ضدهم (التوبة 9: 73؛ إلخ).

وُلد الاسلام في العنف، وانتشر بالعنف، وما زال يمارس العنف حتى يومنا هذا. على الرغم من أن المسلمين يشكلون نحو خُمس سكان العالم، إلا أنهم مسئولون عن أكثر من أربعة-أخماس الصراعات المسلحة الدموية في العالم. الدماء التي أُهدرت وسُفكت من أجل الإسلام أكثر جدا مما سُفك لأي غاية أخرى في التاريخ. يقدر بعض المؤرخين (بيل وارنر، إلخ) أن حوالي 270 مليون من غير المسلمين قد قُتلوا بسيف الإسلام، أثناء غزو الجيوش الإسلامية المغيرة، وفي القرون التي تلت ذلك. يُعتبر هذا تقديم غير المسلمين كقرابين بشرية لإرضاء إله الإسلام، مثلما اعتاد أن يفعل البربر الوثنيون في العصور القديمة المظلمة. الجراح التي أصابت وعذبت البشرية من محمد وأتباعه ما زالت تنزف دماؤها حتى يومنا هذا لحوالي 1400 سنة.

لقد نجح محمد في تخدير وإزالة حساسية ضمير أتباعه بادعائه أن سلطة إلهية وهمية باركت وشجعت وأمرت بالفظائع التي ارتكبوها، وبوعده بجنة شهوانية وهمية كمكافأة. يعطيهم القرآن ضميرا نقيا لارتكاب أبشع الجرائم الوحشية على ضحاياهم الأبرياء الضعفاء. لذلك، قام أتباع محمد بالقتل والتشويه واغتصاب النساء والنهب بدون الاستجابة لاستغاثة ضحاياهم، وبدون الشعور بالأسف وبالندم، وبدون الشعور بالخجل وبالذنب لجرائمهم. يفسد الإسلام الرجال فسادا كليا إلى درجة أنهم يعتقدون أنه من الصلاح ارتكاب هذه الجرائم الوحشية. كتب باسكال، الفيلسوف وعالم الرياضة الفرنسي: "لا يفعل الرجال تمام الشر بابتهاج إلا عندما يفعلونه عن اعتقاد ديني." وقال اللورد أكتون، وهو مؤرخ مشهور في القرن التاسع عشر، "السلطة تُميل إلى الفساد، والسلطة المطلقة تُفسد تماما."